أكد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة السوداني ورئيس وزراء السودان الأسبق ان السودان أصبح في مفترق طرق مابين نعيم ممكن يتمثل في الوحدة بين الشمال والجنوب وجحيم محتمل في حالة الانفصال مع استمرار الخلاف بين الجانبين علي القضايا الملتهبة تهدد بإشعال الحروب في أي وقت مشددا ان الولاياتالمتحدة وإسرائيل تدعمان استفتاء شكليا في الجنوب ويوهمان الجنوب بالتغيير مؤكدا ان الولاياتالمتحدة في ورطة حقيقية حيث ثبت فشلها في الشرق الأوسط موضحا ان دعم الاستفتاء محاولة أخيرة للحكومة الأمريكية لكسب الرأي العام الداخل الأمريكي بصرف النظر عما يمثله الاستفتاء من وجود ظروف تهدد الأمن والسلام الدولي.جاء ذلك خلال ندوة عقدت مساء أمس بالمجلس المصري للشئون الخارجية حول مستقبل السودان في ظل استفتاء الجنوب والذي سيجري في يناير المقبل علي رغبة الجنوبيين في الوحدة أو الانفصال عن الشمال. وكشف عن ان اتفاقية السلام2005 بين الشمال والجنوب جعلت الانفصال جاذيا بموجب بروتوكولين: ميتاكوس الذي قسم البلاد علي اساس ديني شمالي للشريعة وجنوب للعلمانية مما عمق الانقسام بين الشمال والجنوب. وأشار المهدي أيضا في هذا الصدد إلي بروتوكول تقاسم الثروة الذي خصص للجنوب50% من إيرادات بتروله مما جعل للجنوبيين حافزا للانفصال ليحتفظ بكل إيرادات نقط الجنوب. وقال انه طعن في مشروعية تسمية الاتفاقية اتفاقية السلام الشامل في وقت يحتدم فيه الاحتفال في شرق البلاد وغربها لاسيما دارفور حتي كانت في عام اتفاقية السلام محط انظار العالم كله, مشيرا إلي التمسك سيفوق اتفاقية نيفاشا صار عائقا امام اتفاقات السلام اللاحقة. وأشار إلي ان فترة الحكم الانتقالي عززت التباين الإيديولوجي بين المؤتمر الوطني الإسلامي العربي والحركة الشعبية العلمانية إفريقيا مشددا ان حلفاء الطرفين عززوا هذا الاستقطاب الإيديولوجي حتي اندفع كتاب يصفون العلاقة بين الشمال والجنوب بانها احتلال يوجب التحرر منه. وقال ان انتخابات أبريل2010 أدت إلي مزيد من الاستقطاب بين حزبي المشاركة حيث سيطر المؤتمر الوطني علي الشمال والحركة الشعبية علي الجنوب بنسب تفوق90% لكل في منطقته مما القي بظلاله علي الاستفتاء. وأشار إلي انه بعد تأخير لأكير من عام كونت مفوضية الاستفتاء قانون الاستفتاء الذي يحكم بمفوضية مضيفا انه يفترض الثقة والتعاون بين شريكي الحكم وهو معدوم ويفترض ان تكون المفوضية مستقلة ولكنها منقسة علي نفسها. مشيرا إلي انه مازال هناك خلاف حول كيفية تصويت مابين2.1 مليون جنوبي في الشمال كما انه تقرر ان يصوت نحو مليوني جنوبي في المهجر عبر إدارة مستقلة عن شعارات السودان لم تؤسس بعد. والأخطر من ذلك يتحدث المهدي عن ان هناك مسائل عديدة لم تحسم بعد ولم يتفق عليها الشمال والجنوب علي رأسها الجنسية والعملة والخدمة العامة والأمن الوطني والمخابرات والاتفاقات والمعاهدات الدولية والاصول والديون وحقول النفط وانتاجه وتصديره والمياه. وكشف ان هناك عشر نقاط قابلة للالتهاب من بينها تبعية الجبلين مابين الرنك والنيل الأبيض وجبل حقينص وهو محل خلاف بين اعالي النيل وجنوب كردفان. مشيرا إلي ان مدينة كاكا التجارية محل خلاف بين اعالي النيل وجنوب كردفان إلي جانب الخلاف حول إيبي ما لم يستطع حسمه التحكيم الدولي.