في سابقة هي الأولي من نوعها بمصر اختتمت امس الاول فعاليات معرض لأدوات التعذيب يحتوي علي أكثر من600 آلة تعذيب, جمعها د. محمد عبدالوهاب الباحث في ادوات واساليب التعذيب علي مر العصور22, وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب, وتخليدا لذكري شهداء دنشواي وسليمان الحلبي الذين ضحوا واستشهدوا من اجل الوطن, مستعينا ببعض الفنانين التشكيليين لوضع اللمسات الاخيرة علي تلك الادوات وتوثيقها لمراحلها التاريخية. اقيم المعرض بمنطقة تبعد بضعة كيلو مترات من كوبري المريوطية بالهرم, واذا تجولت بالمعرض فقد تري ما يجعل قلبك يخفق بشدة من الخوف, حيث تجد رجلا معلقا علي مشنقة في الطريق العام, ومع الاقتراب تري أن تلك مجرد مشنقة تعبيرية عن حادثة دنشواي واذا تابعت سيركا بجوار وأسفل الكوبري تشاهد تماثيل ترجع للعصر الاموي والعباسي, ومع دخول أحد الشوارع الجانبية ينجلي الخوف تماما, لتذهب إلي عالم آخر في التاريخ القديم فتري الكثير من ادوات التعذيب لتوضح للأجيال القادمة مظالم التاريخ منذ عصر آدم وحتي العصر الحديث, كما كانت الاشارة في اغلب التماثيل المعلقة لحادثة دنشواي. يقول عبد الوهاب الباحث في تاريخ الاغتيال السياسي ان هذا المعرض يقام للسنة الرابعة علي التوالي وقد اخترت مصر لاقامته, لانها تعتبر منارة للعلم وايضا كونها مسقط رأسي, وأضاف انه طاف معظم دول العالم التي لديها متاحف لعرض ادوات التعذيب لدراستها ومعرفة تاريخها, وقد ضم المعرض أدوات عديدة استخدمت علي مر التاريخ تظهر وحشية الجلادين والجانب المظلم في التاريخ الإنساني, وقد عكف الباحث علي دراسة كل ما يتعلق بوسائل التعذيب التي استخدمت عبر العصور فقد قام بزيارة معظم دول العالم التي تمتلك متاحف لأدوات التعذيب, وان المعرض سجل هذا العام بموسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكبر معرض في العالم يتضمن رفات وجمجمة الشهيد البطل سليمان الحلبي من فرنسا, كما يضم نماذج لآلات وأدوات التعذيب علي مر العصور بداية من العصور الوسطي, حتي جوانتنامو وأبو غريب, ويهدف إلي أن يري زواره كيف تسحق آدمية البشر تحت التعذيب الجهنمية في ظل الحكام الطغاة. وأشار إلي انه اقام المعرض بمنطقة المريوطية بعد رفض وزير الاثار اقامته في قلعة صلاح الدين الايوبي مثل الاعوام السابقة ولاقي نجاحا كبيرا, لافتا انه في البداية قدم طلبا لاقامة المعرض الي وزارة الآثار وجاء الرد بان يقوم بدفع15 الف جنيه عن كل200 زائر, هذا مارفضه عبدالوهاب لان هذا يعني وضع امر تعجيزي لعدم اقامة المعرض لانه معرض مفتوح للجمهور المصري, وعاود الطلب مرة أخري ان يقام المعرض لمدة يوم واحد فرفضت الوزارة ايضا وتحجج الوزير بتأشيرته لامانع بعد موافقة قطاع الآثار الاسلامية وجهات الامن ولا يعلم ان سجن القلعة الذي اقيم فيه المعرض العام الماضي لايتبع الآثار الاسلامية بل تابع لقطاع المتاحف بوزارة الآثار وعاد الطلب مرة أخري لقطاع الآاثار بعد ان كان مرحبا باقامة المعرض بالرفض القاطع, لكنه ازداد اصرارا لاقامة المعرض بعد الموافقات اللازمة ليظل مفتوحا في الشارع لفضح زبانية التعذيب واساليبهم علي مر التاريخ.