توالت الاتصالات التليفونية من كبار قادة الجيش بأهالي الشهيد محمد عطوة, الذي أعاد حفر القناة الجديدة رفاته بعد أربعة عقود, وقد اختلطت مشاعر الحزن والفرحة الشديدة لنجلي الشهيد وأحفاده الستة وأهالي قرية العرين والقري المجاورة لمركز فاقوس, وتجددت مشاعر الحزن لدي ابنيه اللذين أحسا بأنه قد استشهد أمس, كما انتابتهما حالة من الفخر بأن والدهما أصبح شهيدا وليس مفقودا. وقد لبي محافظ الشرقية الدكتور سعيد عبد العزيز, طلب نجليه في إطلاق اسم الشهيد محمد عطوة علي إحدي المدارس. يقول رضا عطوة نجل الشهيد الأكبر: لم اتمالك نفسي عندما تلقيت اتصالا من قائد الجيش الثاني, لتعزيتي في والدي, وأنه تم تشييع رفاته في جنازة عسكرية ودفنه بمقابر الشهداء بالإسماعيلية و في هذه اللحظة شعرت بالعزة بأن والدي مات شهيدا في حرب أكتوبر وكنت أتمني ان ألتحق بالجيش مثل والدي, ولكني لم أتمكن من ذلك, لأني معاق, وتوالت الاتصالات من عدد من المحاربين القدماء لتكريم والدي وكذلك المخابرات العسكرية وكنت أتمني ان تكون والدتي علي قيد الحياة ولكنها قد لاقت ربها عام1989, ورغم إنني أنا و أخي الأصغر صلاح قد فقدنا والدنا ونحن لم نبلغ من العمر عامين, فإن والدتي رفضت الزواج رغم صغر سنها أنذاك وكانت تحدثنا عن أبي الشهيد وقد اعتبرته الدولة من المفقودين في حرب أكتوبر المجيدة عام73 ولو كانت علي قيد الحياة لأطلقت زغاريد الفرح بالعثور علي رفات زوجها الشهيد. ويقول نجل الشهيد الأصغر صلاح41 عاما توفي والدي وعمري بضعة أشهر, ولم أراه رغم حزني طيلة تلك السنوات الماضية علي فقدانه, إلا انني اشعر بفخر شديد لأنه مات شهيدا فداء للوطن. أما أحفاد الشهيد فأكدوا ان الفرحة العارمة قد تملكتهم, لأن جدهم ترك لهم ميراثا من العزة والكرامة, فيقول محمود رضا طالب بالثانوي الأزهري, وهو الحفيد الأكبر للشهيد انه سوف يحكي ويتفاخر بين زملائه عن شجاعة وبسالة جده وأنه شهيد في حرب السادس من أكتوبر حرب العزة والكرامة. أما السيد ثروت أحمد عطوة شقيق الشهيد فقال, إن أخيه قد شارك أيضا في حرب الاستنزاف عام67 وفي اخر اتصال له قبل فقدانه كان يوصي بطفليه, مؤكدا أنه كان يتمني الشهادة. وفي منزل الأسرة المكون من طابقين قدم أهالي القرية وأسرة الشهيد الشكر للرئيس السيسي والقوات المسلحة علي بدء أعمال الحفر في قناة السويس التي أعادت الشهيد للدنيا بعد أربعين عاما, وطالبوا بضرورة نقل رفاته إلي مقابر الأسرة بالقرية.