مأساة في الأهلي اسمها المهاجم الأجنبي.. قصة واقعية ومثيرة تستحق أن تكتب فصولها في ظل الدراما الحزينة التي يعيشها الأهلي حاليا, وأدت إلي ابتعاده عن قمة الدوري الممتاز وتهديد فرصه في الاحتفاظ باللقب المحلي للمرة السابعة علي التوالي, إلي جانب فقدانه لقب دوري الأبطال الأفريقي. الانكسار الكروي الذي يعاني منه الأهلي حاليا سببه يرجع إلي ضعف ووهن هجومه الذي يفتقد طيلة الأشهر الأخيرة المهاجم الأجنبي السوبر, ووجود ثنائي هما محمد غدار اللبناني وفرانسيس دورفوركي الليبيري لم يقدما شيئا علي الإطلاق. وسر الدراما التي يعاني منها الأهلي ليست فقط في سوء حالة الثنائي وعقم هجومه, بل في تألق لافت لأجانب سواء في الملاعب المصرية أو الأفريقية عرضوا علي الأهلي ولم يجر التعاقد معهم. ما يعاني منه الأهلي سببه في المقام الأول غياب العين الخبيرة التي تملك القدرة علي اكتشاف المواهب الشابة صغيرة السن, وذات القدرة علي تقديم مغمورين في القارة السمراء لارتداء القميص الأحمر لتمنحه فائدة فنية ثم أرباح مالية عند بيعها مستقبلا مثلما حدث مع أحمد فيلكس الغاني في التسعينيات وفلافيو أمادو الأنجولي في الألفية الثالثة. من تعاقد مع الليبيري فرانسيس دورفوركي دون اختبارات فنية ليكبد الأهلي رقما ماليا كبيرا في لاعب عجز عن التألق وتكررت إصابته وفترات غيابه عن المباريات فرط في المقابل ب4 لاعبين أفارقة, كان أي منهم قادرا علي منح الأهلي هجوما قويا وأفضل مما عاشه في وجود اللاعب الليبيري. فمن تابع تألق أوتوبونج مهاجم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتحاد السكندري في دوري هذا الموسم, قد يصاب بالصدمة عندما يعلم خضوع اللاعب لاختبارات فنية وبدنية لمدة أسبوعين مع الفريق الأهلاوي قبل بداية الموسم, ولم يتم التعاقد معه بدعوي ضعف قدراته وامكانياته ورفض حسام البدري المدير الفني وقتها إبرام عقد للمهاجم الكاميروني بناء علي توصية هادي خشبة مدير الكرة, حيث قال البدري إنه لم يختبر اللاعب. أوتوبونج23 عاما خضع للفحص الفني في الأهلي لأسبوعين, وهي فترة زمنية كبيرة, ولكنه لم يلق خلالها الاهتمام من جانب الجهاز الفني علي اعتبار أنه ليس من أصحاب الأسماء الكبيرة من جهة.. وطلبه أي اللاعب الاختبار من جهة ثانية. وأدي عدم الاهتمام باللاعب إلي رحيله دون منحه الاهتمام الكافي.. والتقطته عيون مسئولي الاتحاد السكندري الذين سارعوا بالتعاقد مع المهاجم الكاميروني بتوصية من البرازيلي كارلوس كابرال الذي لم يختبر أوتوبونج ورفيقيه مارك امبواه وفيلكس أوزف سوي لأسبوع واحد فقط قرر بعدها التوصية بضمهم. وفي الوقت الحالي وبعد مرور4 أشهر من تجربة المهاجم الكاميروني مع الاتحاد تجد فقدان الأهلي لمهاجم بارز كان قادرا علي علاج أزمته التهديفية خاصة, وأنه مع الاتحاد كان ولا يزال النجم الأول في الفريق وأحرز8 أهداف يتصدر بها برفقة محمود عبدالرازق شيكابالا لائحة هدافي الدوري الممتاز. ومن بين أهدافه ال8 سجل3 أهداف في شباك الإسماعيلي والزمالك والأهلي علي الترتيب والثلاثي يعتبرهم الأكبر في الكرة المصرية ليؤكد أنه هداف أمام الكبار والصغار معا. يعد النيجيري جودوين نيدبيس مهاجم الإسماعيلي أحد الأفارقة المتألقين هذا الموسم, وكذلك صفقة سوبر ضاعت من الأهلي قبل بداية الموسم. لم يخضع جودوين26 عاما للاختبار في الفريق الأحمر مثلما حدث في حالة أوتوبونج, لكن وكيل أعماله عرضه علي الأهلي متوقعا موافقة مسئولي الأخير في ظل إغراء عدم تحمل النادي رسوم انتقال لانتهاء تعاقد جودوين مع زيورخ السويسري.. ورفضه التجديد إلي جانب الاسم الكبير الذي يتمتع به اللاعب في المنطقة العربية لتجاربه الناجحة مع الهلال السوداني, لكن الأهلي رفض التعاقد مع جودوين بداعي عدم وجود أي معلومات تخص مستواه في الموسم الأخير. ولم يهتم مديره الفني حسام البدري وقتها بضم اللاعب الذي ذهب به وكيل أعماله إلي مسئولي الإسماعيلي الذين رحبوا بالصفقة وأبرموا عقدا مع اللاعب لمدة3 مواسم مقابل900 ألف دولار. وكتب جودوين مع الدراويش سقطة للأهلي بنجاحه في أداء دور كبير في وجود الإسماعيلي منافسا علي قمة الدوري حاليا, وأحرز نحو5 أهداف منها هدفان في الأهلي محليا بالدوري وقاريا بدوري أبطال أفريقيا ويعد ضياع صفقة إينرامو من الخسائر المباشرة للأهلي في دراما الأجانب خلال الموسم الحالي, خاصة وأنه افتقد بالفعل لجهوده لو جري التعاقد معه, وهو صاحب دور كبير في قيادة الترجي التونسي إلي نهائي دوري الأبطال الأفريقي. ويتكرر السيناريو ذاته حاليا في واقعة بطلها جيمس سينجلوما مهاجم مازيمبي الكونغولي ومنتخب زامبيا, وهو لاعب لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره, وعرض علي مسئولي الأهلي قبل عامين وتحديدا بعد تألقه في كأس الأمم الأفريقية للمحليين عام2009 ولم يتم الاهتمام به بداعي وجود فلافيو أمادوا, وكذلك التعاقد مع النيجيري المغمور كافي أباي.. لينتقل إلي مازيمبي الكونغولي, وتكرر نفس السيناريو بعرض الوكلاء اسم اللاعب علي الجهاز الفني الأهلاوي قبل بداية الموسم, ولم يتم الاهتمام به. وإذا جري النظر إلي محمد غدار اللبناني دائم الجلوس علي دكة بدلاء الأهلي تجد أنه لاعب تم اختباره واستبعاده ثم إعادته مرة أخري علي حساب مهاجم عربي آخر له اسمه وهو مصطفي كريم العراقي الذي كان أقوي المرشحين للانضمام للأهلي حتي اللحظات الأخيرة من فترة الانتقالات الصيفية, وفجأة جري استبعاده والتعاقد مع المغمور محمد غدار.