يبدو انه كانت هناك رغبة جماعية من أطراف بريطانية وإيطالية عديدة لانجاح زيارة بابا الفاتيكان بندكت السادس عشر إلي بريطانيا بعد طول جفاء بين الفاتيكان وكنيسة كنتربري الانجليكانية البريطانية التي تمت أخيرا, التي تعد الأولي منذ قرون طويلة من المقاطعة بين الكنيستين( الكاثوليكية والبروتستانتينية). وبرغم الاعتراضات والجدل الذي أثير في بريطانيا قبيل اتمام الزيارة بسبب سياسات الفاتيكان في معالجة فضائح اعتداءات القساوسة جنسيا علي الأطفال كان هناك حرص رسمي من الجانبين علي أن تمر الزيارة بسلام. وفي تقرير كبير نشرته صحيفة ال هيرالدترييون الأمريكية كتبه جون بيرنز والآن كاويل جاء فيه أن زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر لبريطانيا لم تمر بهدوء. حيث قامت شرطة مكافحة الإرهاب باعتقل6 أشخاص للاشتباه في الإعداد لهجوم يستهدف البابا برغم أن الشرطة البريطانية رفضت تأكيد صحة الخبر. وذكر التقرير أن الشرطة تحركت لاعتقال خمسة أشخاص( عمال نظافة) في وسط لندن حيث أكدت استحالة تغيير البابا برنامج زيارته بسبب اعتقال خمسة اشخاص, أما الشخص السادس وهو ايضا( عامل نظافة) فقد ألقي القبض عليه خلال تناوله وجبة الغداء. وفيما يبدو أنه مجرد مصادفة اصدر جوناثان إيفانز رئيس وكالة الأمن الداخلي في بريطانيا تحذيرا جاء فيه أن بريطانيا لاتزال تواجه خطرا جديدا لهجوم مميت من قبل إرهابيين مرتبطين بتنظيم القاعدة في البلاد. زيارة البابا التي استغرقت أربعة أيام نغصتها الاعتداءات الجنسية التي ألقت بظلال كئيبة علي الكنيسة الكاثوليكية في ضوء اضطراب العلاقة التاريخية بين الفاتيكان وكنيسة انجلترا التي يرجع تاريخها إلي القرن السادس عشر. التقي البابا بنديكتوس برئيس أساقفة كانتربري والزعيم الروحي للطائفة الانجليكانية في قصر لامبث. ثم عاد البابا لإلقاء خطابه في مجلس العموم, كما حضر صلاة المساء المشتركة مع قادة الدورة الانجليكانية في غرب دير الوزير. ويبذل الفاتيكان جهودا كبيرة للهروب من فضيحة اعتداءات القساوسة الجنسية علي الاطفال التي يعتبرها الكثيرون أكبر أزمة تواجه الفاتيكان منذ عدة اجيال فهذه الأزمات ستلاحق البابا في كل مكان, وقد استغل البابا رحلته إلي بريطانيا للاعتراف بفشل أكثر من كنيسة في التعامل مع هذه الفضائح, مشيرا إلي أن زعماء الكنيسة ليسوا يقظين ولاحاسمين بما فيه الكفاية للتعامل في تضييق الخناق علي المعتدين جنسيا.