كشفت نتائج تحاليل أجرتها معامل وزارة الصحة استخدام مواد سامة ومحرمة دوليا في تخزين الخضر والفاكهة بصورة تخالف القوانين واللوائح المصرية والعالمية المنظمة لاستخدامها المواد الحافظة وتم إجراء التحاليل علي عينات من البطاطس والطماطم والفاصوليا ومجموعة من الخضراوات التي يتم تخزينها إضافة إلي عينات من الفواكه, وأشارت إلي أن استخدام تلك المواد السامة يؤدي إلي الاصابة بأمراض السرطان والفشل الكلوي وأمراض الكبد. وتأكدت الواقعة بضبط12 طنا من البطاطس التي تم رشها بمادة دي. دي. تي السامة التي تستخدم في تصنيع بعض المبيدات القاتلة للآفات والحشرات الضارة.وبينما قررت وزارات الصحة والزراعة والتضامن تكثيف حملاتها علي الأسواق وأخذ عينات من الخضر والفاكهة لتحليلها, كشف مسئولون بالحجر الزراعي أن غالبية تلك المواد يتم تهريبها من الخارج خاصة من البلدان الإفريقية التي لا يوجد بها قوانين صارمة لمواجهة المبيدات.وكشف المهندس فؤاد شرف وكيل وزارة التضامن بكفر الشيخ عن ورود معلومات لهيئة الرقابة الإدارية بالمحافظة تفيد بوجود كميات من البطاطس قام بعض التجار بتخزينها باستخدام مادة تسمي( فيبنثوات) أو( دي. دي. تي) بغرض الحفاظ عليها من التلف وأنه تم تشكيل قوة للتأكد من صحة المعلومات الواردة, وتم ضبط12 طنا من البطاطس قبل الشروع في توزيعها وتم ارسال عينة للمعامل المركزية في وزارة الصحة وتبين أن البطاطس المضبوطة مسرطنة وأن النيابة تجري تحقيقاتها في الواقعة.وأشار المحاسب عاطف نصر مدير الرقابة التموينية بالمحافظة إلي أنه تم ضبط كمية البطاطس المسرطنة في سوق الجملة قبل مرورها إلي باقي الأسواق, وقال إن طريقة اضافة مادة( الدي. دي. تي) لا تكلف معدومي الضمير شيئا وتقتل المواطنين الأبرياء, وأرجع ذلك إلي أن خلط المادة يوفر للتجار تكاليف وضع البطاطس في الثلاجات اضافة إلي تكاليف الحفظ ويكتفون بوضع هذه المادة السامة والمسرطنة للاحتفاظ بها أكبر فترة ممكنة.وقال مدير الرقابة التموينية إنه توجد بلاوي( متلتلة) علي حد قوله ولكن لا يستطيع ضبطها لعدم توافر سيارة من المحافظة, وطالب محافظ كفر الشيخ بتوفير الامكانات اللازمة للرقابة التموينية للقيام بدورهم والمحافظة علي صحة المواطنين.وفي السياق نفسه أكد الدكتور علي سليمان رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي أنه سيتم التحقق من هذه الوقائع, وقال لا نستطيع أن نقوم بعمل كنترول علي أي شيء مهرب, ونبذل قصاري جهدنا للقضاء علي التلاعب.وحول مسئولية الحجر الزراعي في منع تهريب المبيدات والتقاوي الفاسدة وتفتيش الداخلين والخارجين من البلاد, ذكر أن مسئوليتنا تأتي بعد الجمارك, وطالب بوجود صلاحية للمفتشين لفتح حقائب ومتعلقات العابرين للبلاد حتي يتم اكتشاف أي مخالفة.من جانبه ذكر الدكتور سامي الدسوقي أستاذ البيئة ومكافحة الآفات وعميد زراعة الأزهر سابقا أن هذه المادة التي تسمي دي. دي. تي محرمة دوليا منذ عام1970 ومصر منعت استخدامها بعد عام1980 بعد ثبوت أنها إحدي المسببات للاصابة بالسرطان لأنها تؤدي إلي تراكم السميات في الكبد والدهون ويظهر أثرها بشكل بطيء. واشار إلي واقعة اصابة اطفال في انجلترا بالسرطان, وأنه بعد تحليل لبن الأمهات وجدت به هذه المادة وتأكد انها سبب الاصابة.وأوضح الدسوقي أن هذه المادة كانت تستخدم قبل ذلك في قتل البراغيث في الحرب العالمية لمنع انتشار الطاعون بين الجنود, مشيرا إلي أنه تم تجريبها بعد ذلك علي دودة القطن والخضراوات, وعندما تم اكتشاف وجود آثار لها بالتربة وتحولها لمركبات سامة تسمي( د. د. تي) ناتجة عن تحللها تم تحريمها دوليا وتستخدم حاليا للقضاء علي الصراصير.ولفت إلي أنه يتم تهريب وتسرب كميات كبيرة منها عن طريق دول إفريقيا التي لا يوجد بها قوانين محددة للمبيدات لافتا إلي لجوء العديد من التجار والمزارعين لاستخدام مبيدات سامة في المحاصيل.