كرة القدم الساحرة المستديرة التي جعلت كل العالم يقف علي أطراف اصابعه علي مدي شهر كامل تعطي في كثير من الأحيان لمن يستحق, وفي بعض الاحيان تبتسم لمن لا يستحق.. وعلي أرض البرازيل تجسدت تلك الحالة في مشوار المونديال المثير الذي اسدل الستار علي أحداثه بلقب للمنتخب الألماني عن جدارة واستحقاق لأنه بالفعل كان الأقوي والأفضل والأحق بالنظر إلي أدائه المتميز قبل نتائجه المثيرة والمبهرة, والارجنتين الوصيف الذي خاض المباراة النهائية علي اللقب بأداء أقل بكثير من المتوقع وبنتائج وأداء غير مقنع مقارنة بمنتخبات أخري قدمت عروضا كروية مثيرة ومبهرة في مشوارها حتي ودعت البطولة مثل أروجواي وتشيلي وكوستاريكا وغيرها من المنتخبات التي قدمت أداء متميزا ولم يحالفها التوفيق لاستكمال السباق لنهايته. شهر كامل عاشته الجماهير المصرية مع الفن الكروي الجميل وانقسمت خلالها بمختلف ميولها وانتماءاتها بين عاشق للألمان ومتيم بالطليان.. ومراهن علي الاسبان ومصدوم بسقوط البرازيل وحزين علي ضياع حلم غانا الجميل! هكذا عشنا وعاشت جماهير الكرة في مصر علي مدار شهر كامل اجواء المونديال بحلاوة وروعة الاداء والمفاجآت المثيرة والمدوية ومرارة هزيمة وخروج منتخبات كبري عريقة فازت بنصيب الاسد في المراهنات والترشيحات للظفر باللقب الكبير وخرجت من الباب الضيق! مرت الأيام الجميلة كلمح البصر وتوارت خلال تلك الأيام كل الأحداث المحلية المملة الفقيرة في كل شيء, وسنضطر للعودة إليها بعد ان لملم مونديال2014 أوراقه ورحل, ليمنح الحياة من جديد للبرامج الفضائية التي خلت مقاعدها علي مدار شهر كامل من المتفرجين. هكذا وبعد ان غسلنا همومنا في أيام المونديال الجميلة ونحن علي مقاعد المتفرجين سنعود لنبدأ من أول السطر مع منتخبنا الوطني في مشواره بتصفيات أمم إفريقيا2014, ومن بعدها الحلم الاكبر بالفوز بمقعد مع الكبار في مونديال روسيا.2018 فالأيام والسنوات تمضي بأسرع مما نتوقع وكل ما اتمناه ألا نجد أنفسنا في مثل هذه الأيام بعد أربعة أعوام ونحن كما كنا في2014 علي مقاعد المتفرجين ومنتخبنا الوطني يتابع المونديال من منازلهم.