قال الناقد سمير فريد رئيس مهرجان السينمائى الدولى انه لابد من مواجهة اخطاء الماضى قبل ان نبدأ بداية جديدة، مشيرا الى ضرورة الاعتراف ان المهرجان لم يكن دائماً فى اعلى قمة النجاح خلال دوراته ال35، فكما شهد لحظات صعود ونجاح لايمكن إنكارها، كانت هناك ايضا سقطات خطيرة لا يجب ان ننساها. واشار خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد امس بمركز الهناجر للفنون للإعلان عن تفاصيل الدورة 36 لمهرجان القاهرة المقرر عقدها فى الفترة من 9 الى 18 نوفمبر المقبل، الى ان المهرجان منع من قبل الاتحاد الدولى للمهرجانات لأكثر من 20 عاما من التسابق او تقديم جوائز، الى ان أعاد سعدالدين وهبة التسابق بصعوبة فى التسعينات، وفى عام 1987 كان اول مهرجان سينمائى عربى يستضيف وفدا اسرائيليا ويكرمه، وفى السنوات الاخيرة اصبح من المهرجانات التى أدرجت فى بعض الدول على القوائم السوداء وعزف الكثير من صناع السينما فى العالم عن المشاركة فيه نتيجة للسمعة السيئة التى اكتسبها بسبب تشويه نسخ الافلام اثناء العرض او الوعد باشياء لاتنفذ. واضاف ان الادارة الحالية للمهرجان اضطرت لمواجهة هذه المشاكل فى بداية عملها والتواصل مع صناع السينما فى مهرجان كان وبرلين لإعادة الثقة فى المهرجان مرة اخرى، مؤكدا انه من السخف ان ننكر لحظات التفوق ولكن الأسف ان ينكر الحالة السيئة التى استلم المهرجان عليها، مضيفا ان نجم حفل الافتتاح هو تاريخ المهرجان حيث سيتم عرض فيلم قصير عن تاريخه، كما تمت دعوة رؤساء المهرجان السابقين الفنان حسين فهمى والفنان عزت أبوعوف وشريف الشوباشى للمشاركة فى مراسم حفل الافتتاح وتقديم الجوائز التقديرية اعتزازا بدورهم على مدار سنوات من عمر المهرجان. واكد فريد انه لم يتم دعوة نجوم لمجرد الحضور والتقاط الصور فى المهرجان، وإنما تم الالتزام بان تكون الدعوات موجهة للأفلام والنجوم المشاركين فى بطولتها فقط، مثل النجمة جيرالدين شابلن التى ستحضر عرض فيلمها دولارات من رمال ويقام لها مؤتمر صحفى عن الفيلم، مشيرا الى ان هذه هى العلاقة الصحيحة والمنضبطة مع النجوم. وعبر عن سعادته باختيار يسرا رئيسا للجنة التحكيم الدولية فى المهرجان حيث انها المرة الاولى التى يتولى فيها رئاسة اللجنة شخصية مصرى سواء رجل او امرأة، مشيرا الى ان هذا كان خطأ كبيرا جدا وكأنه يعنى ان مصر لايوجد بها فنان واحد يصلح لرئاسة لجنة التحكيم. واشار الى أنه تم استبعاد الفيلم التركى من برنامج كلاسيكيات الافلام الطويلة بسبب الصعوبات التى واجهتها إدارة المهرجان فى العثور على الفيلم، وليس لأى سبب أخر يتعلق بالمشاكل السياسية بين مصر وتركيا، مستنكرا الهجوم الذى تعرض له بسبب هذا الفيلم واتهامه بانه غير وطني، والهجوم الذى تعرضت له ادارة المهرجان ايضا والاتهامات التى ليس لها اساس من الصحة ولا هدف منها سوى البلبلة الإعلامية. واكد ان فريق عمل المهرجان بذل مجهودا كبيرا لتحقيق التنوع فى اختيارات الافلام، التى تمت من بين 2000 فيلم تقدموا للأقسام المختلفة فى المهرجان، الذى يشارك فيه 57 فيلما طويلا، بالاضافة لعدد كبير من الافلام فى مسابقة الافلام القصيرة، وهناك 48 فيلما عرض اول فى العالم العربى والافريقي، و5 أفلام عرض دولى خارج بلاده الأصلية و4 أفلام عرض عالمى تعرض لاول مرة على الإطلاق، و28 فيلما من 14 دولة اوروبية و7 أفلام من الدول العربية منها فلسطين ومصر والامارات، و10 أفلام من اسيا و6 أفلام من امريكا اللاتينية و5 من امريكا الشمالية وفيلم واحد من استراليا وهو رولف دهيرو. ومن جانبه أشار السيناريست سيد فؤاد رئيس شعبة السيناريو بنقابة السينمائيين الى انه تقرر لاول مرة تنظيم برامج موازية على هامش المسابقات الرئيسية فى المهرجان مثل باقى المهرجانات العالمية، وتشارك النقابة فى تنظيمها حيث تطلق مسابقة تستهدف التعريف بجيل جديد من صناع السينما تحت عنوان آفاق السينما العربية، ويعرض فيه 34 فيلما مختلفا من الدول العربية وتم اختيار 8 أفلام من اهم الافلام التى انتجت فى العالم العربى خلال عام 2013 و2014 ومنها الفيلم الأردنى ذي الحاصل على جائزة مهرجان فينسيا والفيلم المغربى الصوت الخفي وهو الفيلم الميوزيكال الوحيد الذى انتج خلال هذه الفترة فى العالم العربى وافلام من مورتانيا وتونس والكويت ومصر والاردن وفيلم كويتى ويمثل منطقة الخليج والفيلم المصرى القط فى ثانى عرض له بعد مهرجان أبوظبى السينمائى والفيلم الفلسطينى ستريو والفيلم اللبنانى شهرزاد. واشار المخرج احمد حسونة الى إطلاق اسبوع النقاد الدولى بالقاهرة لاول مرة فى المهرجان إسوة بالمهرجانات العالمية مثل كان وفينيسا ويشارك فيه 7 افلام من دول مختلفة منها إيطاليا والارجنتين وتنظمه جمعية نقاد السينما المصرية. وقال د. خالد عبدالجليل مدير عام المهرجان ان هذه الدورة هى بداية جديدة لمهرجان قديم، مع التقدير الكامل لكل من شارك فى الدورات الماضية، موضحا وجهة نظره بأنها المرة الاولى التى يأتى رئيس للمهرجان برغبة شعبية قوية من السينمائيين وهو سمير فريد، كما أنها اول دورة تشارك فى تنظيمها بشكل فعال جميع الهيئات والمؤسسات والجمعيات السينمائية فى مصر وعلى رأسها المعهد العالى للسينما الذى لم يكن حتى أساتذته يتم دعوتهم للمهرجان، مشيرا الى ان الاسرة السينمائية بالكامل أصبحت شريكا فى المهرجان ومنها ما هو ممثل بقوة فى البرامج الموازية فى المهرجان. واضاف انه على مدار سنوات كان هناك خلط كبير بين الاحتفالية المحيطة بالمهرجان وطبيعة المهرجان نفسه، فى حين ان الاهتمام الأساسى فى مهرجانات السينما لابد ان يكون بالسينما نفسها افلام ولجان تحكيم والى جانبها الجو الاحتفالى المصاحب، مؤكدا ان ادارة المهرجان فى هذه الدورة استعدت منذ فترة طويلة والاهتمام كله موجه للسينما بشكل أساسى لذلك تشهد هذه الدورة عرض افلام من كل بلاد العالم، ولأول مرة فى تاريخ المهرجان تمت الاستعانة باحدث الأجهزة والتقنيات الخاصة بالعرض والصوت بحيث تكون عروض الافلام فى قاعات الاوبرا على اعلى درجة من الجودة. واكد ان المهرجان تقيمه وزارة الثقافة وليست مجرد راع، وله لجنة عليا برئاسة وزير الثقافة د. جابر عصفور تضم فى عضويتها ممثلين عن وزارات الخارجية والداخلية والسياحة والشباب ورئيس هيئة الإستعلامات لوضع خطة المهرجان باعتباره مهرجان دولة تتضافر كافة الجهود لإنجاحه.