بحيرة البرلس ثاني أكبر بحيرة علي مستوي الجمهورية بعد بحيرة المنزلة تتعرض للاغتيال علي أيدي الحيتان وأصحاب النفوذ وبعد أن كانت مساحتها130 ألف فدان أصبحت الآن65 ألف فدان فقط اي نصف المساحة الأصلية حيث استولي الحيتان علي النصف الباقي بالتعاون مع مافيا الأراضي في شتي أنحاء الجمهورية وتم الاستيلاء علي أكبر نسبة من مساحة البحيرة في أول عامين من الثورة. حيث تم الاستيلاء علي آلاف الأفدنة وانتهز أصحاب النفوذ فرصة تعدد الجهات المسئولة عنها(6 جهات تقريبا) وهي الزراعة والثروة السمكية والري والبيئة والوحدة المحلية ببلطيم والمحافظة وغيرها وتشتت هذه الجهات وعدم تعاونها مع بعضها بالقدر الكافي في الاستيلاء علي هذه المساحات قبل الثورة وبعدها وكان صبري القاضي محافظ كفرالشيخ الأسبق قد طلب من الحكومة في منتصف التسعينيات من القرن الماضي أن تكون المحافظة هي الجهة الوحيدة المسئولة عن البحيرة علي أن تتعاون باقي الجهات معها إلا أن باقي الجهات احتجت فلم يتم شيء وبقي الوضع علي ما هو عليه. يقول عبدربه الجزائرلي شيخ الصيادين بقرية برج البرلس ورئيس مجلس إدارة جمعية صائدي الأسماك بالبرلس سابقا إن الحيتان الذين استولوا علي أراضي البحيرة بأساليب عدة معظمهم من خارج المحافظة خاصة من القاهرة الكبري والاسكندرية فبعضهم قام بمساعدة المستغلين في احتلال أجزاء من البحيرة وانشاء حوش وسدود حولها للسيطرة عليها وفتح منافذ لدخول الزريعة الصغيرة بالإضافة إلي زراعتها بالأسماك مثل المزارع الخاصة رغم أن البحيرة محمية طبيعية كما قام البعض الآخر باستئجار مساحات كبيرة من هيئة الثروة السمكية بأسعار متدنية ولاندري لمصلحة من ذلك رغم الشكاوي المتعددة التي لم تأت بأي نتيجة في عهد المخلوع حسني مبارك بعد أن استشري الفساد في كل مكان في مصر ثم الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد بعد الثورة وحالة الفوضي التي اتاحت الفرصة للبلطجية وغيرهم للاستيلاء علي مساحات من البحيرة وغيرها. وعن مشكلات الصيادين بالبحيرة أكد رابح الشهاوي وفتحي عمرو وحجازي صابر صيادون من أهالي البرلس أن صغار الصيادين لم يعد لهم مكان في البحيرة منذ سنوات طويلة بعد أن توزعت خيراتها علي الكبار وأصبح الصياد يسرح طول اليوم ويعود بكيلوجرامات قليلة من السمك وبعدأن كان يعود بالخيرالكثير فيبيع ويسعد بدخله أصبح لايجد مايطعم به أولاده, لافتا إن معظم الصيادين يهاجرون للعمل علي المراكب مقابل أجر هربا من ظروف البحيرة التي لم تعد تسر عدوا ولاحبيبا بالإضافة إلي عدم القدرة علي صناعة أوشراء مراكب حديثة تتكلف الملايين ناهيك عن أزمة السولار وارتفاع أسعاره بينما العمل علي مراكب الغير خارج البرلس لايكلف شيئا حيث يحصل الصياد علي أجر أو يومية دون تكبد خسائر لافتا إلي أن معظم الصيادين الذين يعملون في البحيرة يعملون علي مراكب قديمة خاصة ان اماكن الصيد نفسها تقلصت بعد زيادة مساحة البوص بها بصورة غيرمسبوقة ورغم إنفاق الملايين علي تطهيرالبحيرة إلا أن التطهيريحتاج الي اكثر من مليار جنيه خاصة إن البوص يعود للظهورمرة آخري بسبب عدم اقتلاعه من جذوره أحيانا أو إلقائه علي شواطئ البحيرة فيعود للإنبات مرة آخري بالإضافة إلي ارتفاع نسبة الطمي في البحيرة وعدم تطهير بوغاز البرلس. ويؤكد المهندس فايد الشاملي مديرعام البيئة بكفرالشيخ أن من أهم المشكلات التي تعاني منها بحيرة البرلس مشكلة تلوث مياه البحيرة بسبب إلقاء جزء من مياه مصرف كوتشنر فيها حيث إن15% من منسوب مياه البحيرة يأتي من مصرف كوتشنر الذي يعرف الكل خطورته والذي يحتوي علي العديد من السموم بسبب صرف عدد كبير من مصانع المحلة وكفرالشيخ مخلفاتها به وطالبنا مرارا وتكرارا بانشاء محطات لتنقية الصرف الصناعي ل15 مصنعا منها12 في الغربية وثلاثة في كفرالشيخ إلا أن رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف وعد وأخلف وعده فظل المصرف كما هو ومازال يصرف مياهه الملوثة في بحيرة البرلس وهناك أيضا مصارف7 و11وناصر وغيرها التي تصرف في البحيرة أيضا وطالبت في مذكرة لعدد من المحافظين السابقين بعدم الصرف في البحيرة خاصة الصرف الصناعي إلا إن حاجة البحيرة لنسبة من المياه بسبب ارتفاع نسبة الطمي حالت دون ذلك ورغم ان هناك نسبا مسموحا بها إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يكون الوضع في المناطق المرتفعة في أعماق البحيرة؟! لافتا إلي أن البحيرة تحتاج إلي الكثير وأهمها التنسيق بين الجهات المختلفة علي أن تكون جهة واحدة اشرافية تتحمل كامل المسؤلية في النهاية, وعن إنتاجها من الأسماك يقول المحاسب طارق عامر مدير العلاقات العامة بالثروة السمكية بكفرالشيخ إن بحيرة البرلس تنتج54 ألف طن من الأسماك سنويا من أنواع البلطي والعائلة البورية والمبروك الذي يتم إلقاؤه في البحيرة لافتا الي انه توجد حلقات لتجميع الأسماك خارج البحيرة والاتجاه لبيعها في الأسواق المحلية. من جانبه أكد المهندس حافظ عيسوي سكرتيرعام محافظة كفرالشيخ أنه بالنسبة لمشاكل البحيرة فهي كثيرة ومتشعبة ولكننا لم نقف مكتوفي الأيدي أمامها لافتا إلي انه في العامين الاخيرين تم اعتماد50 مليون جنيه من وزارة الإسكان لتطهير البحيرة من البوص والحشائش ورغم أن هذا المبلغ غير كاف طبعا إلا أن الشركة المنفذة قامت بتطهير مساحة مقبولة وتم شن العديد من حملات الإزالة للتعديات التي وقعت علي أراضي البحيرة بعد الثورة حيث تم شن حملة مكبرة العام الماضي وحملتين هذا العام كان آخرها الشهر الماضي, وبعد تولي اللواء عبد الرحمن شرف مدير الأمن الجديد قام المستشار محمد عزت عجوة محافظ كفر الشيخ بعقد اجتماعه معه وتم الاتفاق علي إعداد أكبر حملة لإزالة جميع التعديات الواقعة علي البحيرة في السنوات الأخيرة علي أن تبدأ الحملة عقب الاحتفالات بالعيد القومي للمحافظة في شهر نوفمبر المقبل.