الأمريكيون يصوتون فى التجديد النصفى للكونجرس والجمهوريون الأقرب للفوز

توجه الناخبون الأمريكيون، أمس، إلى مراكز الاقتراع للتصويت فى انتخابات التجديد النصفى فى مجلسى الشيوخ والنواب، واختيار عدد من حكام الولايات. وتعتبر انتخابات الكونجرس مساوية فى الأهمية لانتخابات الرئاسة فى الولايات المتحدة بسبب الدور المركزى الذى يلعبه الكونجرس فى عملية التشريع واٍجازة القوانين التى تقترحها مؤسسة الرئاسة.
ففى مجلس الشيوخ جرى الاقتراع على 36 مقعدا بينها 21 يسيطر عليها الديموقراطيون و15 للحزب الجمهوري، ويحتاج الجمهوريون للفوز بستة مقاعد إضافية من أجل انتزاع الأغلبية بمجلس الشيوخ الذى يسيطر عليه الديموقراطيون. وفى مجلس النواب يحتل الجمهوريون حاليا 234 مقعدا فى حين يوجد 201 نائب ديمقراطي، ويحتاج الديمقراطيون للفوز بسبعة عشر مقعدا للحصول على الأغلبية داخل المجلس، غير أن المحللين السياسيين فى واشنطن يستبعدون حدوث ذلك. ومن المتوقع أن يفوز الجمهوريون فى هذه الانتخابات بما لا يقل عن خمسة مقاعد جديدة فى مجلس النواب، ولم يفز حزب الرئيس الأمريكى بالأغلبية فى التجديد النصفى لمجلس النواب سوى ثلاث مرات منذ الحرب العالمية الثانية آخرها عام 2002. كما شارك الأمريكيون أمس فى انتخاب 36 من حكام الولايات الخمسين من بينهم 22 جمهوريا و14 ديموقراطيا. وتشير استطلاعات الرأى إلى وجود منافسة شرسة بين الجمهوريين والديموقراطيين حول ثلث مناصب حكام الولايات هذا العام وهو ما يعنى أن أكثر من عشرة من حكام الولايات قد يفقدون مقاعدهم. وفيما يتعلق بالموضوعات التى سيجرى التصويت عليها، فصوت الأمريكيون على سلسلة مواضيع جدية أو اقل جدية، على هامش انتخابات منتصف الولاية فى الكونجرس من الإجهاض إلى الماريجوانا والزواج المثلى والمنتجات المعدلة وراثيا. وبالإضافة إلى الاقتراع لتجديد أعضاء الكونجرس أو فى بعض الولايات لانتخاب حاكم، نظم أمس استفتاء على العديد من المقترحات التى ترمى إلى تنظيم بعض القضايا. فهل يجب تشريع الماريجوانا نظم استفتاء أمس فى أربع ولايات هى ألاسكا وفلوريدا وكولورادو وواشنطن أما لإجازة حيازتها أو بيعها أو زراعتها أو استهلاكها لإغراض طبية أو ترفيهية. والزواج المثلى الذى سيصبح أيضا مجازا فى الولايات المتحدة سيخضع أيضا لاستفتاء فى ولاية اريزونا التى عدلت دستورها لمنعه قبل خمس سنوات. والمسألة الأخرى الشائكة هى الحد الأدنى للأجور الذى تحدده الولاية الفدرالية حاليا ب7.25 دولار فى الساعة، وستخضع لاستفتاء فى خمس ولايات (اركنسو والاسكا وايلينوى ونيبراسكا وداكوتا الجنوبية) وحوالى عشرين دائرة. وحول المسائل الاجتماعية سيشارك سكان كولورادو وداكوتا الشمالية وتنيسى فى استفتاء حول التدابير الرامية إلى فرض قيود على الحق فى الإجهاض. وفى أول ولايتين سيعتبر الاستفتاء الجنين "فردا". كما عرض على استفتاء أمس مسألة حمل الأسلحة النارية فى الاباما وميسورى وواشنطن حيث يتناقض استفتاءان احدهما لجعل نيل ترخيص لحمل السلاح أصعب مع التحقق من ملفات الأفراد وأخر لعرقلة هذا الإجراء بالذات. كما سينظم استفتاء فى ثمانى دوائر حول التكنولوجيا التى تسمح باستخراج الغاز أو النفط من الصخور التى أدت إلى زيادة إنتاج المحروقات فى الولايات المتحدة لكنها ملوثة جدا. كما تشارك ولايات فى استفتاء حول تدابير ضد المنتجات المعدلة وراثيا. ففى ولايتى اوريغون وكولورادو فى غرب أمريكا ينظم استفتاءان لتوضيب الزامى للمنتجات المعدلة وراثيا. ويواجه مؤيدو هذه السياسة معارضة المجموعات الكيميائية الزراعية النافذة مثل مجموعة دوبون التى أنفقت ملايين الدولارات للتصدى لهذه المقترحات. ومن الناحية الصحية نظمت اريزونا أمس استفتاء حول إجراء يقترح السماح للمرضى "فى المراحل النهائية" بالخضوع لعلاجات اختباريه. وفى كاليفورنيا سيقترح إجراء فى سان فرانسيسكو وبركلى لفرض ضريبة بقيمة سنت واحد عن كل سنتلتر من المشروبات المحلاة لان المدافعين عن هذا المشروع يؤكدون إن "استهلاك هذه المشروبات يسبب مشاكل صحية خطيرة". وأكدت مجلة تايم إن صناعة الأغذية الزراعية أنفقت "أكثر من 10 ملايين دولار لإقناع ولايتى سان فرانسيسكو وبيركلى بالتصويت ضد" المشروع. ويعارض الحزب الليبرالى الامريكى ذلك أيضا واعدا بسلسلة عواقب وخيمة فى حال تبنى هذا الإجراء وملوحا بشبح "التهريب والتهرب الضريبى والعنف" الذى نجم على حد قوله عن زيادة الضرائب على السجائر. أما الناخبون فى ألاسكا فيشاركون فى استفتاء حول اقتراح لحظر المشاريع المنجمية إذا تبين أنها تطرح تهديدا على اسماك السلمون البرية. ولحماية الثروة الحيوانية شارك الناخبون فى ماين فى استفتاء حول دعم اقتراح من عدمه لمنع الكمائن لصيد الدب الأسمر. أما الناخبون فى ميشيغان فيشاركون فى استفتاء حول اقتراح لتحديد مواسم لصيد الذئاب. إما الناخبون فى اركنسو فيشاركون فى استفتاء لتحديد ما إذا كانوا يؤيدون او يعارضون إنتاج الكحول او بيعها فى هذه الولاية حيث تعد بعض المناطق جافة ولا تزال الكحول محظورة فيها.