خيم الحزن علي سماء3 قري مكلومة فقدت16 من أبنائها دفعة واحدة لن تري في تلك القري سوي ثياب من السواد علي أجساد النساء والأطفال من الفتيات الصغيرات وكأن الظلام احاط القري بأكملها رغم بزوغ نور الشمس.. أصوات النحيب والصراخ لم تتوقف ولو دقيقة واحدة طوال النهار والليل.. الصدمة جعلت أبناء تلك القري مجرد أشباح لا يشعرون بمن حولهم, مأساة جديدة تعيشها محافظة الفيوم رصدتها الأهرام المسائي في السطور التالية. في3 قري وهي شكشوك, وسليمان, واليأس, بمركز ابشواي, أسر عديدة تم تشريدها وأطفال ونساء فقدوا عوائلهم, لن تتمالك نفسك أمام عيون ملأتها دموع الحزن والغم, ووجوه رسمتها خطوط من الكآبة, يسيرون في طرقهم لحفر القبور و يفترشون طرقات الشوارع و الطرق الرئيسية المؤدية لمدخل تلك القري في انتظار جثث ضحاياهم. قصص المآسي والحزن لن تنتهي من هذه القرية التي اختارها الحزن لتكون وطنا له ورفع رايات السواد فوق منازلها أشد القلوب تحجرا ستذوب حزنا تعاطفا مع مأساة القري الثلاث. في البداية تصرخ السيدة سمحين محمد كليب بعد أن فقدت ابنها شافعي في الحادث بينما يرقد شقيقه محمود في العناية المركزة بمستشفي الأقصر الدولي, ولم تتوقف عن النحيب والبكاء وقول جملة واحدة ابني راح. فيما فقدت بيضاء ميزار اثنين من أبنائها أخذت تلطم خديها وتصرخ بأعلي صوتها مين هيرجع لي و لادي وتتجسد قصص المأساة في أكثر فصولها حزنا وكآبة أسرة بالكامل لم يتبق فيها سوي الأب الذي يعيش مكلوما حزينا كالأشباح كل ما تبقي من أسرته ذكري تزيد من حزنه وألمه ليعيش الفاجعة وحيدا.. فقد مختار فرج عبد الجليل زوجته أحلام مطاوع وأبناءه الأربعة إسلام, ورغدة, ومحمد, وإبراهيم الذين فضلوا قضاء العيد في قريتهم الياس بينما كان والدهم في أسوان ودعاهم أمس لقضاء عدة أيام معه بأسوان, وبينما كان ينتظر هذا الصياد المسكين أسرته في أسوان ليقضوا مع عطلة سعيدة, إلا أن التقي أسرته وتسلمهم جثثا داخل أكياس. حالة من الفزع تسيطر علي الأهالي, ويتعالي صراخ النسوة بين اللحظة والأخري بعد ورود معلومات هاتفية غير مؤكد من صحتها من بعض الأقارب بأسوان تفيد بمصرع شخص ونجاة شقيقه, ثم سرعان ما يتعالي الصراخ مرة أخري بعد ورود مكالمة أخري عكس الأولي تفيد بوفاة الشقيقين معا. ولم تنته مآسي وروايات تناقلتها ألسنة الأهالي بالقري الثلاث, عن محمد عبد الفضيل الذي لقي مصرعه في الحادث هو وابناه محمود وأحمد, وترك7 بنات وزوجته, وطلعت مات وهو يحتضن جثة ابنه محمود, بينما أصيب شقيقه إسلام. اتشحت القري الثلاث بالسواد وتحولت إلي سرادق عزاء كبير,و قام عدد من الأهالي بتلاوة القرآن الكريم للتخفيف عن أسر ضحايا الحادث, والبعض الآخر استخدم إذاعة القرآن الكريم.