عقدت اللجنة الثقافية بنادي القصة ندوة لمناقشة المجموعة القصصية( حبل الوداد) للروائي خليل الجيزاوي, قدم الندوة الأديب نبيل عبدالحميد. ثم تحدث د. مدحت الجيار عن مكانة الجيزاوي المتميزة سواء بين الكتاب المصريين أو العرب وتحدث بصفة خاصة عن هذا العمل حبل الوداد بأنه قد أثار محاور عديدة للنقاش هل نقول عنه انه من أدب السيرة الذاتية أم قصص سيرية أم هي مستقاة من السيرة الذاتية ولكن لا تعتمد عليه كلية بل تخضع لعوامل أخري أدبية وفنية؟! كما أشار إلي أن الجيزاوي كتب هذه المجموعة بشكل فطري متدفق وأنها تنتمي الي المتوالية السردية أكثر من أي شيء آخر لأنها أقرب إلي الرواية. ولو أن الجيزاوي كتب عليها رواية لما أخذنا عليه أي شيء, لأنها بالفعل من حيث وحدة الشخصيات والموضوع والهدف تنتمي إلي الرواية. كما أشاد بالحوار في المجموعة وتكثيفه وأهميته ليس مجرد والحوار ولكن لأنه يضيف للعمل, كما تعرض للملامح النفسية لسيرة موظف كما نجدها في قصة( قبل أن تدق التاسعة). وأضاف د. الجيار في قصة( أيام عز) كان المفروض أن تبقي رواية, لكن الكاتب ظل يكثف بها رغم أنها تستوعب الكثير والكثير من الأحداث والتفاصيل, وهذا ما يجعلني اؤكد انها متوالية سردية ومن السيرة الذاتية وأعتقد أن انتظار الأم لابنها وتوبيخه ثم تحضنه وتقبله. وأنهي الجيزاوي القصة برحلة الحج ووصية الأم.. بماكينة الماء والسبيل.. الخ, وأعتقد أنه لا يزال يتفجر بداخل الجيزاوي هذا العالم الذي قد لمس عليه وهو عالم الأمومة والأبوة والبنوة. وعقب الكاتب نبيل عبد الحميد عن المتوالية السردية بأنه كان يتمني من الجيزاوي أن يستبعد من المجموعة قصتين هما قصة( قبل أن تدق التاسعة, والسراديب الخلفية) ويبرر ذلك بأنه قد أمتعنا وأعطانا جرعة استطعنا من خلالها أن نحدد إدراك المكان. وجاءت المداخلة النقدية الثانية للروائي فؤاد قنديل الذي اعترض علي حذف القصتين, بل رأي أنه من المهم وجود القصتين بالمجموعة لأهميتهما فما كان من الممكن استبعاد مثل هذه القصص, لأننا بهذا الشكل وضعنا مكانين متقابلين: مكان بتراثه بفكره وموروثه الشعبي( القرية) ومكان آخر( القاهرة) متوحش غول وهذا مهم جدا طرح هذا الموضوع بهذه الصورة وهذا الشكل وكان من الممكن أن تكون القصص كلها للقرية لا بأس وكان من الممكن أن تكون القصص كلها للقاهرة لا بأس من ذلك, ولكن هنا لانستطيع أن نتجاهل هذا التقابل الذي عبرت عنه القصص, ففي كل قصة من قصص القرية عالم حرص علي أن يستنفده ويعطيه حقه من الثناء وهذا احدي مهام الكاتب لما له من معالم تاريخية ونفسية وقبل أن تأخذه رياح المدن العاتية العاصفة فهي كائنات غليظة القلب تحاول أن تهرس القري وتسحقها لكي تبقي ارتفاعاتها وفلسفتها وبناياتها وسيطرتها الطاغية, وأضاف قنديل: في مقابل المدينة انتصر الكاتب للقرية وانتصاره للقرية لا يمثل الجيزاوي وحده ولكن يمثلنا نحن جميعا, بل يمثل كل البشر علي وجه البسيطة الذين يشبهوننا وليس كل البشر فبعض البشر يرون أننا عبء علي الحياة. وأضاف قنديل: من خلال عناوين القصص في الفهرس نجد أن المجموعة القصصية تتكون من خمس عشرة قصة قصيرة وفيها قصتان بضمير المتكلم واثنتان أو ثلاث بضمير الغائب ولكنها في المتن حديث المتكلم, وهناك ملمح آخر بأن القصص قد وزعت قرية/ وقاهرة, عشر قصص للقرية وخمس قصص للقاهرة ووصف القاهرة وصفا لا اسما, ومسألة القصص التي قدمها الجيزاوي تحت مظلة وهي روح فنحن لا نحاسب الكاتب عن ماذا كتب ولكن كيف كتب؟ فالعناوين مثل( صباح الحزن النبيل/ حبل الوداد/ درب الحنين/ حلم النهار/ الولد سند/ طاسة الخضة/ البنات... البنات/ أيام عز/ وحتي قصة: أمي سلاما سلاما) تعكس فلسفة الكاتب عند كتابة قصص المجموعة وتكمن هذه الفلسفة في اختيار العناوين, العناوين كلها تخدم ما تأهب الجيزاوي لكتابته فهذا الكاتب مغمور في المشاعر الإنسانية مع الجدة والأب والحفيد, لقد كتب بشكل تلقائي فهو لم يكتب المجموعة بالشكل العادي الذي تكتب به القصص في العادة بل كتبها بشكل تدفقي تلقائي ليستخرج ما في نفسه لا أن يعبر عنها أو عن أي شخصية, بل يريد أن يعبر عن ذاته, ولهذا نقول: إنه يميل للكتابة السيرة الذاتية, لكنها ليست سيرة ذاتية, فهي قصص سيرية أو رواية سيرية بمعني أنها متأثرة قليلا بالسيرة الذاتية. ولا نقول سيرة ذاتية قصصية فمن يذكر الأول له الهيمنة قصص سيرية أي أنها قصص بها بعض شذرات من السيرة الذاتية, فهي من سيرة الكاتب. من جانب آخر نجد الحس الشعبي من الملامح الأساسية لهذه المجموعة من خلال العناوين الي استخدام الاغاني المشحونة بالموروث الشعبي وأن الكاتب لديه القدرة علي الوصف المتميز الذي نقل لنا إحساسه بالفقد للكثير من ملامح القرية التي تشوهت, وجاءت مداخلات ثرية من القاعة التي كانت مكتظة بالحضور مثل الأديب يوسف الشاروني, د.جمال التلاوي, ود.عطيات أبوالعينين والقاص أحمد عبده ولطفي النميري, محمود صبح, وفرج محمود,