أكد عمرو جوهر نائب رئيس الجمعية المصرية لشباب الأعمال, أهمية نشر ثقافة العمل الحر والتوعية بأهمية ريادة الأعمال بين الشباب, خاصة أن نسبة الشباب في المجتمع العربي تتخطي ال60% من إجمالي عدد السكان وبالتالي فإن التركيز علي نشر ثقافة العمل الحر واقامة المشروعات الخاصة للشباب يؤدي لزيادة معدلات التنمية داخل المجتمعات العربية, فلابد من تغيير المفاهيم السائدة عند الشباب, فالأغلبية العظمي من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين18 و35 عاما لديهم تخوف من اقامة المشروعات الخاصة, لعدم وجود الثقافة التي تمكنهم من بدء مشروعاتهم, فمعظم الشباب يفضلون العمل تحت مظلة مؤسسات سواء كانت حكومية أو قطاعا خاصا. وأشار جوهر خلال ندوة دور الإعلام المتخصص في ريادة الأعمال والتي عقدت أمس علي هامش الأسبوع العالمي الثالث لريادة الأعمال الي ضرورة الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مجال ريادة الأعمال عن طريق تضافر جهود الجهات المختلفة لوضع خطة عمل يمكنها تأكيد أهمية ريادة الأعمال وبالتالي نستطيع مواجهة أكبر التحديات التي تقف عقبة أمام زيادة المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتمثلة في عزوف الشباب عن اقامة أعمالهم الخاصة والتخوف منها, مشيرا الي أهمية تدريب الإعلاميين لكي يستطيعوا توصيل المعلومة بشكل صحيح ومن ثم يقومون بدور فعال في زيادة الوعي بأهمية العمل الحر وريادة الأعمال. وقالت خلود الخالدي كبيرة خبراء تطوير المؤسسات بمنظمة العمل الدولية, إن نسبة الشباب في المنطقة العربية أكثر من50% من مجموع السكان, فلابد أن يتم النظر إليهم باعتبارهم ثروة يمكن من خلال اقامة اقتصادات قوية, مشيرة الي أن منظمة العمل الدولية تهتم بريادة الأعمال لأن نحو90% من فرص التشغيل يتم ايجادها من خلال المشروعات الصغيرة والمتوسطة, كما أن زيادة هذا النوع من المشروعات يعمل علي توسيع مساحة الطبقة المتوسطة وبالتالي فإن هذه المشروعات تحدث شكل من أشكال التوازن الاجتماعي, فهي تعتبر مهد للصناعات المتقدمة. وأوضحت أن من أهم العوامل التي تؤثر علي المشروعات الصغيرة والمتوسطة البيئة المحيطة التي تبدء فيها هذ المشروعات من خلال سياسات وتشريعات وقوانين منظمة لعملها, والتي لابد أن تكون ميسرة لإيجاد بيئة مواتية لإقامة هذه المشروعات وضمان استمراريتها, بالاضافة الي ضرورة دعم الجمعيات المتمثلة لأصحاب الأعمال حتي يكون لها دور فعال في تطوير الأعمال القائمة والجديدة, كما أن الإعلام له دور مهم في دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال إتاحة المعلومات ونشرها بشكل سريع علي نطاق واسع ونقل التجارب والخبرات السابقة لكي يستفيد منها القائمين علي هذه المشروعات. ومن جانبه, أكد عزمي مصطفي مستشار الأمين العام للصندوق الاجتماعي للتنمية, أن الصندوق يعتبر أول مؤسسة تنموية تشترك في منظومة العمل الحر من خلال برامج التدريب الخاصة بتعريف الشباب بالمبادئ الأساسية للعمل الحر وعقد المؤتمرات والندوات في هذا المجال, مشيرا الي أن ريادة الأعمال لا تعني بالضرورة المشروعات الصغيرة والمتوسطة ولكنها تعني أن القائم علي هذا العمل يفكر في أشياء لا يفكر فيها الآخرون ويري الأشياء بنظرة مختلفة عن الآخرين, كما أنه يحل المشكلات التي تواجهه بطريقة لا يتبعها الآخرون وبالتالي فهو يعتبر مبتكرا ومبدعا, وهو الأمر الذي يختلف عن النسبة المتبقية من المشروعات الصغيرة والمتوسطة, موضحا أن الصندوق الاجتماعي بالرغم من الاختلاف بين ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة إلا أن الصندوق يقوم بدعم جميع هذه المشروعات الجديدة. وأشار عزمي الي أنه في ظل اقتصادات السوق الحر ونظام الرأسمالية, لابد أن نفرق بين أنواع الرأسمالية والتي تتمثل في رأسمالية القلة المحتكرة للسوق والتي تعتبر من أسوأ أنواع الرأسمالية, والرأسمالية الموجهة من الدولة والتي تتبعها الصين حاليا, والرأسمالية الخاصة باستراتيجية الشراكات الكبيرة والشركات متعددة الجنسيات فالآن أصبحت الصناعات تنسب لشركات كبيرة وليس لدول معينة. وأوضح الدكتور عزت ضياء الدين استشاري وخبير بالصندوق الاجتماعي للتنمية, أن افتقاد قواعد بيانات والمعلومات اللازمة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة تحد من تنمية هذه المشروعات, فبدون توافر قواعد بيانات تسمح بتداول التفاصيل الخاصة بمشروع معين وجميع المعلومات المتعلقة به لن يتمكن القائم علي المشروع بوضع دراسة جدوي جيدة للمشروع ومعرفة كيفية البدء الصحيح لمشروعه, مشيرا الي أن ريادة الأعمال من أهم عناصر التنمية الاقتصادية, وبالتالي فلابد من وجود رؤية تنفيذية للمشروعات من خلال فهم أساسيات العمل والتخطيط له والالتزام الكامل من القائم علي المشروع تجاه العاملين بالمشروع والعملاء لضمان نجاح المشروع,