بحث محمد ذو ال28 عاما عن مصدر رزق يدر عليه المال الذي يعينه علي الحياة بعد ان نشأ في اسرة فقيرة تجد قوت يومها بالكاد حيث لم يستكمل تعليمه مثل باقي اقرانه. وكان حلم حياته ان يتزوج من بنت الحلال وانجاب الاطفال ويملأون عليه الدنيا فرحة وسعادة إلا أنه لم يكن يتقن أي حرفه تساعده علي العمل وجلب الاموال واتمام حلمه البسيط. أصبح الشاب من رواد المقاهي بمنطقة السلام يجلس في أحد أركانها منطويا علي نفسه يشرب بالكاد كوبا من الشاي وحيدا ناقما علي حياته البائسه يفكر في طوق للنجاة وخلال استغراقه في التفكير اقترب منه احد اصدقائه القدامي وجلس بصحبته ولم يتوان محمد في الحديث الي صديقه يشكو له حاله وتعاسته وكونه عاطلا بلا عمل.. عرض عليه صديقه العمل في مجال الملابس المستعملة و أفهمه انها وسيلة يستطيع من خلالها ان يجني بعض الاموال التي تعينه علي الحياة وتلبي بعض متطلباته واكد له انه ليس بحاجة ان يكون لديه راس مال لشراء الملابس التي سيتاجر بها وانه سيقوم بتعريفه باحدي كبار تجار الملابس المستعملة والذي يتعامل بنظام الاجل لم يتوان الشاب في التفكير كثيرا في عرض صديقه الذي وجد فيه أملا يناسب امكانياته وقدراته البسيطة. تحصل محمد علي بالة من الملابس من التاجر الكبير وحرر ايصالات امانه بقيمتها علي ان يسدد له امواله بعد بيع بضاعته حيث قام بافتراش احد الارصفة بمنطقته وبدأ المارة يتوافدون عليه لشراء متطلباتهم من الملابس واستطاع من خلال تجارته ان يكتسب اموالا لابأس بها تمكن من خلاله الانفاق علي متطلباته واقتطاع جزء منها لارساله الي تاجر الملابس ليسدد دينه والحصول علي ايصالات الامانه الموقعه عليه. مرت الأيام تتبعها الشهور وحصل محمد علي ثقة تاجر الملابس والذي بدأ يورد اليه كميات كبيرة من الملابس المستعمله الا ان محمد واجه حالة من الكساد التجاري مفاجئه اصابت تجارته في مقتل في ظل قلة إقبال المارة علي تجارته. لم يستطع الشاب سداد الديون المستحقة عليه للتاجر والذي طال صبره علي امواله المؤجلة وبدأ محمد في التهرب منه املا في تحسن احواله المادية وسداد ديونه والحصول علي ايصالات الأمانه من التاجر حتي وقع مالا يحمد عقباه بعد ان قام الاخير بتهديده بالحبس بتحرير محاضر ضده بموجب الايصالات.. فكر محمد في وسيلة للحصول علي ايصالات الأمانة التي سترميه خلف القضبان إلي أن حلت الفكرة بالاستعانه ببعض اصدقائه من بلدته بسوهاج مقابل مبالغ مالية للتخلص من التاجر والحصول علي الايصالات الموقعة ضده.. كان اللواء محمد قاسم مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي اخطارا من نائبه اللواء عصام سعد يفيد بورود بلاغ لقسم شرطة السلام أول من رشاد محمود60 سنة موظف باكتشاف مقتل شقيقه عبد الصادق76 سنة تاجر ملابس مستعملة. بالانتقال والفحص بمعرفة المقدم محمد دويدار رئيس مباحث قسم السلام اول, وجدت الجثة مسجاة علي ظهرها داخل الصالة بمسكنه وبها إصابات عبارة عن( جرح طعني بالرقبة وعدة جروح قطعية بفروة الرأس من الخلف) وعثر بجوار الجثة علي سلاح أبيض مطواهعليها اثار دماء ولم يشتبه أو يتهم أحد بارتكاب الواقعة. تم تشكيل فريق بحث اشرف عليه اللواء محمد توفيق مدير الادارة العامة للمباحث الجنائية تراسه اللواء عبد العزيز خضر رئيس مباحث قطاع الشرق ضم ضباط مباحث القطاع لكشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه. تبين من التحريات ان وراء واقعة القتل محمد جمال28 سنة بائع متجول لوجود خلافات مالية بينه وبين المجني عليه. وتم ضبط المتهمين. بعد تقنين الإجراءات تم تحرير محضر للمتهمين وباخطار اللواء علي الدمرداش مساعد الوزير لامن القاهرة امر باحالتهم للنيابة التي تولت التحقيق.