انتظرت طويلا حتي أن يئست, وباليأس تهدجت خفقاتي غمرني السيل. أغرق ما خلف أعماقي.. ماذا أفعل! غيرة ألهبت قلبي. غدت ثائرة في دمائي. وهج الغضب اعتراني وبالغضب كدت أصرخ وأصرخ. أتركيه معشوقي قبل أن يراك. وإذ بالصمت يكبل اللسان فعجز عن النطق. لذت هربا من نفسي, هربا من غيرتي وغضبي. وهناك بين أحضانه ألقيت بجسدي. بروحي ووجداني. بت ملكا لك. ضمني واحكم أغلالك. ضمني بأنفاسك, معشوقي بات ملكها صقيع يرجف جسدي أدفئني. بكتمان تعذبت, والعذاب لاشي آمالي.. بدد أحلامك. انتظرت طويلا وباليأس تقوقعت.. أناشدك لاتشح بوجهك فتبات في بعد الحبيب.. لاتفعل حتي لاتتوه نفسي وسط زحام جارف.. مكنونات أرادت التعبير عن ذاتها عجزت صيحات غاضبة وتوسلات الكبر أحكم أغلالها فتقوقعت داخل نفسي خلف حوائطي. أتيت لتساندني في حضورك أعبر عما في نفسي. وأقاطعها.. هبة مع من تتخاطبين! وتسترسل هبة. معه.. الودود.. الصامت.. الهامس.. همس النسائم. الساكن سكون الجنين بالأحشاء. المنبثق من الأفق. الكتوم بالأسرار. لم أجد سواه لأعبر عن خفايا النفس ولأواري خلفه دمع ضعفي وأقاطعها مجددا وهي مسترسلة في الحديث أخاطب مع من أدمع عين القمر لدمعي. وخاصم. وخاصم الندي لسهدي. وبالماء لم يبل خد الورد. وبالصمت قيد ثغر الطير. وبماء الفجر روي ظمئي. ثم بجنو جياش سأل.. أخائفة أنت! أم عاشقة! من تبكين! الحبيب أم لوني الدامس! لا لا أبكي ظلمة ثوبك.. بل عزوفك.. رحيلك أخشاه فيه وحدتي تطبق علي صدر أنفاسها. أتوسل طيل البقاء الي أن يبرح السهد جفني. أناشدك ألا تعط لعين الحبيب راحة. فليجافه النوم. فلتعصف براحته الرياح. به تدور دوران المخمور حتي أن يعتريه النسيان بها. قالها وبدد الأمل الحاضر. قالها واثقا هي ولا سواها من أثارتني بصوتها الرقيق الخلاب أشبه بشذي الربيع. اسكرتني بجمالها ذات الجمال الخلاب. الجمال النائم في حضن الربيع ترامي صوتها في مسامعي فأوثب مكنونات ساكنة صدري. تناغمت الأنفاس. امتزجت واسكنتها بين حنايا الروح.. عانقت أنفاسها خفقات قلبي فيها تلاشيت. بت أسيرها. وتسترسل.. لذلك اعتلجت أنفاسي.. اضطربت متلاطمة كادت صرخات الغضب تنطلق.. تشق جدار السكون وتبكي القمر. أدركت الآن لم إليك لجأت ليمتص سكونك غضبي واسترد أنفاسي وتخاطب هبة معشوق قلبها.. يا من ملكت فؤادي.. حاكيني بغزل أخاذ كما حكيتها لأتلاشي غائرة في بحورك التي فيها غارقة.. أين صوتك! لأبتلع آهات أنيني.. أرمقني ليبرح السهد عيني وأنساب في نوم حالم.. إليك أشتاق اشتياق الطير للربيع بعد صقيع جارف.. وبعد منتصف الليل يرن هاتفها.. وأحداث جديدة في قصتها مع كريم. نادية حلمي القاهرة