شهد موسم الدراما التلفزيونية هذا العام عددا كبيرا من المسلسلات التي تناولت بعضا من القضايا المجتمعية. ولكن لفت انتباه البعض أن ظاهرة تعاطي المخدرات والتدخين ظهر بشكل مستفز في أكثر من68 مشهدا وهذا ما أكده وزير الشباب خالد عبد العزيز في أحد لقاءاته مع الطلاب داخل معهد إعداد القادة, مضيفا أن تجارة المخدرات في مصر وصلت إلي22 مليار دولار وهذا مؤشر خطير, وقد أرجع بعض كتاب الدراما كثرة هذه المشاهد إلي جهل بعض الكتاب الذين لا يعلمون ان مثل هذه المشاهد تؤثر بشكل سلبي علي الشباب, وأرجع البعض الآخر هذا إلي عدم تحمل المسئولية أمام المشاهد بحجة الواقعية.. فقد وصف المخرج الكبير محمد فاضل هذه المشاهد فقال هذا هو التسيب بعينه مؤكدا أنه يوجد قرار منذ عدة سنوات بمنع ظهور التدخين في المسلسلات وكان يطبق وبشدة لدرجة أنه إذا اضطررنا لإظهار أحد وهو يدخن كان لابد من موافقة وتصريح واستثناء, وأضاف فاضل أنا ضد التدخين ولا أضع في مسلسلاتي التي بدأتها سنة67 بمسلسل القاهرة والناس أي مشاهد للتدخين ونجحت الأعمال وتفاعل معها المشاهد, للأسف صناع الدراما الآن يبحثون عن حجج واهية ويقولون هذه هي الواقعية, وأقول لهؤلاء لقد قمت بعمل50 عمل للتليفزيون لم أدخل عليهم مشاهد تدخين تقريبا ولم يحدث خلل درامي أو فني للهم و وجه فاضل اللوم للدولة وقال ما وصلت إليه الدراما يرجع لتخلي الدولة عن دورها في إدارة عملية الإنتاج الفني والقطاع الخاص لن ينهض إلا إذا وجد المنافس القوي, الدولة لا تهتم إلا بالاقتصاد والأمن وأقول لهم لن ينجح هؤلاء إذا تخلوا عن الثقافة والإعلام. يقول السينارست محمد الحناوي أتفق وهذا التقرير الذي يؤكد ان الدراما تساعد علي ارتفاع نسب تعاطي المخدرات, فلا استطيع تنزيه الدراما من بعض الانتكاسات الاجتماعية والمشكلة تكمن في طريقة التناول لأنها تكون في الغالب سلاحا ذا حدين, فالمشاهد دائما يتوحد مع البطل فلو أظهرت المتعاطي علي أنه إنسان ملتزم قد يقلده الشباب, ولو أظهرت أحد الشباب وهو يتعاطي ولا توجد لدية اي مشاكل فهذا أيضا يجريء الشباب, لابد أن أشعر المشاهد بالخطأ الذي يرتكبه هذا المدمن وعواقب ذلك عليه وأن التعاطي ليس من طبائع الأمور وليس هذا وحسب فالعري والألفاظ الخارجة تنتقل بسهولة خاصة إذا كانت الالفاظ تخرج من بنات من وسط اجتماعي جيد فتقلدهم البنات لأنها قد تعتقد ان هذا هو الطبيعي. وتؤكد السينارست سماح الحريري أن هذا هو التجاوز بعينه وهذه المشاهد إن لم يكن لها توظيف درامي مصور بحرفية تساعد بالفعل بشكل كبير علي ارتفاع نسبة التعاطي بين الشباب, والسينارست الجيد يمكنه أن يصل برسالته إلي المشاهد دون ان يؤذيه ودور الدراما الحد من الظواهر السلبية لا زيادتها وارتفاع نسبها كما هو الحال في بعض الأعمال التي لا ترعي أننا في مجتمع تحكمه عادات وتقاليد وقيم علينا أن نحترمها. ومن جانبه يؤكد مجدي صابر أنه يعترض علي المشاهد التي ظهر بها تعاطي المخدرات ووصفها بحنفية واتفتحت في الدراما وحذر من هذا وقال أناشد كتاب الدراما بالتقليل من مثل هذه المشاهد إلا في أضيق الحدود, لأن ذلك يظهر مجتمعنا علي أنه مجتمعا منحل ومنحرف أمام العالم الخارجي وهذا لا يليق بمصر.