فوز تاريخي بالخمسة.. الانتصار الخامس علي التوالي.. كلاسيكو بدون هزيمة ل5 مواجهات متتالية.. كلها عناوين ارتبطت باسم جوارديولا المدير الفني لفريق برشلونة الاسباني الذي بات حديث العالم بأسره في الساعات الأخيرة بعد الفوز التاريخي الذي حققه علي حساب ريال مدريد بخمسة أهداف مقابل لا شيء في لقائهما يالليجا وهو الفوز الخامس علي التوالي للمدرب جوارديولا علي الريال وكذلك احتفاظه بسجله خاليا من الهزائم في الكلاسيكو منذ توليه تدريب الفريق الكاتالوني. ما حققه جوارديولا39 عاما مع برشلونة منذ أن تولي قيادته صيف2008 إلي الآن يعد اعجازا كرويا بكل المقاييس فهو مدرب ظهر مع برشلونة لأول مرة في عالم الكبار ونجح في تسطير اسم له باحرف من الذهب الخالص الآن ما حققه المدرب الاسباني الشاب له عوامل لعبت دور البطولة في وصوله إلي المكانة التي هو عليها الآن ونرصدها في العناصر التالية: أولا: اعلاء روح المجموعة.. وهي الانجاز الأكبر لجوارديولا المدير الفني لبرشلونة منذ اليوم الأول له في تاريخ النادي الكاتالوني بيبي كما يطلقون عليه قدم برهانا علي ذلك عندما تحدث عن فرانك ريكارد المدير الفني السابق ونسب له جزءا كبيرا من الفوز الذي حققه برشلونة علي حساب ريال مدريد والتفوق في5 مواجهات مباشرة بين الفريقين. السر وراء الاشادة بريكارد من جانب جوارديولا هو استفادة الأخير من رجال المدرب الهولندي في الفريق وهو لاعبون نالوا فرصتهم باللعب اساسيين مع البارسا من خلال ريكارد وهم: تشافي هيرنانديز واندرياس انييستا ثنائي الوسط الموهوب بالاضافة إلي التعاقد مع ذاني الفيس الظهير الايمن واريك ابيدال الظهير الايسر إلي جانب تصعيد ليونيل ميسي للعب مع الفريق الأول هذه المجموعة التي بدأ العمل معها في صيف عام2008 بعد اختياره مديرا فنيا للفريق وحافظ عليها وظل يشيد بالرجل الهولندي في كل احاديثه. ثانيا: اكتشاف النجم والرهان الصحيح ويقصد هنا بأول أيام جوارديولا مع البارسا عندما قرر عدم النظر إلي النجومية والاسم البراق الذي يملكه البرازيلي رونالدينهو وباعه للميلان الايطالي رافضا استمراره بالاضافة إلي الاستغناء عن صانع الالعاب البرتغالي ديكو وكان مبرره أن الثنائي لم يعد علي مستوي طموحات البارسا وعليهما افساح المجال لموهبة ارجنتينية هي ليونيل ميسي لم يكن يزيد علي العشرين ربيعا في تلك الفترة ومنحه جوارديولا القميص رقم10 العملاق في النادي الكاتالوني وحوله إلي نجم أوحد يراهن عليه ميسي مع جوارديولا حقق مالم يحققه أي لاعب بلغ عامه الثالث والعشرين سجل ميسي مع برشلونة أكثر من120 هدفا في3 مواسم بالاضافة إلي قيادته الفريق لاحراز6 بطولات اسبانية وأوروبية وعالمية إلي جانب اختياره أفضل لاعبي العالم عام2009 بالاضافة إلي وجوده في قائمة الثلاثة الأوائل لأفضل لاعبي العالم في عام2008. ثالثا: روح الفوز والانتماء وهي أحد أهم ادوات نجاحات المدرب الاسباني في برشلونة حيث يحرص علي بث روح الانتماء في نفوس لاعبيه للفريق وجماعيته ونجح في ان يحافظ علي وحدة اللاعبين ولم تظهر علي الاطلاق نبرات الغيرة بين لاعبيه خاصة تشافي وانييستا وبيول وبيكيه اصحاب الدور الكبير في انتصارات الفريق لاستحواذ ليونيل ميسي علي النجومية الكاملة في العامين الماضيين كذلك كانت روح الكرة الجميلة والفوز الدائم هي كلمة السر في مسيرة الفريق الكاتالوني تحت قيادة المدرب ويحسب للمدير الفني نجاحه في بث روح الانتماء بعيدا عن إغراءات الاحتراف إلي مجموعة اللاعبين الجدد ممن تعاقد معهم علي مدار الموسمين الماضيين وابرزهم ديفيد فيا الهداف الجديد لبرشلونة والذي يلعب معه بروح قتالية وايضا الارجنتيني خافيير ماسكيرانو لاعب الوسط المدافع مثلما يحدث مع باقي القدامي في الفريق. رابعا: تقديم جيل جديد للفريق وهي من السمات الاساسية التي نجحت في حفاظ البارسا لأكثر من عامين علي قوته وصلابته وتحوله إلي فريق تتصاعد شعبيته في سائر دول العالم يوما بعد يوم الجيل الجديد الذي قدمه جوارديولا هم مجموعة لاعبين راهن عليهم واشركهم في المباريات برغم عدم تجاوزهم الحادية والعشرين ربيعا عندما ظهروا لأول مرة في الفريق عام2008 وباتوا الآن من أهم ركائز البارسا ومنتخب اسبانيا وهم بالترتيب جيرارد بيكيه المدافع الذي يشكل مع كارلوس بيول حائط صد دفاعي صلب بالاضاف إلي سيرجيو بوسكيتس محور الارتكاز الأول الآن علي حساب تشافي الونسو في المنتخب الاسباني وبيدرو الجناح الأيمن السريع بالاضافة إلي بويان كريكيتش رأس الحربة الذي يراهن علي ان يكون نجم نجوم برشلونة في الأعوام المقبلة وهو لاعب لم يتجاوز بعد العشرين ربيعا ويعتمد عليه جوارديولا منذ أن كان في الثامنة عشرة من العمر. خامسا: التواصل المستمر مع الجماهير وتلك ميزة ساهمت في صناعة مجد جوارديولا مع الفريق واستحواذه علي نصيب الأسد من الاعجاب الجماهيري هو مدرب اجاد اللعب علي أوتار الجماهير يمنحها الدور الأول والأكبر عندما يخرج منتصرا في المباريات خاصة الكبري ويتقدم لها بالاعتذار عندما يخسر مباراة ويؤكد عدم احترامه مع لاعبيه للجماهير وقتها ويعتبر ذلك سبب الهزيمة الأول ما أكده جوارديولا في تصريحاته الأخيرة بعد الفوز التاريخي له علي ريال مدريد أمس عندما قال الجماهير هي البطل الأول في الانتصار. المثير ان الجماهير الآن اصبحت أكبر مساند للمدير الفني في معركته مع روسيل الرئيس الجديد للنادي صاحب العلاقات المتوترة مع جوارديولا المحسوب علي غريمه خوان لابورتا رئيس برشلونة السابق. تلك العناصر ساهمت في ان يكون جوارديولا اسما عملاقا في عالم التدريب خلال3 أعوام وقبل ان يتجاوز عامه الاربعين بعد.