تحرك مصري واسع لدعم التعاون مع دول حوض النيل

بدأت القاهرة تحركا عمليا وفاعلا لتوسيع دوريها الإقليمي والإفريقي‏,‏ خاصة علي صعيد منطقة حوض النيل‏,‏ حيث تشهد القاهرة حاليا سلسلة من الزيارات لكبار المسئولين في دول حوض النيل‏,‏
في مقدمتهم الرئيس التنزاني جاكايا مريشو كيكوتا‏,‏ الذي بدأ زيارة لمصر أمس والتقاه الرئيس مبارك في جلسة مباحثات موسعة ناقشت عددا من القضايا التي تهم تنمية القارة الإفريقية‏,‏ ومساهمة مصر في إقامة مشروعات البنية الأساسية والتنموية والخدمية في تنزانيا‏,‏ وتقديم الخبرة المصرية لتنزانيا في مجالي الزراعة والري‏,‏ وتقديم الدعم الفني المصري لتنزانيا لمساعدتها علي الاستغلال الأمثل لمياه النيل‏.‏
بينما يبدأ اليوم نائب الرئيس البوروندي جيرفيه روف كيري علي رأس وفد رفيع المستوي زيارة للقاهرة يلتقيه خلالها الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء لإجراء مباحثات مهمة حول تنمية موارد نهر النيل‏,‏ وتوسيع التعاون الزراعي وتقديم الدعم الفني في مجالات الزراعة ومكافحة التصحر‏,‏ وإدارة الموارد المائية والري‏.‏
يأتي ذلك في الوقت الذي بدأ فيه الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة زيارة إلي أوغندا علي رأس وفد من الوزارة ومجموعة من رؤساء الشركات العاملة في مختلف مجالات الكهرباء‏,‏ وذلك تلبية لدعوة هيلاري أونك وزير الطاقة والمناجم الأوغندي لدعم التعاون الثنائي بين مصر وأوغندا في هذا المجال‏.‏
يصاحب الوزير في هذه الزيارة رؤساء وممثلو نحو‏19‏ شركة مصرية عاملة في مختلف مجالات الكهرباء من إنشاءات‏,‏ واستشارات‏,‏ وتوريدات‏,‏ وتصنيع‏,‏ وتركيبات‏,‏ وذلك للوقوف علي خطط قطاع الكهرباء في أوغندا‏,‏ وفرص المساهمة الفعالة في تنفيذها‏.‏
في سياق متصل التقي الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والري مع الوفد السوداني برئاسة الدكتور صلاح يوسف وزير الدولة للموارد المائية لتنسيق الموقفين المصري والسوداني قبل الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء المياه بدول حوض النيل‏,‏ الذي يعقد بالعاصمة الكينية نيروبي في‏25‏ يناير المقبل‏,‏ ويتم خلاله استعراض تطورات الموقف بشأن المبادرة الإطارية التي وقعتها دول المصب في مايو الماضي بعنتيبي الأوغندية‏,‏ ولم توقع عليها مصر والسودان والكونجو وبوروندي‏.‏
وقال مصدر حكومي مسئول‏:‏ إن التحرك المصري هو أكبر رد علي التصريحات غير المسئولة من ميليس زيناوي رئيس وزراء إثيوبيا بشأن قضية مياه النيل‏,‏ ورد عليها الرئيس مبارك آنذاك بقوله‏:‏ هذه أول مرة أسمع أننا نساند أي قوة في أي بلد‏,‏ وليس في إثيوبيا‏,‏ وإثيوبيا تربطنا بها علاقات طيبة جدا‏,‏ وأنا استغربت من هذا التصريح‏,‏ لا يمكن أن نفعل هذا العمل مع أي دولة عربية أو إفريقية‏,‏ ولا نتعامل بهذا الأسلوب‏.‏
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أعلنت في بيان لها في‏23‏ نوفمبر الماضي عن الدهشة إزاء تصريحات أدلي بها رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي لوكالة رويترز‏.‏
وأضاف البيان أن ما يثير الاستغراب بشكل أساسي هو حديث رئيس الوزراء الإثيوبي عن أي مواجهات عسكرية بين البلدين بشأن مياه النيل‏.‏