يبدو أن تخطيط شوارع الإسكندرية القديمة لا زال يمثل معضلة للقائمين على تسيير أمور المدينة بسبب تلك الشوارع الطويلة التى تقطعها مجموعة من الشوارع العرضية وهو ما أثر حتى على خط السكة الحديد الداخلى الذى يربط بين شرق وغرب الإسكندرية ، يشمل ذلك 13 مزلقانا للسكك الحديدية تعرض السكندريين يوميا لمخاطر عديدة أثناء العبور اضف إلى ذلك صمت هيئة السكة الحديد على إحتلال جانبى المزلقانات وحرم السكة الحديد ، مع صمت تام لمباحث إشغال الطرق والمرافق. يقول محمد عبد الباسط مهندس من سكان شرق الإسكندرية : أصبح عبورمزلقان الجلاء وصولا إلى منطقة فيكتوريا بمثابة مغامرة كبيرة بسبب إحتلال الباعة الجائلين لجانبى الطريق ووصولهم ببضاعتهم لما يتعدى منتصف الشارع نفسه حتى أن القطار يكاد يلامس بضاعتهم أثناء مروره ، ويضيف: أتعجب كلما شاهدت امين الشرطة يوقف السيارات اثناء عبور القطارات دون ان يستخدم حقه القانونى في الإبلاغ عن التعديات على نهر الطريق . أما صفاء محمود – مدرسة فتقول : الطريق من بيتى في أبى قير إلى مدرستى في سيدى بشر يمر عبر عدة مزلقانات للسكة الحديد ورغم وجود صافرات الإنذار ووقوف شرطى ينظم المرور إلا أن معظم سائقى الميكروباص يعبرون المزلقان بسرعة شديدة غير مبالين بدفتر المخالفات في يد رجل المرور وغير ملتفتين لأرواح الركاب معهم .. بل احيانا يكون القطار قد ظهر فجاة ما يجعل أرواحنا تبلغ الحلقوم .. ولا نستطيع حتى أن نلفت نظر السائق لخطورة ما يفعله لأن معظم السائقين خلقهم ضيق ولسانهم طويل . وتضيف ميرفت بكرى طالبة بالثانوى العام : اذهب إلى مدرستى سيرا على القدام واضطر لعبور مزلقان الحضرة ، ورغم وجود مزلقان حديدى يمنع مرور السيارات إلا أننا نفاجئ بعبور الموتوسيكلات بسرعة رهيبة خوفا من القطار القادم مما يعرض " الناس " الذين ينتظرون عبور القطار لخطر إصطدام الموتوسيكلات بهم خاصة وأن مساحة الإنتظار تقلصت جدا بسبب إحتلال الباعة الجائلين لكل شبر حول المزلقان إضافة إلى تدافع الناس وغصرار البعض على استعجال المرور رغم قدوم القطارات ورؤيتنا لها تقترب ، مما يجعلنا كل يوم نتلو الشهادتين اثناء الذهاب والعودة من المدرسة ولا ندرى ما الحل . أما تامر صلاح الدين المحلل السياسى فيقول : لنجاح أى منظومة لابد من عدة عوامل وفيما يختص بمزلقانات السكك الحديدة يجب أولا أن يحترم القائمين على السكك الحديدة المال العام بالإبلاغ عن اية تعديات على حرم السكك الحديدة عامة وحرم المزلقانات خاصة مع ملاحظة وجود إدارة شرطية متخصصة في السكك الحديدة للحفاظ على مال الهيئة إضافة إلى جيش من الموظفين الإداريين والمهندسين ، ووجود تعديات بهذا الشكل الصارخ لا يعنى سوى أنهم جميعا يمدون ايديهم ليتسلوا رواتبهم دون عمل حقيقى ، ثانيا يجب توعية المجتمع بمخاطر التعدى على حرم المزلقانات ليتشجع المواطنون ويبلغوا عن هذه التعديات وبالتالى يضطر المسئول إلى الإستجابة مدعوما برغبة شعبية صحيحة تمكنه من تطبيق القانون ، ثالثا على رجل المرور ومباحث الإدارة العامة للمرافق وإشعال الطرق بالتركيز في عملها بما لا يسمح بهذه المهزلة .. اضافة إلى تركيب مزلقانات إلكترونية ومراقبتها بشريا من خلال رجال الشرطة والمختصين من هئية السكك الحديدة مع ضرورة وضع كاميرات لرصد أى تجاوز . ومن جانبه يقول أحمد مهنى مدير محطة سكة حديد سيدى جابر : يوجد في الإسكندرية 13 مزلقان داخلى أكثرهم خطورة مزلقانى أبى قير ثم فيكتوريا والحضرة وباكوس بسبب التعديات واستخفاف المواطنين بحرم السكك الحديدة وقواعد الأمن ، ومع ذلك فالهئية بصدد إستكمال مشروع المزلقانات الإلكتورنية التى ستحد من الحوداث والعشوائية إلى حد كبير . ويقول اللواء مجدى اسماعيل مدير مرور الإسكندرية : لا نالوا جهدا في تنظيم عبور القطارات والمشاه والسيارات لمزلقانات السكك الحديدية ووضعنا على كل مزلقان بحسب الحاجة الأفراد الكافيين لتأمين المواطنين على مدار الأربع وعشرين ساعة في اليوم ، لكننا نحتاج إلى التوعية المستمرة لتكون إستجابة المواطنين فعالة ومتوافقة مع تعليمات رجل المرور ، ونحن دائما جاهزون بالدراسات المرورية إذا طلبتها منا اية جهة . أما العميد عصمت الأشقر وكيل إدارة مرور الإسكندرية فيؤكد قائلا : أنه يقوم بالمرور اليومى وفقا لتوجيهات اللواء مدير الإدارة واللواء مدير أمن الإسكندرية ، وينسق باستمرار مع الإدارة العامة للمرافق لإزالة التعديات فضلا عن عمل أكمنة مرورية لمنع عبور المركبات في عكس إتجاه المزلقانات وضبط اية مخالفات مرورية في نطاق المزلقانات.