وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة إلي معلمي مصر يطالبهم بحماية التلاميذ, من الأفكار الهدامة والمضللة والمتطرفة وتصحيح المفاهيم المغلوطة, وبث قيم التسامح, والوسطية, وقبول واحترام الآخر, وتقبل ثقافة الاختلاف, وتكوين شخصية تمتلك المناعة والحصانة العقلية وهذه القيم لن تتحقق إلا من خلال حب التلميذ للوطن. في تصوري أن تنمية حب الوطن عند طلاب المدارس المصرية, لابد أن يبدأ منذ المرحلة الابتدائية, التي تمثل قاعدة أساسية لتكوين الجذور والبذور, مع مراعاة أن الطفل يأتي إلي المدرسة, وهو صفحة بيضاء, مما يتطلب من المعلم تكوين شخصية قومية يرسخ فيها قيمة الانتماء الوطني الملتزم. أن تنمية قيمة حب الوطن لدي تلاميذ التعليم قبل الجامعي مرتبط بمنظومة المناهج المتمثلة في أهداف المنهج, والكتب المدرسية والمعلم, وطريقة التدريس, والانشطة التربوية, والتقويم والامتحانات, مما يتطلب ذلك الإجراءات العاجلة التالية: أولا: مقاومة التطرف الفكري في بعض المدارس المصرية, ومنها المدارس الأخوانية, التي تخترق النظام التعليمي, وفي هذا السياق لابد من توجيه التحية للسيد وزير التربية والتعليم, الذي أصدر قرار بالاشراف علي هذا النوع من المدارس ومتابعة سياساتها ولكن يبقي, مراجعة مناهجها, وأنشطتها, ونظام امتحاناتها, حتي لا يزداد عدد الخريجين منها, ممن يكون ولافهم للجماعة وليس للوطن. ثانيا: أن يكون للإعلام المصري دورا توعوي لأولياء الأمور من تلاميذ المدارس الأجنبية, التي تحاول دول المنبع, وهي الدول الغريبة أن تؤثر علي الفكر والايديولوجيا من خلال بعض المدرسين الأجانب, وبعض المناهج المدرسية التي قد تؤثر علي طمس الهوية المصرية, مما يشكل طلابا يكون انتمائهم لبلد المنشأ أكثر من انتماءهم لهذا البلد العريق مصر, ناهيك عن أضعاف التعليم الوطني الذي يمثل أحد تهديدات الأمن القومي. ثالثا: أن تندرج مفاهيم الأمن القومي بين ثنايا الكتب المدرسية مثل الإرهاب والتطرف, والادمان, ومفاهيم التفاهم الدولي, ومفاهيم الوعي بحقوق الإنسان, ومفاهيم المواطنة, والفرق بين الحرية والفوضي, والفرق بين الخلاف والاختلاف, وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي ليست من صحيح الدين, واحترام عقائد الاخرين ومقدساتهم وممارسة شعائرهم الدينية, من خلال مناهج التربية الدينية والتربية الوطنية. رابعا: تطعيم مناهج اللغة العربية بالاناشيد والمحفوظات الوطنية التي تساعد علي تكوين شخصية وطنية مخلصة للوطن, ومقدرة قيمة الجيش المصري, وابراز العلاقة بين الجيش كمؤسسة وطنية ذات ثوابت أخلاقية والشعب من خلال كلمات: الله يا بلادنا الله علي جيشك والشعب معاه في اشارة لثورة يوليو52 والله يا بلادنا الله علي شعبك والجيش إلي حماه في اشارة إلي ثورتي يناير ويونو, وليكن في كتاب القراءة في المرحلة الابتدائية. خامسا: استضافة العناصر البشرية, من الشخصيات العلمية والاقتصادية والعامة والعسكرية, كما يحدث في كثير من المدارس في الدول المتقدمة, لالقاء محاضرات تثقيفية, لطلاب المرحلة الثانوية, ولو مرة شهريا لمدة ساعتين بعد الفسحة, لكي يعرف الطالب من هو عدوه الخارجي والداخلي, ويتعرف علي بلده واقتصادها وتاريخها وحاضرها وماضيها والاطمئنان علي مستقبلها, من أجل تشرب حب الوطن قبل دخولهم الجامعات المصرية. سادسا: عودة الانشطة اللاصفية مثل الإذاعة المدرسية ونظام الحكم الذاتي, والبرلمان الصغير, بالإضافة إلي المناظرات الطلابية, التي تنمي الفكر الديمقراطي, واحترام الرأي والرأي الآخر, وعودة أوائل الطلبة, والتربية المسرحية, والتحقيق الصحفي, والتربية الرياضية لتنمية ثقافة البدن. سابعا: التركيز علي تعميق الانتماء الوطني والولاء لمصر والاعتزاز بتراثها, والتقدير والاحترام لجيشها, الذي هو جيش الشعب, ومن الشعب, وتقديم نماذج من الجيوش العربية التي تفككت, والتي أدت إلي تقسيم وتفتيت دول الجوار, من خلال مناهج الدراسات الاجتماعية في المرحلتين الابتدائي والاعدادية. ثامنا: أن تعد الوزارة دليل أو نشره للمدرسين توضح المقومات الفكرية والوجدانية للانتماء الوطني, وممارسة حرية البحث عن المعلومة, والتخلص من الطريقة البنكية, القائمة علي تخزين المعلومات في العقل, وصرفها يوم الامتحان, والاتجاه نحو الطرق الابداعية والاكتشافية والعصف ذهنية, وتطبيق القانون في معاقبة كل من لا يهتم بالعلم المصري الذي هو رمز مصر. ما يبقي بعد ذلك: وضع معايير موضوعية لاختيار وانتقاء ال30 الف معلم وفق المبادرة التي أطلقها السيد الرئيس بحيث تتمثل في أختيار خريجي كليات التربية فهم الاحق, بالإضافة إلي الكفاءة, والمؤهل الأعلي الماجستير والدكتوراة والنزاهة والامانة, والوطنية والاخلاص لهذا البلد العريق مصر, لأن هذه الوظيفة السامية هي التي ستشكل العقول فكرا وقيما وسلوكا, وهؤلاء المعلمون الجدد هم من سيغرسون في الاجيال القادمة حب الوطن.