كانت رئيسة البرازيل ديلما روسيف منصفة عندما ضاع حلمها بأن تفوز بلادها ببطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة هناك حاليا للمرة السادسة في تاريخها بعد الخسارة المهينة بسبعة أهداف مقابل هدف واحد أمام ألمانيا في الدور قبل النهائي. ودافعت عن اللاعبين والمدرب فيليبي سكولاري قائلة: لا يمكن أن يتم انتقادهم بسبب مباراة.. فهو مدرب يحمل تاريخا كبيرا في كرة القدم, وسبق له قيادة السيليساو إلي التتويج بلقب بطل كأس العالم خلال مونديال2002 في كوريا الجنوبية واليابان. هذا حال دولة رائدة في كرة القدم تقويها الهزيمة ولا تضعفها.. ولا تغلب أن تجد من يمد يده إليها لتنهض من كبوتها.. ولا يصعب عليها أن تجد ملايين المدافعين عنها إذا ما سقطت, ومثلهم من المتعاطفين معها مهما كانت قسوة الخسارة.. دولة يحميها تاريخ كبير, وتشكل انجازاتها وما أعظمها حائط صد لا يمكن اختراقه.. هي حكاية لها عشاق يمكن أن يشكلوا سلاسل بشرية تمتد بطول الكرة الأرضية وعرضها! ولكن من الذي يدافع عنا, ومن يلتمس لنا العذر, ومن يقول في حقنا كلمة طيبة, ونحن بلا رصيد, بل بلا وجود في هذا العرس العالمي لا بمنتخب ولا حتي بحكم, ولم نذهب إلي المونديال إلا عامي1934 و..1990 وهنا يطرح السؤال نفسه: لماذا قامت الدنيا ولم تقعد بعد تجميد النشاط في أعقب الأحداث الأمنية التي فجرتها ثورة25 يناير2011 ومذبحة بورسعيد.. إذا كانت بالفعل المنظومة تضم الآلاف توقف حالهم.. ما نتيجة عملهم ونحن غياب عن أهم حدث في تاريخ اللعبة؟ رئيسة البرازيل وضعت يدها علي الجرح عندما قالت إن الهزيمة أمام ألمانيا تعني أهمية بدء عملية إصلاح شامل لكل مؤسسات كرة القدم في البرازيل. وأضافت: الهزيمة هي أم كل الانتصارات ويجب أن نتعلم منها.. الهزيمة7 1 نتيجة مباراة لكنها توضح الحاجة لإصلاح جذري في المؤسسات الكروية.. مع ضرورة تقديم الدعم للأندية الرياضية, التي يعاني أغلبها من الإفلاس والمشكلات المالية والاقتصادية الحادة, كي تتجاوز أزماتها. وما أفضلها من نظرة واقعية لرئيسة دولة رمز كرة القدم تكاد تري بها أزمة الكرة المصرية.. فهل بدأنا معهم حتي لا نبكي علي اللبن المسكوب كل أربع سنوات؟