نقطة المية الغالية.. هي النقطة التي تمطرها السماء لتدب الحياة علي الارض وعلي الزرع.. تأتي الينا في بلادنا مصر عن طريق نهر النيل فنحتفل بفيضانه أسمي الاحتفالات ويهتف الفلاحون.. الخير قادم من السماء وإذا سأله جابي الضرائب عن رسوم للمياه قالوا له هل المية بفلوس.. انها النعمة الالهية التي تأتي من النهر ومن السماء ايضا اليس كلام الله هو الذي يقولة وجعلنا من الماء كل شيء حي لكن الآن العالم في قرنه ال21 بدأ يواجه نقص مياه عذبة في العالم الأمر الذي جعل العلماء يفكرون.. ويفكرون كيف الخروج من هذا المأزق المميت! امامي الآن بحث شيق.. واضح.. وصريح وشفاف اسمه المياه في الشرق الأوسط الجغرافيا السياسية للموارد والنزعات كتبه العربي التونسي حبيب عائب وهو استاذ محاضر في جامعة باريس بقسم الجغرافيا وهو معار حاليا للعمل بالCEDEJ بالقاهرة وهو حاصل علي درجة الدكتوراة في الجغرافيا السياسية في موضوع عنوانه: جيو سياسة وادي النيل من جامعة باريس. اوراقه تؤكد لنا أن موضوع الماء في الشرق الأوسط هو شاغل بال العالم كله علي اساسي ان المسألة عنصر اساسي في الخريطة السياسية لهذا الجزء من العالم ويتساءل كيف نفسر هذه الخريطة ونفهمها ثم نتصرف علي اساسها. وكيف تنظر اوروبا وامريكا اليها هم يؤكدون حتمية حروب المياه إذا استحال الاتفاق علي توزيع الموارد المائية بين كل شعوب المنطقة ومن بين كتابات أهل الغرب أن الصراع العربي الاسرائيلي مجرد صراع دائم علي ادارة وتوزيع المياه المشتركة من دجلة والفرات إلي النيل مرورا بالأردن والليطاني.. هوايضا يري أنه بطبيعة الحال علي قلب متعمد او عفوي او متجاهل وثائق التاريخ ليس تاريخ المنطقة فقط.. بل التاريخ الحديث في انحاء العالم تقريبا وخاصة الأحداث التي جرت قبل وخلال الحرب الباردة. ** كيف يفكرون في إسرائيل؟ * انهم يركزون علي نقطتين اولهما حق اسرائيل التاريخي في مياه المنطقة.. وحتمية توزيعها بطريقة تفي باحتياجاتها للمياه الآن ثم في المستقبل وذلك بالطرق السلمية ودون ضغوط سياسية او عسكرية. وأن الحقيقة تقول إن حرب المياه هي شغل الدارسين هناك ومع العرب ايضا واتفقوا علي معادلة المياه اوالحرب وان شروط السلام لاتقتصر علي الأراضي المتنازع عليها الأمن الإسرائيلي فقط.. بل يشمل الأمن المائي الاسرائيلي والاهتمام بفكرة توزيع المياه بين شعوب المنطقة, ودول الجوار الجغرافي. هو يري أن هذا اتجاه جديد مرتبط بفكرة السوق الشرق اوسطية. ينظر لها البعض في الدول العربية وخارجها كأن السلام العادل قد قام وأصبح امرا واقعا. دراسته تؤكد ان مشكلة المياه في المنطقة ليست مشكلة ندرة بل هي مشكلة توزيع جغرافي للموارد والحدود والشعوب. * دراسته تؤكد أن الصراع العربي الاسرائيلي ليس صراعا علي السيادة والوجود وحق تقرير المصير ومركز فلسطينالمحتلة باراضيها ومياهها وسكانها وكل الموارد المتاحة. * وإذن الصراع علي الموارد المائية حقيقي ومتداخل مع بعض عناصر الصراعات الأخري.. فإن حروب المياه في الشرق الأوسط لن تكون حتمية إلا إذا استثنينا بعض النزاعات المحلية. * هو يتساءل أين وبين من ستقوم حرب المياه التي يتحدث عنها.. البعض يري أن اي سلام لا يأخذ بعين الاعتبار السيادة علي المياه.. تماما كالسيادة علي الأرض سيبقي سلاما ناقصا منقوصا ولن يأتي إلا بالتبعية وعدم الاستقرار. * هو ايضا يطالب الجغرافيين في الوطن العربي بتطوير انفسهم لملاحقة العصر والخروج من كواليس الجغرافيا الطبيعية والمدرسة القديمة والاهتمام بما يشكل حاضر ومستقبل الانسان العربي. إن المياه والحدود.. والصراعات والحروب كلها ذات ابعاد جغرافية ولاتقل قيمة عن التوزيع بين الطبيعة البشرية والموارد الاقتصادية والتي تعد المباحث التقليدية لعمل الجماعة الجغرافية العربية. هو يري ايضا اننا نعيش فترة من أهم مراحل رسم الخريطة العربية ولا يمكن ان نتصور ان يبقي العالم الجغرافي مجرد مشاهد علي احداث الطبيعة والبشر.. يتفرج ويتأمل والدنيا تدور. او يغني مع صلاح جاهين صاحب الزجل الساخر والكاريكاتير اللاذع سمعت نقطة في المحيط بتقول لنقطة اخري.. ما تنزليش في الغويط.. لحسن تغرقي..!!