الإسماعيلية: نشأ "عون" فى أسرة متوسطة الحال لم يكمل تعليمه وخرج للحياة يبحث عن مصدر رزقه وتعرف على بعض الأصدقاء الذين قدموا له النصح بالعمل خفيراً خصوصياً لدى أصحاب الأراضى الزراعية القادرين مادياً ووجد ضالته التى ظل يبحث عنها لفترات طويلة ومرت الشهور وبدأ يمارس أعمال البلطجة وفرض النفوذ على من يرفض الامتثال لأوامره وتنقل من مزرعة لأخرى يتباهى بحمل الأسلحة النارية ويهدد بها من يعترضه وحقق أرباحا مادية من تجارة الأراضى ادخر جزء منها وصرف الباقى على ملذاته واعتقد مع اندلاع أحداث ثورة 25 يناير التى واكبها الفوضى والغياب الأمنى أنه يستطيع فعل أى شيء من أجل زيادة مدخراته المالية ونظراً لتهوره وبطشه أقدم على قتل أحد الأشخاص للنيل منه وهرب من محل إقامته للبحث عن ملاذ آمن يختبئ داخله حتى لا تلاحقه أسرة المجنى عليه واستأجر مسكنا فى منطقة زرزارة لكى يعيش فيه مؤقتاً ويجرى من خلاله اتصالاته برفاقه لممارسة جرائمه من على بعد. وكان اللواء مصطفى سلامة مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعاً مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائى لدراسة المعلومات الواردة البؤر الإجرامية بالمراكز والمدن والتى يتواجد بها الخارجون عن القانون فى مجالات حيازة الأسلحة وفرض السيطرة والمخدرات وكيفية إعداد الخطط المناسبة لاستهدافهم لحماية المواطنين والقضاء عليهم وتقديمهم للمحاكمات للقصاص منهم. على الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعى رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والمقدم حسام حسن مفتش المباحث الجنائية والرائد فهمى عبدالصمد رئيس مباحث التل الكبير ومعاونوه النقباء محمود حسن وإبراهيم ناجى وسليمان عيسى ورامى الطحاوى ودلت تحرياتهم أن عون 31 سنة خفير خصوصى مقيم فى المرج القاهرة مطلوب ضبطه وإحضاره فى قضية جنايات قسم الخصوص قليوبية بتهمة قتل منذ ارتكابه هذه الواقعة حمل حقائبه واختفى بعيداً عن أعين عائلة المجنى عليه خشية القصاص منه رغم جبروته فى التعامل مع أى فرد يحاول الاحتكاك أو الاعتراض على أسلوبه. وأضافت التحريات أن المتهم جاء لمنطقة زرزارة الزراعية بوادى الملاك واستأجر منزلاً لاستكمال قضاء حياته حتى يهدأ أهالى الضحية التى اغتالها برصاصة الغادر ولم يفصح لجيرانه عن هويته الحقيقية أو المكان القادم منه سوى إشاعته أنه يستأجر قطعة أرض ويرعاها. وأشارت التحريات إلى أن المتهم يتردد عليه من حين لآخر أشخاص غرباء يستقلوا سيارات ملاكى وربع نقل ويجلسوا معه فترات زمنية فى الصباح أو الليل ويغادرون منزله عائدين من حيث أتوا وتبين أن هؤلاء يعدوا الناضورجية الذين ينقلون له ما يحدث فى محيط محل إقامته بالمرج ويتابعون أعماله ويمدونه بالمال الذى يعينه فى الصرف على نفسه. وبعرض التحريات على النيابة تم استصدار إذن للقبض على المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة حول مسكنه وعندما حانت ساعة الصفر فجراً اتجهوا إليه برفقة مجموعات قتالية من الأمن المركزى وأمسكوا به بعيدا عن منزله وبتفتيشه عثروا معه على طبنجة ماركة توكاجيت 9 مم و19 طلقة من ذات العيار واعترف بحيازتها للدفاع عن النفس وبالكشف الفنى عن السلاح تبين أنه مبلغ بسرقتها من مديرية أمن القاهرة خلال أحداث الثورة فى المحضر رقم 35 لسنة 2011 جنح عسكرية تم اصطحابه وسط حراسة أمنية لغرفة التحقيقات واعترف بواقعة الضبط وقضية القتل التى ارتكبها وبعرضه على محمود حسن وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف عمرو شوقى مدير نيابة التل الكبير الذى أمر بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق.