نفي قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ما تردد عن وجود أسلحة في الكنائس, مشيرا إلي أن هذا الموضوع تتم إثارته بين حين وآخر بدون أي دليل ومثل هذه المزاعم تثير الجماهير, ولا يوجد لها أي دليل وأنه من غير المعقول أن تدخل الأسلحة الكنائس والدولة لا تعلم بها وأشار البابا شنودة, في الجزء الثاني من حديثه لبرنامج وجهة نظر الذي يقدمه الإعلامي عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري وأذيع مساء أمس إلي أن البعض ادعي في إحدي المرات أن الكنائس ترسانة للأسلحة برغم أن جميع الكنائس مفتوحة ويدخلها الجميع بدون عائق, وقال إخوتنا المسلمون وهم أحباؤنا يدخلونها ويشاركوننا في أفراحنا وأحزاننا, كما أن الأديرة يدخلها أي إنسان علي اعتبار أنها آثار ويشاهدونها من الداخل. وأضاف البابا شنودة منذ أكثر من39 عاما لم يدخل أحد كنيسة من الكنائس ووجد سلاحا وهذا الموضوع طرح منذ20 عاما وقلت لهم إن القبطي لا يحمل سلاحا إلا في حالتين, إذا كان يخدم في الشرطة, أو في القوات المسلحة, وفي هذه الحالة يحمل سلاح الدولة وليس سلاحه الخاص, مؤكدا أن هذا الموضوع برمته قد تم فتحه للإثارة ولتهييج الناس ولا دليل عليه. وردا علي سؤال عما إذا كانت الكنسية المصرية تحترم القوانين وأحكام القضاء المصري ولماذا نسب إليها عدم تطبيق حكم قضائي ضد العقيدة الدينية, قال البابا شنودة الثالث: نحن نحترم ونطبق أحكام القضاء المصري1000%, مشيرا إلي أن القاضي يحكم ولكن ليس عليه أن يحرم انسان علي غير دينه من شيء موجود في جوهر عقيدته, وأن الشريعة الإسلامية تقول احكم بينهم( غير المسلمين) بما يدينون به. وأوضح أن هذا الأمر موجود في كل الشرائع علي مر العصور في مسائل الاحوال الشخصية, أما مسائل التجارة والمعاملات وغيرها يحكم فيها القضاء بقوانينه, متسائلا: هل يجوز أن يحكم القاضي علي رجل دين أن ينفذ شيئا ضد دينه.. مثل هذا الأمر وحول الرسالة التي يود توجيهها للمصريين من مسلمين ومسيحيين سواء قال البابا شنودة يا أخوتي نحن جميعا أبناء وطن واحد أبناء هذه الأرض الطيبة وابناء مصر ونفتخر بأننا ابناء مصر وأضاف البابا متسائلا: هل يصح أن ندعو إلي السلام في العالم ونفقد السلام فيما بيننا بعضنا البعض, مؤكدا أن هناك أمورا كثيرة تسبب الانقسام ويمكن أن تحل بالمحبة والتفاهم والحوار دون الاثارة. وقال أود أن أقول: إننا نمد أيدينا بكل الطرق لإيجاد السلام ومنع التوتر, ونحن جميعا معا في كل وقت, ولكن علينا أن نبحث عن مصر وسلامها وسمعتها وانا دائما أقول: إن النار لا تطفئها النار وانما يطفئها الماء, وإذا وجدنا شعلة لا ننفخ فيها لكي تزداد اشتعالا وإنما نحاول أن نهديء الأمور لصالح البلد كلها وإذا لم نستطع نطلب من الله أن يقوينا لنعيش في سلام مع بعضنا البعض, ولا يصح أن تنهار البلد من أجل لبس حدث بسبب امرأة لا يزيد بها الإسلام ولا تزيد بها المسيحية. وأكد البابا شنودة الثالث, في حديثه للتليفزيون المصري, أنه لا توجد حركة تنصير في الكنيسة القبطية علي الاطلاق ولم تتم مجابهتنا بأي اسم من أسماء تكون قد تنصرت ولا يوجد أحد قامت الكنيسة بتنصيره, وإن وجد أحد تحول إلي المسيحية فلم يكن ذلك عن طريق الكنيسة القبطية إطلاقا. وتساءل البابا قائلا: ما الاغراء الذي يمكن أن يقدم للمسلم لكي يصير مسيحيا؟.. وإذا صار مسيحيا فذلك معناه أنه وقع في اشكالات لا يخرج منها, ولا نستطيع إخراجه منها ويمكن أن يقبض عليه ويتهم بالردة وتحدث له مشاكل لا حصر لها. وعما إذا كان تم تقديم إغراءات مادية أو إغراءات بالسفر لمن يقال إنهم تم تنصيرهم, قال البابا شنودة, إن الكنيسة لا تملك النواحي المادية ولا يوجد لديها تنصير علي الاطلاق, والذي يأتي بإغراء مادي لا يكون عنده إيمان, فالمفروض أن من ينتقل من دين إلي دين يؤمن به, فالمال لا يعطي ايمانا علي الاطلاق, ومن يغير دينه يقع في إشكالات لا يعرف أن يخرج منها ومن الممكن ان تتهدد حياته بتطبيق مبدأ الردة عليه. وحول الموضوع الخاص بالسيدة كاميليا والفيديو الخاص بها وما أثير حول ذلك قال البابا شنودة: ما هي الأدلة علي ما يدعيه البعض تجاه هذا الحدث لكي نرد عليه.. ولكن عندما تتحدث عن التنصير نستطيع أن نرد عليه لأنني أعرف أنه لا يوجد تنصير وليحصروا لي اسما واحدا تنصر عن طريقنا. وردا علي سؤال:أين هي وفاء قسطنطين وهل هي موجودة علي قيد الحياة ويتاح لها الاتصال بأقاربها؟ قال البابا شنودة إثارة موضوع وفاء قسطنطين مسألة مرت عليها7 سنوات وهو أمر مستغرب له, خصوصا أن النائب العام نفسه أعلن انها قالت أنا مسيحية وسأعيش مسيحية وسأموت مسيحية.. ونشر هذا في جريدة الأهرام, فما معني إثارة هذا الموضوع إلا لو كان البعض يريد أن يفتعل مشكلة, مؤكدا أنها مازالت حية وهي انسانة مسيحية وتمارس كل واجبات العبادة المسيحية علي أكمل وجه, وأضاف هناك من ردد أن الاقباط ذبحوها, وأبدي تعجبه من ذلك متسائلا أين مصلحتنا في ذبح وقتل إنسانة. وردا علي سؤال عما إذا كان البابا شنودة مع مفهوم حرية العقيدة, قال البابا شنودة الثالث: نحن مع حرية العقيدة للطرفين ونؤمن بها علي انها تكون بحرية وألا تكون عن طريق ضغط أو تهديد أو أي نوع من هذه الانواع. وعما إذا كان يري أن اثارة القضايا الخاصة سواء أسلمة الفتيات أو الفتيان أو تنصير المسلمين هو موضوع أخذ حجما أكثر من حجمه بكثير, وأن هناك قدرا من المبالغة الشديدة فيه, قال البابا شنودة: من جهة التنصير إما أن تكون هناك مبالغة أو هناك اختلاق لهذه الوقائع لأنني وعلي حد علمي أنه لم يحدث تنصير لأحد عن طريق كنيستنا. وعن رد الفعل في مسألة أسلمة فتيات أو فتيان وهل يري مبالغة من الطرفين سواء حزنا أو فرحا, قال البابا شنوده الذي أراه: مثل السيدة مريانة من بلدة كفر صقر فلم يحدث أي رد فعل من جهة الأقباط ووالدتها بكت عليها مثل أي أم وجدت أن ابنتها ضاعت منها. وسئل البابا عما إذا كان يفكر في مرحلة من المراحل أن يكون هناك متحدث رسمي باسم الكنيسة يعبر عن موقفها بدلا من انتظار أن يخرج أحد الاساقفة أو خروجه شخصيا للتحدث؟ قال البابا شنودة: منذ زمن طويل فكرت في ذلك وعينت شخصا لذلك فكانت النتيجة انه كان يعمل لحسابه الخاص, فقمت بإلغاء تلك الفكرة. وعما إذا الخطأ في الاختيار أم في قاعدة وجود متحدث؟ قال البابا شنودة: الخطأ في طموحات الناس وأغراضهم. وردا علي سؤال حول إمكانية ضبط الأخبار التي تخرج وردود الفعل ودور المؤسسة الدينية في هذه المسألة, قال البابا شنودة الثالث: إن هذا الموضوع لا يجب أن يكون المسألة الدينية فقط بل أيضا المسائل السياسية وإنني أود أن يكون هناك في الخارج اتصال بين السفراء والقنصليات وبين الشعب نفسه ويكون هناك صلة بينهم ويمدوهم بكل المعلومات التي يحتاجونها لكي تصل إليهم صحيحة حتي لا تصلهم مبالغا فيها أو مخالفة لما حدث. وردا علي سؤال آخر عن إذا وقع خلاف بين مسئول تنفيذي وأسقف في مطرانية مثلما حدث في المنيا فما هي النقاط المرجعية للكنيسة؟ قال البابا شنودة المساءلة تحتاج إلي حكمة في التصرف لأن المحافظ عنده سلطة والاسقف لديه مطالب, والمفروض التوفيق بين الأمرين وهناك أمور توسطت فيها بطريقة مقبولة من الاثنين, لكن أحيانا يرغب البعض أن ينفذ ما يريده, لذا ينبغي أن يكون القانون هو السيد, وأن تلتزم به جميع الأطراف, ولكن هناك أشياء لم ينص عليها القانون وهذا يحتاج إلي حكمة وهناك أشياء أخري ينبغي أن نلجأ فيها إلي روح القانون وليس حرفيته.