لم تعد الأمور عندنا مجرد البحث عن صفقات في الصيف لتدعيم فرق كرة القدم من أجل المنافسة علي بطولة او حتي حجز احد المراكز المتقدمة للمشاركة في إحدي البطولتين الافريقيتين وإنما احتراف مايمكن ان يسمي انتقالات اللاعبين بين الاندية في صفقات بعيدة كل البعد عن وضعها الحقيقي وسعرها الطبيعي الذي يتناسب وحجم البطولات وظهور الكرة المصرية في نهائيات كأس العالم! وباستثناء الأهلي والزمالك ليس هناك من ناد يحاول الحصول علي بطولة, وإنما يلعب الجميع علي استحياء انتظارا لمفاجأة أو سقوط الأهلي والزمالك معا في موسم واحد, وهو ماترتب عليه حصول ناد واحد علي نصيب الأسد من البطولات فيما يحتفظ الزمالك بالمركز الثاني دائما وتتقاسم كل الاندية مابقي فيها في الدوري الممتاز وما هبط دون رجعة الفتات وتعيش علي ذكراه سنوات طويلة! أصبحت انتقالات اللاعبين عملية احترافية في حد ذاتها بفضل انتشار السماسرة والوسطاء والمنتفعين من له صلة بكرة القدم ومن لم يعرف عنها الا فلوسها بدليل ان الصفقات الاكثر عددا في دوري القسم الثاني الذي لايقدم لاعبا للمنتخبات الوطنية, وينحصر دوره في تحديد الصاعدين الي الدوري الممتاز والهابطين الي الدرجة الادني في كل شيء! اما الاكثر غرابة فهو ارتفاع الاصوات بمجرد اغلاق باب القيد في الصيف.. هذا يطالب بمهاجم سوبر وذاك يبحث عن لاعبين لتدعيم صفوفه في الشتاء, مع ان فتح باب القيد في شهر يناير يعتبر استثناء ولكنها العمولة التي يريد أصحابها ان يظل باب القيد مفتوحا كل يوم وليس لمرتين في العام! وإذا كانت هناك ثورة حقيقية في اتحاد كرة القدم فلابد من ان يأخذ هذا الموضوع حقه من الدراسة والبحث لاننا أصبحنا نتحرك في مساحة ضيقة جدا, وندفع في لاعبين لايستحقون الملايين بينما تنخفض نسبة الاحتراف الخارجي بشكل مخيف لاشك سيكون له تأثيره علي مستوي اللعبة التي يقاس نجاحها بعدد محترفيها في الدوريات الحقيقية بأوروبا! [email protected]