برغم أنه جزار ويتحصل علي دخل يومي ملائم يتيح له الحياة الكريمة, فإن الطمع سيطر عليه, خصوصا بعد ارتفاع أسعار المواشي, وأراد أن يصبح من أصحاب الملايين في أسرع وقت.. نشأ كارم(33 سنة) جزارا, وترعرع في قرية البراجيل بأوسيم, لم ينل حظه من التعليم وأصبح جزارا خالط أصدقاء السوء من المدمنين والخارجين علي القانون وأدمن تناول الأقراص المخدرة. دأب علي السهرات الحمراء مع أصدقائه, حيث كان يذهب يوميا معهم بعد انتهاء عمله إلي شقة أحدهم الذي يقوم باستقطاب ساقطة لتقضي معهم ساعات الليل, يتناولون خلالها الخمر والمخدرات علي أنغام الرقص والطرب حتي بزوغ الصباح. ولم يعد ربحه من الجزارة يكفي هذه السهرات اليومية, فهداه تفكيره ونصحه أصدقاء السوء من المدمنين بالاتجار في المخدرات.. راح يمارس نشاطه بسرعة متسترا وراء مهنته الأصلية وأخذ يروج المخدرات علي عملائه في دائرة مركز أوسيم والقري المجاورة, مستخدما دراجة نارية تسهل له تنقلاته وسط الزراعات والمدقات حتي يبتعد عن أعين رجال المباحث, وظل لفترة حتي أوقعه حظه العثر في أحد الأكمنة بأوسيم. تمت عملية الضبط بناء علي تعليمات اللواء أسامة المراسي, مساعد وزير الداخلية لأمن أكتوبر بتشديد الرقابة علي مداخل ومخارج المديرية لمنع دخول المخدرات. وفي هذا السياق, وردت معلومات للعقيد أحمد فاروق مدير مباحث المخدرات بأكتوبر عن الجزار الذي يقوم بالاتجار في المواد المخدرة, فتم إخطار اللواء أحمد عبدالعال, مدير الإدارة العامة للمباحث. قاد العميد محمد أبوزيد رئيس مباحث المديرية فريق بحث, وتبين من التحريات أن المتهم يدعي كارم, وأنه يتنقل بدراجة نارية لترويج المخدرات علي عملائه فتم عمل عدة أكمنة ثابتة ومتحركة تمكن خلالها العقيد أحمد فاروق من ضبط المتهم وبحوزته19 كيلو من نبات البانجو المخدر. وبمواجهة المتهم أمام المقدم مصطفي كمال رئيس مباحث مركز أوسيم, اعترف بحيازته المضبوطات بقصد الاتجار.. حرر له الرائد كريم شحاتة معاون مباحث أوسيم محضرا وأحاله إلي النيابة التي تولت التحقيقات.