لا يعلم كثير من الناس أن ثواب الصدقة عند الله عز وجل تختلف باختلاف الجهة التي يتصدق بصدقته إليها. فهناك أوقات الدرهم فيها عند الله عز وجل يسبق ألف درهم وعمل صالح يسبق فيها ألف عمل صالح وهذه الأوقات تكون حينما يكون الوطن في حاجة إلي يد أبنائه تمتد له بالمساعدة في البناء والتشييد. فلو أن الشعب المصري تكاتف في هذا الشهر العظيم ونحن علي بعد أيام من عيد الأضحي المبارك وتبرع كل من سيضحي هذا العام بثمن أضحيته لصندوق الشرف المصري037037, تحيا مصر] فكم ستكون الحصيلة وكم سيكون الثواب عند الله عز وجل ؟؟. لا جدال أن حصيلة هذا العمل ستكون عشرات المليارات من أبناء هذا الشعب العظيم تضخ هذه الأموال في بناء هذا الوطن العظيم وفي هذه الحالة سيكون كل من يفعل ذلك حاملا لشهادة الشرف ونصبح جميعا من بناة الأوطان ولسنا كأولئك الذين يهدمون ويحرقون ويخربون ويحاربون الأوطان من أجل فكرة ضالة آمنوا بها. ولا خلاف في أن تبرعنا بأثمان أضحيتنا لوطننا أعظم عند الله تعالي من ذبح هذه الأضحيات في يوم الأضحي المبارك وأكل بعضها وتوزيع البعض الآخر علي بعض الناس. فانظر معي أخي القارئ إلي أثر ذلك عند الله عز وجل حينما يكون ثمن أضحيتك يستفيد منه الوطن بأكمله والشعب بكافة طوائفه وأفراده أليس ذلك أعظم عند الله تعالي ؟. ومن ناحية أخري أليس هذا العمل هو أعظم صدقة جارية تنفع كل متبرع في حياته وبعد مماته لأنه سيكون مساهما ومشاركا في كل مشروع يشيد بهذه الأموال فهل هناك أجر أعظم من ذلك عند الله عز وجل ؟. ولنعلم جميعا أن الوطن في حاجة لنا ونحن جميعا في حاجة لبنائه وعلينا جميعا أن نبهر العالم بما يفعله هذا الشعب العظيم. وعلينا أن نؤمن أن ثواب هذا العمل عند الله عز وجل أعظم من ذبح هذه الأضحيات في يوم الأضحي لأننا سنضحي من أجل الوطن بتبرعنا بأثمان أضحيتنا ومصر اليوم في أشد الحاجة ليد أبنائها تمتد لها لتذهل العالم بهذا الشعب الذي تعود أن يبني المستحيل ويحقق ما لا يستطيع تحقيقه إلا أبناء هذا الشعب العظيم. فلنتبرع جميعا بأثمان الأضحيات ومن اشتري أضحيته فليتبرع بها لتباع لصالح بناء هذا الوطن. وسأضرب لكم مثالا من التاريخ الإسلامي: إن من أكثر الصحابة الذين أنفقوا مالا عثمان بن عفان رضي الله عنه ويليه في كثرة الإنفاق عبد الرحمن بن عوف وأنفق أبو بكر أقل منهما ومع ذلك كان أبو بكر أعظم أجرا منهما لأن أبا بكر أنفق وقت الشدة ولذلك قال الرسول صلي الله عليه وسلم:( ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر). ومصر في شدة بل إن مصر في عوز بل إن مصر تنادي أبنائها أن يغيثوها ويمدوا لها يد المساعدة فهل سنغيثها أم سنتفرج عليها وننتظر الغوث من غيرنا فإن فعلنا ذلك فماذا سنقول لله عز وجل. ولنعلم جميعا أن حاجة الأوطان أعظم من حاجة الأبناء عند الله عز وجل فالأوطان يضحي في سبيل رفعتها والحفاظ عليها بالأنفس والأموال وسبحان القائل في محكم التنزيل{ إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة}. ومن ناحية أخري فإن لهذا العمل مردود اقتصادي علينا جميعا إذا نظرنا إلي توفير أكثر من مليوني رأس ستذبح في هذا اليوم سينتج عن ذلك انخفاض في أسعار اللحوم علي مدار العام. وإني أناشد مشيخة الأزهر وفضيلة الإمام الأكبر وأناشد وزارة الأوقاف ومفتي الجمهورية أن نتكاتف جميعا في دعوة الناس لتكون أضحيتنا في هذا العام من أجل وطننا وليتباري الخطباء علي المساجد في بيان عظيم ثواب هذا العمل عند الله عز وجل ولنكن جميعا ممن ضحينا هذا العام لأوطاننا.