فيدل كاسترو هو' الرئيس في الظل' لكوبا. حكم فيدل البلاد لمدة ثلاثة وأربعين سنة بين عامي1959 و2006, حين دخل الرئيس فيدل كاسترو في أزمة صحية عميقة, فسلم الرئاسة لأخيه الأصغر ونائبه راؤول الذي أصبح رئيسا لكوبا منذ ذلك الحين. التاريخ والمكانة ووجود الأخ في قصر الرئاسة يسمحون لفيدل بالعمل' رئيسا في الظل لبعض الوقت' عندما تخف عنه نوبات المرض. رغم مرور السنين مازال العالم مهتما بأخبار فيدل وآرائه, فالرجل أحد علامات عصره. تحدث فيدل إلي مجلة أتلنتيك الأمريكية, فقال إن النموذج الذي تطبقه بلاده لم يعد ملائما. عاد فيدل وصحح ما صرح به فقال إنه قصد النموذج الاقتصادي الكوبي فقط وليس كل جوانب النموذج الكوبي القائم علي نظام الحزب الواحد وملكية الدولة لوسائل الإعلام. يمكن لفيدل كاسترو الادعاء بأن النموذج السياسي في بلاده مازال صالحا, لكنه لم يعد قادرا علي تقديم الادعاء نفسه فيما يتعلق بنموذجها الاقتصادي. انتهت الشيوعية من العالم في نهاية الثمانينيات لكنها استمرت في كوبا. حتي التسعينيات كان92% من الكوبيين يعملون لدي الحكومة. هذه النسبة تراجعت حتي وصلت إلي78% في عام2006 بعد أن بدأت الدولة تفتح المجال للقطاع الخاص, لكن بطريقة مضحكة. مشروعات القطاع الخاص في كوبا عليها اجتياز عقبات بيروقراطية صعبة قبل الحصول علي ترخيص, كما أن عليها أن تسلم للحكومة الأجر المقرر للعمال, حتي تتولي الحكومة تسليمه لهم. لم تعد الدولة في كوبا قادرة علي توفير فرص العمل للكوبيين الشباب, ومازال القطاع الخاص هناك يئن تحت سيطرة الدولة, حتي وصلت البطالة هناك إلي مستوي لا يمكن احتماله. الطريف في الأمر أن حكومة الرئيس راؤول تنوي حل مشكلة البطالة عبر خلق المزيد منها. أقرت الحكومة خطة لتسريح نصف مليون من الموظفين في بلد يزيد سكانه قليلا عن الأحد عشر مليونا. الحكومة تسعي لاستعادة التوازن لمالية البلاد واقتصادها من أجل خلق ظروف مواتية لتوفير فرص عمل حقيقية عبر أموال القطاع الخاص. الموظفون المهددون بالتسريح في كوبا منزعجون لكن ليس كثيرا لأن مرتب الحكومة ليس له قيمة مهمة في كل الأحوال. متوسط الأجر الشهري لموظف الحكومة هناك لا يتجاوز عشرين دولارا, وأسوأ منه معاش التقاعد الذي لا يزيد علي تسعة دولارات, وكلها مبالغ ليس لها قيمة كبيرة حتي في كوبا الفقيرة.