في هذا المكان منذ آلاف السنين كان أجدادنا الفراعنة موجودين ينقبون عن الذهب ويستخرجونه من بين120 منجما آخر تركوا لنا خارطتها في إحدي البرديات. ما شاهدته بالأمس علي بعد800 كيلو متر جنوبالقاهرة وفي وسط صحراء مصر الشرقية وبالقرب من شواطئ بحرها الأحمر, وشمال خط عرض22 من حدود مصر الجغرافية يقع جبل السكري, في هذا المكان منذ آلاف السنين كان أجدادنا الفراعنة موجودين ينقبون عن الذهب ويستخرجونه من بين120 منجما آخر تركوا لنا خارطتها في إحدي البرديات, وتوقف الإنتاج بعدها لمئات وآلاف السنين ثم عاد البحث منتصف القرن الماضي مرة أخري, لتبدأ قصة نجاح مصرية جديدة في هذا المكان بدأت بتعثر لمدة عشر سنوات نتيجة لأسلوب الإدارة ضيق الأفق في ذلك الأمر, وعاد بعد هذا التعثر العمل ليبدأ أول إنتاج مطلع هذا القرن. المهندس سامح فهمي وزير البترول والثروة المعدنية دعانا بالأمس لزيارة هذه التجربة التي تعتبر أهم دلالاتها هي القدرة علي النجاح وخلق مساحة جديدة من الأمل وقدرتنا علي الفعل والإنجاز, سامح فهمي تحدث طويلا عن قصة هذا المنجم الذي يعتبر من المناجم القليلة في العالم ذات الاحتياطيات التي تقدر بأكثر من10 ملايين أوقية, وقيمة الاحتياطيات حوالي20 مليون دولار, حصة مصر منها60 في المائة إذا ما تذكرنا أن هناك120 منجما فرعونيا, بالإضافة إلي60 منجما آخر في منطقة الصحراء الشرقية فإننا نتحدث عن مصدر جديد يضاف إلي قدرات مصر الاقتصادية, والأهم من ذلك أن الشواهد علي قصة النجاح هذه تدلك علي أنها قصة نجاح قابلة دائما للتكرار. لن أنسي فرحة وجوه العمال المصريين وهم يصبون سبيكة الذهب الخارجة من نيران درجة حرارتها تصل إلي1200 درجة مئوية, يستقبلونها بابتسامة النجاح وطيبة مرسومة علي الوجوه.