لو لم تكن اسرائيل حريصة علي تحقيق اقصي استفادة ممكنة من المواقف المطروحة و حريصة اكثر علي امتلاك امنها في يديها رغم انه يعتمد جزئيا علي ايدي الاخرين لفعلت ايضا ما تفعلة حاليا, فإسرائيل و قد شعرت بحاجة الجميع و خاصة الرئيس اوباما لتحقيق تقدم في عملية السلام في الشرق الاوسط في شقه الفلسطيني الاسرائيلي, و شعرت ايضا بالحاجة الفلسطينية و العربية لايجاد بدائل تحد من التحرك المنفرد الاسرائيلي, فانها اي اسرائيل و بمنتهي الديمقراطية قررت ان تطلب ردودا كتابية من واشنطن تشكل مايشبه المعاهدة الثنائية غير المعتمدة علي تغيير المواقف, هذا في الوقت الذي تحاول فية اتخاذ اجراءات امنية علي الطبيعة تذكر الاخرين برغبتها و قدرتها علي توفير اكبر قدر من الحماية علي مستوي الاخطار المقبلة او المتصورة. نعود الي ما قد يعتبره البعض تمثيلية و ما يعتبرة الاخرون ديمقراطية, و نعني به ما حدث خلال الفترة الاخيرة ففي البداية كان نتانياهو في واشنطن و اجري مباحثات مطولة مع المسئولين الامريكيين الذين ابدوا اهتماما بدفع العملية السلمية في الشرق الاوسط هذا من ناحية كما اجري ما يشبه مظاهرة تأييد في اتصالاته مع جماعة الضغط اليهودية في الولاياتالمتحدة الايباك التي اظهرت اتساقا مع تحركات نتانياهو الذي يعد خبيرا في المواقف الداخلية الامريكية من واقع اقامة طويلة بها قبل تفضيله العودة الي اسرائيل و الانخراط في نسيجها الحزبي وصولا الي القاعدة التي افضت به لرئاسة الوزراء, و لم نعرف من وقتها هل صنع نتانياهو موجة اوصلته للرئاسة ام ان الموجة هي التي جعلته في هذا الموقع لاسيما و قد وصل الي اسرائيل مع بداية ظهور عنصري التشدد من الجانبين اليميني و الديني و طبعا اصبحت المسائل الامنية هي صاحبة الصوت الاعلي في المسرح السياسي الاسرائيلي. و مع ورود المقترحات الامريكية الي اسرائيل و التي جاءت في اطار ما يشبه المبادرة لان تفسح اسرائيل الطريق لعودة المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين و المقدرة بثلاثة اشهر تقوم خلالها اسرائيل بوقف البناء الاستيطاني للتباحث بهدف اقامة دولة فلسطينية الي جانب اسرائيل و لم تنس واشنطن احاطة هذه المبادرة بعاملين قد لا يكون وثيقا الصلة بها اذ كان قد طرح في اطار الطمأنة و الرد علي التشكك المتوقع و قد تمثل في اولا: قيام الولاياتالمتحدة بملاحقة التحركات و الدعاوي لاعلان دولة فلسطينية من جانب واحد في مختلف المحافل الدولي, ثانيا: تزويد اسرائيل بصفقات عسكرية و مادية تتمثل في عشرين طائرة اف35 فضلا عن تعهد واشنطن بضمان امن اسرائيل و الدفاع عنه. و قد اعتمد ناتنياهو في تحركه تجاه المطالب الامريكية علي الاستعانة بالمجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر الذي توصل من خلاله الي نتيجة مؤداها ضرورة الحصول علي مزيد من المواقف من واشنطن و علي ان تكون هذه التعهدات مكتوبة ذلك حيث اوضحت المواقف داخل المجلس اذ توصل الي عدم الحذف نتيجة اصرار حزب شاس اريية درعي وزير الداخلية الي ابداء عدم الموافقة كما سانده ايضا وزير الاسكان و بما استقر معة ناتنياهو الي عدم تغليب الموافقة بصوتة7 مقابل6 دون صوت نتانياهو و بالتالي احال الامر الي مزيد من التوضيحات الامنية المكتوبة من واشنطن و رغم ان واشنطن قد راعت في صياغتها للمبادرة طمأنة اسرائيل و استباق ما يمكن ان تبديه من معوقات الا ان مبادرتها قد ردت اليها و هي تعمل بمنتهي الكياسة و الدبلوماسية علي سد الثغرات التي تنطلق منها اسرائيل و الغريب في الامر ان الإدارة الامريكية لم تقلب الدنيا راسا علي عقب و اشارت الي انها تعتبر عمليات الاستيطان غير مفيدة فيما يتعلق بعملية السلام و انها شعرت بالقلق من الا يقوم كل طرف بما هو مطلوب منه لاحراز التقدم و كذلك ان خطوة اسرائيل ستؤدي الي زعزعة الثقة بين الاطراف كما صرح الرئيس اوباما خلال زيارته لاندونيسيا بل انها اكدت انها تعكف علي صياغة الضمانات لتكون مكتوبة كطلب اسرائيل, الغريب في الامر ان الادارة الامريكية من خلال تصريحات الرئيس اوباما لم تقلب الدنيا راسا علي عقب, إلا ان الغريب ان الرد الاسرائيلي علي هذة التصريحات جاء عنيفا من خلال مدير مكتب نتانياهو الذي رفض انتقادات اوباما و ركز علي حق اسرائيل في فعل ما تراة بالنسبة للقدس العاصمة الابدية لاسرائيل مع تأكيدة انة لا علاقة بين تطوير القدس و عملية السلام مع التذكير بأن الحكومات الاسرائيلية قد اتخذت اجراءات مماثلة خلال الاربعين عاما الماضية.: الامر علي النحو السابق مازال يتجاهل الطرف الاخر في المعادلة و هو الطرف الفلسطيني بل و العربي بصورة مباشرة امام تأثير عاملين في غير صالحه احدهما التشدد الاسرائيلي المتوقع من واقع ما يمكن ان يواجهه من مظاهر اقتراب امريكا لصالح اسرائيل و ثانيهما اعتبار سيف الوقت بما يمكن ان تتعمده اسرائيل من مواقف مقصودة بما يجعل من الموقف في غير الصالح الفلسطيني او للتفاوض و هو الامر الذي قد يلقي بظلاله علي مجمل الموقف لاسيما مع تعهدات اسرائيلية و امريكية باعتبار الفترة القادمة بمثابة نهاية لامكانيات وقف الانشطة التي قد تضر في مجملها العملية التفاوضية السلمية اذا ما قدر لها ان تري النور علي ارض الواقع.