تبنى مصر الآن مشروعها القومى الجديد بإرادتها الوطنية الخالصة والمتمثلة فى مشروعاتها الكبرى مثل مشروع قناة السويس الجديد وفى الوقت الذى يشهد الواقع العالمى الآن تحولات متسارعة ودرامية يتصدرها ملف الإرهاب وخطر التطرف الذى بقدر مابات عاملا يؤرق ويهدد الجميع، بقدر ما صار هو أداة عملية من أدوات السياسات الاستعمارية الغربية لتفكيك الأوطان وتحقيق أهدافها وتسييد نفوذها وإعادة السيطرة على مقدرات الواقع العالمى، واستمرارا للحفاظ على المصالح الرأسمالية العالمية الغربية، والقضاء على ما تبقى من هوية الإنسان والوطن بعد سياسات العولمة التى استهدفتهما وضربت على عكس خطابها الدعائى بالدولة العالمية المندمجة وحدة الأوطان وقيم القوة والبقاء فى مواجهة الفوضى الخلاقة التى استهدفت تفكيك وتفتيت الدولة الوطنية وأمنها القومى والبقاء فى مواجهة الفوضى الخلاقة التى استهدفت تفكيك وتفتيت الدولة الوطنية وأمنها القومى ووحدتها الثقافية وخصوصيتها وتحقيق الاغتراب الكلى للذات الاجتماعية للمواطن والقضاء على الانتماء والوعى والعقل والثقافة التى تعمل فى إدراكه ووعيه وعقله، وغزوه وتسييد الهوية الغربية بأفكارها الأصولية والسيطرة على الآخر وإخضاعه لها والسيطرة عليه بخطاب المواطنة العالمية كبديل عن الوطن ومحتواه الكلى من دين وأصل وقيم وانتماء وذاكرة جماعية ،ومن خلال الممارسات السياسية والاقتصادية الرأسمالية والثقافية والغزو الاتصالى الدعائى باستخدام جميع وسائل تكنولوجيا الإعلام وتوظيف جميع أدوات الثقافة الرقمية من وسائل وشبكات التواصل الاجتماعى، ولكن ليظل كما ترى سلوى بن جديد: أن المسارات نحو وحدة المشهد الحضارى العالمى لاتعبر عن إرادة الشعوب فى ذلك، وإنما عن إرادة الأقلية الرأسمالية العالمية المالكة لوسائل الإنتاج، ولتبقى إرادة الشعوب أقوى من إرادة أية محاولات للغزو. ومن إرادة الوطن والشعب المصرى التى تمثلت فى ثورتيه ضد الطغيان والإرهاب، هذه الثورات الوطنية التى خلقت لأول مرة منذ مدة طويلة إرادة شعبية متماسكة ترفض الاستكانة والصمت والسلبية، وتحاول المؤامرات الدولية الآن النيل منها، ولابد من رفع راية التحدى الوطنى فى مواجهة هذه المؤمرات والأخطار التى تهدد تحقيق مصير الأمة بأكملها، ولاشك أن المثقفين فى الوطن جاء دورهم الحقيقى فى خلق عملية الترابط بين الوعى الجماعى الشعبى وبين القيادة الطموحة وكلاهما يطمح فى الاستقلال الوطنى والتقدم وتحقيق العدالة والكرامة والحرية للشعب والوطن بعد أن استعادت الأمة ثقتها فى نفسها، ولابد أن يرفض المثقفون استمرار حالة التهميش والاستبعاد، وأن يمارس المثقف الذى يمثل الاستمرارية الحقيقية لإرادة الوطن بإيمان وثقة وتضحية دوره فى تسييد الوعى والتنوير ومواجهة الفكر الرجعى الارتدادى، وهم «أعداؤنا فى الداخل» ومواجهة الغزو الفكرى والخارجى الذى يحاول أن يسيطر على الوطن والمنطقة العربية بأدوات التفتيت والتفكيك والتسميم الفكرى والسياسى والثقافى بتسييد الصراع الأيديولوجى وتخليق التحلل فى نظام القيم الوطنية بين أبناء الوطن لتطويعه للمصالح الرأسمالية العالمية، ولأن المقاومة الوطنية لهذا المخطط المستهدف حتما هى فى أعناق المثقفين فهم طليعة الوطن ومقدمة حركته، وليس المثقف هو فقط هو المشتغل بالثقافة والأدب أو المتحدث بهما ولكن المثقف هو المواطن صاحب الإرادة التى يدافع عنها بوعى ومقدرة على فهم الحقائق وخفاياها وآلام الوطن، ويتخطى بهما الانكفاء على مصالحه الفردية والآنية إلى مصالح الوطن وتنفيذ آماله ،وقد ارتبط مصيره ووجوده بمصير الوطن وبالتالى يمثل استمرارية المقاومة الوطنية، ولابد هنا أن نتذكر المثقف المناضل الشيخ على عبد الرازق صاحب كتاب «الإسلام وأصول الحكم» الذى بدد فيه كل دعاوى أصحاب دعوة الخلافة بقوله: الحكم والحكومة والقضاء والإدارة ومراكز الدولة هى جميعاً خطط دنيوية صرفة لا شأن للدين بها، فهو لم يعرفها ولم ينكرها، ولا أمر بها ولا نهى عنها وإنما تركها لنا لنرجع فيها إلى أحكام العقل وتجارب الأمم وقواعد السياسة وتعرض بسببه للاضطهاد والطرد من وظيفته الآن هناك قصور شديد وتدهور فى الأدوار التى يجب أن يقوم بها المثقفون الذين حولوا أنفسهم إلى طبقة منعزلة عن الشعب والوطن، ولابد الآن.. أن يعود المثقفون للوطن وللشعب وممارسة أدوارهم الحقيقية فى التنوير وهدم أبنية الرجعية والارتداد والفساد ووضع حد لانعزالهم فى المجتمع واستعادة الأدوار التاريخية للمثقفين وعلى سبيل المثال لا الحصر: رفاعة الطهطاوى وقاسم أمين وطه حسين وعباس العقاد ونجيب محفوظ ومصطفى كامل ومحمد فريدويوسف إدريس. عضو اتحاد كتاب مصر عضو آتلييه القاهرة للفنانين والكتاب Aehs [email protected]