استغربت خبرا يقول ان الصديق عبد المنعم عبد المقصود المحامي تقدم ببلاغ إلي النيابة يتهم مسلسل الجماعة و كاتبه المفكر الكبير وحيد حامد بتشويه صورة الجماعة والإساءة لها, واستغربت أكثر من تلقي النيابة للبلاغ. مبعث الاستغراب الصيغة التي تم تقديم البلاغ بها... يمكنك القول انك تنتمي للجماعة, ولكن كيف تتعامل مع جهة رسمية قانونية من خلال صيغة غير قانونية وغير دستورية؟! الجماعة لا تملك ترخيصا قانونيا بالاسم أو لمزاولة النشاط, وبالتالي هي غير قانونية, والبلاغ مقدم باسم جهة غير قانونية إلي هيئة قانونية, فهل يجوز لأعضاء النيابة تلقي بلاغ وفق هذه الصيغة المخالفة للقانون, والتحقيق فيها, أم يجب رفضها منذ البدء بالامتناع عن تسلمها أصلا. أما عن المسلسل ذاته, فالقضية مختلفة. إذ يري البعض أن هذا العمل الدرامي الرائع رسخ كلمة الجماعة في المجتمع ومنحها صك الشرعية وأزال عنها مفهوم المحظورة وفقا للقانون وهو بذلك حقق واحد من أهم أهداف الجماعة وأحلامها. والحقيقة أن الجماعة موجودة واقعيا ومجتمعيا, كما أن إسرائيل موجودة واقعيا ودوليا ولا يمكن إنكارها, وكما أن الجماعة لا تملك الترخيص القانوني لاعتمادها رسميا, فإن إسرائيل لا تملك الترخيص القانوني الدولي للاعتراف بحدودها التي تقع بداخلها الآن. وكما أن البعض يري فارقا بين الوجود الواقعي والوجود الرسمي في تقييمه لإسرائيل, فالأمر ذاته ينطبق علي الكيان الصهيوني. الاثنان معا يحاولان انتزاع شرعيتهما القانونية بتثبيت صفتيهما الواقعية و العملية والمادية. ما لفت نظري في المسلسل هو المساواة في الرؤية بين الجماعة غير القانونية وبين الأحزاب السياسية القانونية, والمساواة في تقييم مواقفها جميعا, وتحريض الناس علي عدم الثقة في كل الفعاليات السياسية في المجتمع, وهي رؤية للأسف لا تحقق سوي أهداف الجماعة في تعميق اليأس داخل المجتمع وإفقاد الثقة في الجميع من دون استثناء. في الأغلب الأعم ان السبب وراء ذلك هو تعامل المسلسل مع الجماعة باعتبارها جزءا من المؤسسات القانونية في المجتمع, وليس باعتبارها كيانا غير رسمي ومحظورا قانونا.