في ظل استمرار حالة التجاهل من جانب مسئولي الوحدة المحلية بمدينة طنطا لمعظم مناطق الامتداد العمراني الجديدة التابعة للمدينة تحول العديد منها إلي مناطق عشوائية يحاصرها الاهمال والتلوث البيئي بشكل بات يهدد حياة سكانها بالاصابة بالأمراض البيئية الخطيرة. ولعل ما تشهده حاليا منطقة نايف عماد والسلخانة أحد مناطق الامتداد العمراني التي تقع في الجزء الجنوبي لمدينة طنطا بجوار ترعة القاصد خلف نقطة شرطة مرور الطريق السريع خير شاهد علي حالات الاهمال والمعاناة التي يعيشها أكثر من عشرة آلاف مواطن من سكان هذه المنطقة تحولت حياتهم إلي جحيم بسبب التلوث الذي أصبح يحاصر المنطقة, ويقول محمود حميد من سكان منطقة نايف والسلخانة بأن المنطقة تحولت لمقلب كبير للقمامة والقاذورات التي تهدد سكان المنطقة بالأمراض الوبائية الخطيرة, حيث تقوم سيارات وجرارات القمامة التابعة للوحدة المحلية لمنطقة ميت حبيش البحرية بإلقاء القمامة والمخلفات بالمنطقة وفوق كوبري المرور المعلق منذ فترة ليلا أدي لارتفاع أكوام القمامة إلي ستة أمتار وأصبحت مأوي للحشرات والحيوانات الضالة ناهيك عن الروائح الكريهة التي تنبعث منها وتزكم الأنوف وهو ما أصبح يهدد الحياة, أما العميد متقاعد محمد مصطفي شنيشن فيؤكد أن الحياة أصبحت لا تطاق في المنطقة التي تحولت لبؤرة تلوث خطيرة من جميع النواحي فبخلاف تحويلها إلي مستودع للقمامة فقد احتل أصحاب العربات الكارو المنطقة, وأصبحت محطة دائمة لهم بل استخدموا مياه النيل لغسيل عرباتهم من مخلفات مواد البناء وخلافه واستحمام الخيول والحمير في مياه النيل وإلقاء روث دوابهم بها في تحد صارخ للمسئولين ناهيك عن البلطجة والألفاظ النابية التي تصم اسماع المارة وسكان المنطقة, بينما يشير ناصر زيدان من سكان المنطقة بأن شوارع المنطقة تتحول إلي ما يشبه المقابر ليلا بسبب عدم وجود أعمدة إنارة كافية وهو ما يؤدي لارتكاب جميع الجرائم من جانب البلطجة وأرباب السوابق الذين يستغلون ظلام الشوارع في التعدي علي المارة ومعاكسة الفتيات والسيدات وتعاطي جميع أنواع المخدرات وهو ما يفرض علي سكان المنطقة حظر تجول منذ دخول الليل. ويقول عدد من سكان المنطقة أنهم أرسلوا مئات الشكاوي والاستغاثات لجميع المسئولين لانقاذهم من جحيم التلوث اليومي, ولكن لم يتحرك أي مسئول خاصة من حي ثان طنطا التي تتبعه المنطقة, وناشدوا اللواء عبدالحميد الشناوي محافظ الغربية بسرعة التدخل لانقاذهم من الحياة غير الآدمية التي يعيشونها حاليا بسبب الأهمال والتلوث وخلافه من المشاكل العديدة التي تحاصر منطقة نايف والسلخانة. ومن جانبه اعترف اللواء زكي الرفاعي رئيس حي ثان طنطا بمشكلة سكان منطقة نايف والسلخانة, مشيرا إلي أن المنطقة تعتبر من المناطق العشوائية وهناك بالطبع سلوكيات خاطئة وأنه يتابع الأوضاع بالمنطقة يوميا بإرسال خمس سيارات لتصل القمامة والمخلفات التي يتم إلقاؤها ليلا من منطقة ميت حبيش البحرية ليلا في ظل وحدود الامكانيات المتاحة وقلة العمالة. وأضاف بأنه تم ضبط ثلاثة جرارات وهي تلقي بمخلفات القمامة بالمنطقة وتم تحرير محاضر ومخلفات لهم. أما بخصوص الانارة غير الكافية في شوارع المنطقة قال إنه يتم إنارة الشوارع بنسبة50% التزاما بالقرار الوزاري بضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء. وبالنسبة لتلوث مياه النيل فإنه هناك متابعة مستمرة من مسئولي الحي لجميع المخالفين ويتم تحرير مخالفات بشكل دائم ومستمر لأصحاب العربات الكارو الذين يستغلون مياه النيل في غسل عرباتهم واستحمام الخيول والدواب وتوقع عليهم غرامات مالية.