كشف الموسيقار والمنتج الدكتور أحمد الجبالي عن انه يعد لإقامة مهرجان إقليمي تحت اسم مهرجان حوض النيل للموسيقي والتراث والذي تتبناه مؤسسة الجبالي ميوزك. وقال الجبالي في حواره مع الأهرام المسائي ان هذه الفكرة كانت تراوده منذ وقت بعيد خاصة بعد تجربته الناجحة بمهرجان المقرن السوداني الذي قدم من خلاله نماذج مهمة من الموسيقي السودانية والتراث السوداني في أكبر تجمع موسيقي مصري سوداني بدار الأوبرا المصرية عام2008, وقال انه بصدد عقد المهرجان الثاني في جوبا في ديسمبر القادم هذا العام. وهذا نص الحوار * ماهي أهم ملامح برنامج هذا المهرجان الذي يضم10 دول هي دول حوض النيل ؟ نحن الآن في مرحلة وضع التصورات من خلال ادارة المهرجان وكبار الخبراء بحيث نكون حريصين علي طرح الحضارات المختلفة للدول المطلة علي النيل والعمل علي تلاقح هذه الحضارات والمساهمة في إبراز ابداع هذه الدول في مجالي التراث والموسيقي وهي دول لها حضارات قديمة وتراث ثري, ويحتاج نشره الي فتح قنوات عديدة لابرازه وتقديمه لشعبنا وللعالم أجمع ونعتقد ان مصر أكثر دول الحوض تأهيلا وقدرة للقيام بهذا الدور لخلق نوع من التواصل والمعرفة بين شعوب المنطقة مما يساهم بقدر كبير في الاستقرار والتعايش بسلام وحب في منطقة حوض النيل. * هل ستقوم الجبالي ميوزك لوحدها بهذا المهرجان ام أن هناك جهات تشاركها الأمر ؟ نحن نرعي هذا المشروع ونقوم بتنفيذه ونعمل في نفس الوقت علي استقطاب الجهات التي من الممكن ان تدعم المشروع خاصة المؤسسات الاقتصادية الكبري كما نأمل ان نوفر عائدا من الاعلانات التي ستصاحب فعاليات المهرجان لدعم المشروع والجهات التي ستساعد علي تسهيل الأمور وإزالة المعوقات التي قد تواجهنا.. ولكن نحن أيضا فقد توصلنا الي وسائل وطرق سنطرحها لاحقا تعبر عن أهمية هذا المشروع باعتباره قوميا وعالميا وحزبيا يقوم علي جهد شعبي استكمالا للدور الرسمي الذي لعب دورا مهما ومؤثرا في استقرار الوضع في منطقة الحوض. * هل حددتم موعدا قاطعا لعقد المهرجان ؟ نحن نستعد بقوة لإنجاز المهام وفي اجتماعات متواصلة ونقوم باتصالات مكثفة مع كثير من الجهات وسنضع كل التصورات التي ستطرح امام مجلس الادارة والخبراء ومن ثم نعيد تقييم الجانب النظري بشكل علمي قبل البدء في الخطوات العملية للتنفيذ حتي نضمن نجاحا كبيرا لهذا المهرجان وبعدها سنعلن الموعد الذي من المرجح أن يكون في النصف الثاني من العام القادم2011. * لكن بالتأكيد قد وضعتم رؤية مبدئية لشكل المهرجان رؤيتنا حتي الآن أن يكون المهرجان لمدة يومين اليوم الأول حسب التصور الأول تقدم خلاله كل دولة عروضها الموسيقية والتراثية وستشارك فيه دول حوض النيل العشر وهي مصر السودان أوغندا كينيا تنزانيا بورندي رواندا أثيوبيا والكنغو وارتيريا, وفي اليوم الثاني سنقدم برنامجا مختلفا حيث يكون الغناء مختلفا كل عمل من دولة محددة يشارك فيه عدد من الدول الأخري وسيصاحب المهرجان عدد من ورش العمل التي ستبحث أوجه الشبه والاختلاف في الموسيقي والتراث وانعكاسات بساحل النيل علي توحيد الوجدان بين شعوب دول حوض النيل وستكون هناك لقاءات مفتوحة بين مبدعي دول الحوض للحوار والنقاش وتبادل الأفكار والخبرات وعقد اتفاقات لتبادل الزيارات وخلق اعمال مشتركة مستقبلا كما سنقيم رحلة ترفيهية خارج القاهرة تشارك فيها كل الفرق. * هل وضعتم خطة اعلامية لهذا العمل الكبير ؟ الاعلام هو مفتاح النجاح لهذا المشروع وهذا له لجنة أخري تعد بشكل كبير لهذا المهرجان وغير التغطيات الاعلامية المعروفة فإن هذا المهرجان سيصور كاملا بكل فعالياته وسنقدمه هدية لتليفزيونات هذه الدول وقنواتها الفضائية حتي يسهل التواصل ونحقق هدفا مهما. * لكن هذا العمل يحتاج الي ميزانية ضخمة ؟ أي عمل كبير يحتاج الي ميزانية جيدة لضمان نجاحه وفي هذا المهرجان سيضم كل وفد يصل إلي القاهرة30 شخصا من المبدعين الاداريين بجانب دعوات سنوجهها لباحثين وخبراء في مجال الموسيقي والتراث في كل بلد للمشاركة في ورشة العمل التي ستصاحب المهرجان وهذا يحتاج الي استعداد كبير وتضافر الجهود ورعاية من كبري الشركات كما سنطرح علي الجهات المعنية في الدولة تصوراتنا, ولكننا لم نتهيب حجم المبلغ الكبير الذي نتوقع أن يتكلفه المهرجان لاننا نملك الارادة لتحقيق هذا الهدف المهم, وكذلك قناعتنا بأهمية الفكرة, ولذلك نخطط بشكل جاد وصولا للنجاح. * كيف تتوقع النتائج بهذا المهرجان إذا حقق النجاح؟ حاليا هناك فجوة كبيرة بيننا وبين دول حوض النيل وحتي بين دول الحوض مع بعضها, فهو واقع غير مقصود, بل هو قصور من كل الأطراف الذين فشلوا في خلق نوع من التكامل أو التعاون الذي يسهم في تطوير دول المنطقة ويخلق نوعا من التعارف بينهم, ورأينا أقرب الطرق لخلق رابط قوي ومعرفي بين شعوب دول الحوض هو الثقافة والفنون ومن خلالهاندرك ثقافة الآخرين وعاداتهم وحضاراتهم, وعن طريق هذه المعرفة تفتح مسارات جديدة وعديدة للتلاقي حتي في مجالات أخري. * هل مؤسسة الجبالي ميوزك يمكن أن تنجح في انجاح المهرجان في حال عدم استجابة جهات أخري لدعم المشروع؟ لا طبعا هذا عمل ضخم ولايمكن لجهة لوحدها أن تقوم بهذا المشروع خاصة أنه ليس مشروعا يقوم علي الربح أو الخسارة.. بل هو مشروع قومي له أهداف استراتيجية وتأخر قيامه كثيرا, ولذلك يحتاج إلي دعم وتعاون من كل الجهات ولدينا من العلاقات والخبرات ما يؤهلنا لاستقطاب الدعم اللازم. * هذا يعني أنكم قد وضعتم يدكم علي مفاتيح النجاح؟ نحن نفكر بصوت عال لانه مشروع مقبول ولدينا فكرة مازالت تحت الدراسة بعقد ورشة عمل لكبري شركات الانتاج الفني والثقافي في مصر علي هامش المهرجان لدعم مشروعات الانتاج في هذه الدول وإنشاء استثمارات كبيرة هناك, خاصة أنه يساهم في تبادل الاستثمارات وخلق مناخ اقتصادي وسياسي يحقق كل المنافع بين هذه الدول التي اقتصرت المنافع فيها طوال مئات السنين علي المياه فقط. * هل بدأتم الاتصالات بالدول المعنية وتلقيتم موافقات بذلك؟ الموضوع لايتم بهذا الشكل, فنحن لدينا علاقات واتصالات مع مهتمين ومسئولين في هذه الجوانب في دول الحوض, ومنذ التفكير في المشروع وضعنا أصبعنا علي مكامن النجاح, ونؤكد اننا نخطط وتأكدنا أن الفكرة مستفزة وحركت المياه الراكدة في هذا الجانب.. والموافقات ستأتي, ولكن بعدالفراغ من كل التفاصيل وتحديد الموعد المقترح وارفاق برنامج المهرجان, وهناك متسع من الوقت لتبادل الآراء معهم حول البرنامج والمواعيد, وقد أجرينا اتصالاتنا ونجحنا في توصيل الفكرة لهذه الدول. * ماهو دور الدولة في هذا المشروع الكبير؟ بالتأكيد سيكون للدولة دور مهم.. ولكن علينا أن نوفر لها كل التصورات التي ستضمن نجاح الفكرة, ومصر هي الدولة التي لعبت دورا كبيرا في تحرير كثير من دول القارة, وعلي وجه الخصوص دول الحوض, وغير ذلك أن مصر ستمارس كعادتها ريادتها في المنطقة التي لم ولن تنتهي, وهي تعلم أن ما تقوم به جهد شعبي مواكب ومتناسق مع الجهد الرسمي الذي يحقق المصالح المشتركة مع أهم دول بالنسبة لمصر في المنطقة. * لك تجربة سابقة وهي مهرجان المقرن السوداني ماهو تقييمك لهذا المهرجان.. وهل نجاح التجربة تعني نجاح مهرجان حوض النيل؟. الوضع يختلف, لان مهرجان المقرن أقامته شركتي لوحدها ولم يكن القصد منه مكاسب مادية ورغم أن مؤسستنا تحملت مصاريف هذا المهرجان, ولكنه نجح نجاحا فنيا وأدبيا بشكل غير مسبوق رغم أنه لم يغط مصاريفنا وتعدي الصرف عليه أكثر من120 ألف جنيه دون أن يعود لنا من المبلغ أي شيء ولكننا حققنا الهدف الأهم, ولذلك لم نكترث, وبل سنمضي في التجربة, حيث سنقيم المهرجان الثاني ل المقرن في مدينة جوبا بجنوب السودان وديسمبر القادم تحت شعار سودان واحد وشعب واحد. هذا يعني انكم لن تجازفوا بإقامة مهرجان حوض النيل لوحدكم؟ مهرجان حوض النيل للموسيقي والتراث مشروع ضخم ويحتاج إلي ميزانيات كبيرة, ولذلك بدأنا مبكرا بالاتصال بكل الجهات الخاصة الممكن أن توفر الرعاية, وكذلك الشركات التي يمكن أن تعلن من خلال فعاليات المهرجان, بالاضافة إلي أنه بعد فراغنا من وضع التصورات النهائية سنجلس مع المسئولين المعنيين في الدولة والتي بالتأكيد ستوفر الدعم اللازم بعد التأكد من كل الخطوات التي تتوافق مع رؤية الدولة في هذا العمل وبالتأكيد وجود الدولة في الصورة سيعطي المهرجان زخما إضافيا وثقلا كبيرا لأن هذه الدورة الأولي ستكون في مصر علي أمل أن تكون الدورات القادمة في عواصم دول الحوض. * لماذا ركزت علي السودان أولا وبدأت به مشروعك ثم مهرجان حوض النيل؟ أنا كفنان وموسيقي قبل أن أكون منتجا اتابع ثقافات الآخرين وموسيقاهم وتراثهم وحبي للموسيقي بشكل عام, لدي علاقة قوية بالموسيقي السودانية منذ ان كنت طالبا في جامعة الزقازيق, وكان بعض الطلاب السودانيين يعزفون معي في فرقتي الموسيقية التي كونتها في ذلك الوقت واستمر البعض منهم معي بعد التخرج, فتعلقت بالسلم الخماسي والموسيقي السودانية, وهذا ربطني بقوة بالمجتمع السوداني وجعلني أزور السودان أكثر من12 مرة خلال السنوات القليلة الماضية, وهذا الواقع كشف لي عمليا أن الموسيقي التي ربطتني بهذا البلد العزيز يمكن أن تحقق أهدافا كثيرة في حالات التوترات, وهذا دفعني بعد الجدل الذي أثير حول مياه النيل لاقامة هذا المهرجان في مسعي موضوعي لربط دول حوض النيل بمصر وربط مصر بها, انطلاقا من العلاقات التاريخية القديمة بين مصر وهذه الدول, وأعتقد انها تحتاج إلي تأطير ومتابعة وعمل كبير, ورأيت أن أقرب طريق للوصول إلي قلوب وعقول هذه الشعوب ووصولهم إلي قلوبنا وعقولنا هي الموسيقي, ومن هنا جاءت الفكرة. * كلمة أخيرة؟ أنا أعتبر هذا الحوار ضربة البداية وحتما سنعمل جميعا لانجاح المشروع, وأؤكد اننا سنصيب هدفنا, والشعوب التي تطل علي النيل شعوب متحضرة, فإذا تكاتفنا جميعا وتعاونا لن يجرؤ لأي جهة أن تحاول اللعب في هذه المنطقة المهمة.