تحجرت الدموع في مآقيها سكنت الأطراف وسيطرت الجموع علي انفعالاتها ومراراتها وكربها بالكاد, واصطف المصلون صفوفا بالمئات تلو الأخري داخل وخارج مسجد النصر بالمنصورة في ملحمة تؤجج المشاعر. ورفع الامام يديه أمام جثمان الشهيد المتشح بالعلم الوطني رفعة وتقديرا.. داعيا بالرحمة والغفران وأن يربط علي قلب ذويه, ذاكرا أن الأيادي الآئمة ينتظر أصحابها من الله اللعنات وسوء المصير في الدنيا والآخرة. وعقب الانتهاء من صلاة الجنازة علي جثمان الشهيد, جمدت الأقدام في أماكنها عدة دقائق ثم تحركات تتبع جنازة شهيد المنصورة إلي مثواه الأخير وسط أصوات تتمتم بالدعاء للقائد شهيد الواجب. كانت المنصورة قد اكتست بالاعلام وبالملابس السوداء عقب وصول جثمان الشهيد العميد عمرو فتحي صالح عمارة48 عاما المسئول عن تأمين قطاع الشيخ زويد بالقوات المسلحة, والذي لقي مصرعه اول أمس بطلق ناري بالرأس والصدر بمنطقه الشلاقةعلي طريق( رفح/ الشيخ زويد)بشمال سيناء. شيع جثمان الفقيد في جنازة عسكرية و تم نقل الشهيد من شمال سيناء عبر طائرة حربية إلي القاهرة, ومنها بسيارة إسعاف إلي مسقط رأسه بمدينة المنصورة ليصل الجثمان ملفوفا بعلم مصر, وفي حراسة سيارتين تابعتين للقوات المسلحة, حيث تسابق الأهالي علي حمل الجثمان إلي المسجد. التفت القيادات الامنيه امام مسجد النصر اكبرواقدم مساجد المنصورة حيث خرج الجثمان من المسجد إلي مثواه الأخير وسط هتافات مطالبة بالقصاص من الإرهابيين قتلة الشهيد وحق كل شهيد فقدته مصر في الحوادث الإرهابية. وشيعت الجنازة بحضور اللواء محمد فرج الشحات, قائد الجيش الثاني, و في حضور اللواء حسن عبد الحي مدير امن الدقهلية العميد واللواء السعيد عمارة مدير المباحث الجنائية وقائد المنطقة الشمالية والحاكم العسكري بالدقهلية, والعميد نبيل عبد العظيم مدير المرور والمهندس عمر الشوادفي محافظ الدقهلية وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية بالمحافظة. وأصر أبناء الشهيد الثلاثة, أحمد ومحمد ومصطفي, علي تقبيل الجثمان بالمسجد, وانخرطوا في بكاء هستيري طوال أداء صلاة الجنازة, كما انهار الابن الأصغر, مصطفي, بالصف الثاني الإعدادي, في نوبه حاده من البكاء عند خروج الجثمان من المسجد واحتضنه عمه اللواء أركان حرب صالح فتحي. وتقدمت زوجة الشهيد وخالته اللتان انخرطتا في نوبة بكاء حار أثناء حمل الجثمان علي سيارة مكشوفة تابعة للقوات المسلحة, يحيطها قيادات الجيش وزملاء الشهيد, وتقدمتها الشرطة العسكرية, كما قام جنود القوات المسلحة بحمل النياشين التي حصل عليها الشهيد وتقدموا بها أمام الجنازة حتي وصلوا إلي النصب التذكاري للجندي المجهول, وأطلقت الشرطة العسكرية21 طلقة تحية للشهيد. وطالبت زوجة الشهيد بالقصاص لزوجها قائله كان من خيرة اجناد الارض يؤدي عمله بحب لم يظلم يوما احد وكان دائما مايتقي الله فكيف من بات يحرس الناس يموت بايدي الغدر والارهاب وقال محمد, ابن الشهيد الأكبر, طالب بكلية الهندسة, والدي كان يتمني الشهادة ونالها لإنه كان يحب الخير للجميع ويعشق تراب الوطن, وكان دائما خايف علي البلد وعلي كل شبر فيها. وأضاف باكيا, والدي كان بيعاملنا علي إننا أصدقاء وبيسأل علينا دايما, حتي وهو في عمله, ويهتم بكل حاجة, أنا حاسس النهارده إني فقدت طعم الحياة, لأنه كان كل حاجة في حياتي, ونفسي نرتاح لما نسمع إنهم قبضوا علي اللي قتلوه وأعدموهم. وقال اللواء أركان حرب, صالح فتحي, شقيق الشهيد, إننا نحتسبه عند الله شهيدا, فأخي لم يكمل20 يوما في ترقيته الجديدة كرئيسا لقطاع رفح, وأضاف,الشهيد كان متفائل دائما بالحياة, ولم يتسبب بنفسه أو بغيره في إيذاء أحد, ولم يرفع في يوم من الأيام يده علي أحد ودائما يتقي الله في كل أعماله