ليست من قبيل المصادفة أن تنفجر عبوة ناسفة زرعها أعداء الوطن أسفل شجرة بجوار مسجد السلطان أبو العلا بمنطقة بولاق أبوالعلا لتودي بحياة اثنين من رجال الشرطة وتصيب 7 آخرين .. وليست من قبيل المصادفة أيضا أن تحول العبوة الناسفة جسد الشهيد محمد أبوسريع إلي أشلاء وهو أحد شهود الإثبات في قضية اقتحام السجون وتهريب المساجين المتهم فيها عدد من قيادات الجماعة الإرهابية . وليس من قبيل المصادفة أن تقوم تلك الجماعة الإرهابية بزرع العبوات المتفجرة في محافظاتالغربية والشرقية والجيزة علي خطوط السكة الحديد في محاولة منها لتعطيل الحياة وترويع الآمنين . ورغم أن رجال البحث الجنائي والأمن الوطني يسابقون الزمن لكشف أبعاد وملابسات زرع تلك العبوات الناسفة علي مقربة من مبني وزارة الخارجية إلا أن هناك عدة أسئلة مازالت تبحث عن إجابات لعل أهمها.. هل تم رصد موقع الضباط قبيل زرع تلك العبوات الناسفة .. وهل تم استهداف المقدم محمد أبوسريع كي ينال منه الإرهاب عقابا علي شهادته أمام المحكمة وما قدمه من أدلة إلي هيئة المحكمة أثناء نظر قضية اقتحام السجون؟! . والسؤال الأهم هل تتوصل وزارة الداخلية إلي معرفة الكيفية التي تم بها تفجير تلك العبوة؟! وهل تم تفجيرها بواسطة تايمر أثناء تواجد الضباط أم ألقاها الجناة من أعلي كوبري 15 مايو أم تم قصفها من أعلي مئذنة المسجد . كل هذه التساؤلات تشير إلي أن القنبلة تم زرعها بكل دقة لاستهداف الضباط أثناء وقوفهم أسفل الأشجار الكبيرة التي انشطرت إلي نصفين من شدة الانفجار . كلف المستشار هشام بركات النائب العام فريقا من أعضاء النيابة العامة ببدء إجراءات التحقيق وإجراء المعاينة لمكان الحادث وبيان مكان زرع العبوة الناسفة والمناطق التي تأثرت بالانفجار والتحفظ علي الأدلة التي تخلفت عنه وأيضا تكليف مصلحة الطب الشرعي بسرعة توقيع الكشف علي جثامين الشهداء ووصف ما بها من إصابات وتحديد أسباب الوفاة علي وجه الدقة. كما أمرت النيابة بتفريغ كاميرات المراقبة بوزارة الخارجية والحصول علي نسخ من المواد الفيلمية لمعرفة و تحديد هوية المتهمين، كما أمرت بجمع أجزاء من القنبلة التي انفجرت لبيان نوعها والمواد المستخدمة في تصنيعها . وانتقل فريق من النيابة لمكان الحادث ضم كلا من هيثم أبو الحسن ومحمود لطيف وأحمد معاذ رؤساء نيابة وسط القاهرة الكلية وعمرو غراب رئيس نيابة بولاق أبو العلا لمعاينة آثار الحادث. وكشفت المعاينة الأولية عن وجود كمية كبيرة من الدماء علي أرض مسرح الجريمة إضافة إلي وجود كمية كبيرة من الزجاج نتيجة الانفجار وأضافت التحقيقات أن القنبلة تم زرعها في إحدي الأشجار المجاورة لمكان تواجد المجني عليهم في محيط وزارة الخارجية ومسجد السلطان أبو العلا. واستمع المستشار أحمد معاذ لعدد من شهود العيان حول الواقعة والذين أكدوا أن خادم مسجد السلطان أبو العلا فتح باب المسجد ومأذنته لفتاة محجبة ادعت أنها جاءت بتكليف من وزارة الآثار لالتقاط بعض الصور للمسجد لم يتحر الخادم عن تحقيق شخصيتها أو يتطلع لتصريح ورقي ممهور من وزارة الآثار أو أحد مسئوليها لتعتلي الفتاة المئذنة وترحل وبعدها بعدة دقائق يقع التفجير. فيما يشهد وزير الداخلية وقيادات الأمن بالوزارة ومديرية أمن القاهرة والجيزة مراسم تشييع جثامين الشهيدين في جنازات عسكرية مهيبة تخرج من أكاديمية الشرطة القديمة بالعباسية بمشاركة أهالي الشهيدين وزملائهما والمئات من المواطنين لدفنهما بمثواهما الأخير في مقابر الأسرتين . وكانت منطقة بولاق أبو العلا قد شهدت انفجارا شديدا بجانب الباب الخلفي لوزارة الخارجية و مدرسة أبو الفرج الابتدائية راح ضحيته ضابطين شهيدين وإصيب 6 آخرين بينهم لواء ونقيب شرطة أثناء مرابطة قوة أمنية لملاحظة الحالة الأمنية أمام مدارس المنطقة في أول أيام العام الدراسي . كانت البداية عندما فوجئ أهالي منطقة بولاق أبو العلا في الساعة الحادية عشر إلا ربع بسماع صوت انفجار شديد أمام بوابة مسجد السلطان أبو العلا بجانب الباب الخلفي لوزارة الخارجية ومدرسة أبو الفرج الابتدائية . وبإنتقال الأجهزة الأمنية تبين استشهاد كل من المقدم خالد زعفان من قوة مديرية أمن القاهرة و المقدم محمد أبو سريع من إدارة الأندية والفنادق وإصابة كل من اللواء محمد سرحان من قطاع شمال والنقيب خالد عبد العزيز و الرقيبين محمد مصطفي ومصطفي إسماعيل والمجندين رضا يوسف وعلي سيد . وتبين من التحريات الأولية أنه أثناء وقوف قوة أمنية أمام باب مسجد السلطان أبو العلا انفجرت عبوة ناسفة تم زرعها في شجرة وانفجرت عقب انصراف فتاة ادعت أنها من هيئة الآثار و اعتلت مئذنة المسجد بحجة تصوير آثار المنطقة . ومن جانبه أكد مصدر أمني للأهرام المسائي أن أجهزة الأمن تكثف جهودها لضبط الفتاة والتحقيق معها لمعرفة مدي علاقتها بالحادث من عدمه . وأضاف المصدر أن رجال المباحث العامة والمباحث الجنائية يعكفون للوصول إلي هوية الفتاة بعد سماع أقوال شهود العيان الذين أدلوا بأوصافها . فيما قال اللواء مدحت السحار نائب مدير مستشفي الشرطة أنه وصل لمستشفي الشرطة بالعجوزة 7 حالات إصابة 6 حالات منهم من رجال الشرطة ومصاب مدني. وأشار «السحار» الي أن المقدم محمود سعفان وصل متوفيًا للمستشفي وتضمنت حالات الإصابة اللواء محمد مصطفي سرحان مصاب بجرح بالساق وجار بتر الساق اليسري والمقدم خالد محمود محمد عبدالعزيز من قوة نادي الشرطة الرياضي مصاب بكسر بعضلة الساق اليمني وشظايا بالفخذ الأيمن والمجند محمد مصطفي عبدالعزيز مصاب بانفجار بالعين اليمني والمجند مصطفي إسماعيل محمد مصاب بصدمة عصبية والمجند محمد عبدالفتاح أبو شوشة مصاب بجرح باليد اليمني والمواطن سيد جابر سيد. فيما انتقل اللواء علي الدمرداش مدير أمن القاهرة إلي موقع الانفجار لتفقد الأوضاع هناك بعد الانفجار وأمر بسرعة كشف هوية مرتكبي الواقعة والذين يرجح أنهم تابعين لتنظيم الإخوان الإرهابي . من جانبها نعت وزارة الداخلية شهداء الوطن من رجال القوات المسلحة والشرطة الذين استشهدوا أمس إثر حادثي التفجير بشارع 26 يوليو وسقوط طائرة نقل عسكرية بمنطقة كوم أوشيم بمحافظة الفيوم . كما وجه وزير الداخلية بسرعة توفير أوجه الرعاية الكاملة لأسر الشهيدين وكذلك المصابين وأسرهم وتوفير كافة سبل العلاج لهم بمستشفيات الشرطة.