لاقت الندوة التي اقيمت للكاتب الأمريكي دان براون, مؤلف الروايات الأكثر مبيعا في العالم, ضمن فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب, حضورا كبيرا ومتنوعا احتفالا بوجوده كضيف شرف هذا العام. وبدأ براون حديثه باسترجاع سنوات عمره الأولي التي لعبت دورا في تعلقه بالكتابة, وانشغاله بمحاولات تفسير العلاقة بين الدين والعلم, في رواياته الست التي صدرت بين عامي1998-.2013 وأضاف صاحب شيفرة دافينشي عندما أصبحت في الثالثة عشرة من عمري, وجدت أن الدين والعلم هما أساس العالم اليوم, ومن دونهما لا يمكن أن تستقيم الحياة, مضيفا أن الدين يطلب منك أن تتقبل كثيرا من الأمور, وتقتنع بها, في حين أن العلم يدفعك نحو البحث والتحليل. وأشار الكاتب الذي بيعت من أعماله أكثر من200 مليون نسخة إلي أننا نعيش اليوم في فترة مثيرة, والخيط الذي كان يفصل بين الدين والعلم بدأ يختفي, حيث أصبح العلماء يتدخلون في كل شيء, دون قيود أو ضوابط, ولذلك فإنهما أصبحا شريكين, مضيفا أن للدين والعلم لغتين مختلفتين, ولكنهما ترويان نفس القصة في محاولتهما تفسير ما يدور بالحياة, وفي هذا الزمن توثقت العلاقة أكثر بين هذين المفهومين, فنحن نعبد الله تعالي وفي كل لحظة لدينا فهم علمي أوسع لما يدور حولنا, بل يصعب علينا اليوم أن نتقبل كل شيء دون تفسير علمي واضح. وأكد براون أن من واجب الكاتب أن يشجع علي الحوار مع الآخر, رغم أن الكتابة ليست بالمهنة السهلة, مستدلا علي ذلك بمقولة الكاتب الإنجليزي الشهير جورج أورويل: تأليف كتاب هو صراع مهلك, مثل مقاومة مرض مهلك. وتناول الروائي الذي تحول اثنين من أعماله إلي فيلمين سينمائيين قصته مع السينما, وقال إنه لميكن مقتنعا في البداية بتحويل أعماله إلي أفلام, نظرا لحبه الكبير للكتب, ولكنه عدل عن ذلك في النهاية, بعد أن تولي رون هاوارد مهمة الإخراج, وتوم هانكس التمثيل, لافتا إلي أنه كان سعيدا جدا بتعامله مع هذين النجمين الكبيرين في مجالهما. وفي نهاية حديثه قال دان براون: من الخطأ الاعتقاد بأن أحدنا معصوم من الخطأ, أو أنه يملك الحق في الحياة دون الآخر, ولذلك يجب علينا أن نعيش بعقول منفتحة, وأن نفكر في كل شيء يدور حولنا. وأجاب دان براون علي أسئلة عدد كبير من الحضور, قائلا إنه يبحث باستمرار عن أفكار لرواياته المقبلة, لكنه لا يفكر الآن بروايةمستوحاة منالإسلام أو المنطقة, رغم أنه قضي وقتا طويلا في القراءة والبحث عنهما, لكن المعلومات لم تكتمل عنده بما يكفي لكتابة عمل روائي. وأكد أن الدين يشجع الناس علي العمل المشترك, والحوار مع الآخر, ولكن المشكلة تكمن في الناس غير المتدينين حقا, الذي يختطفون الدين ويوظفونه لمصالحهم. مضيفا أنه يحب الأبطال المشابهين لنا, والذين يستخدمون العقل بدل المسدس في أعمالهم وحياتهم. وفي نهاية اللقاء وقع دانبراون عددا محدودا من نسخ رواياته, ولم يتمكن من التوقيع لجميع الحاضرين بسبب أعدادهم الكبيرة, فيما قامت الدار الناشرة لأعمالهباللغة العربية, بتوفير مجموعة من النسخ الموقعةعلي مداخل قاعة الاحتفالات, والتي تزاحم عليها الجمهور لتنفذ جميعها في دقائق معدودة.