تخيل أن تصحو من النوم لتفتح باب بيتك, فتجد أجنبيا ينصحك بأن تنظف بيتك, بل ويبدأ في تنظيف بيتك نيابة عنك لأنك لم تستطع أن تنظفه بنفسك, وتخيل أن تقف مشاهدا مهللا مصفقا لذلك الأجنبي من أكثر الأخبار التي أصابتني كما أظن أنها أصابت العديد من القراء بالصدمة, وكشفت عن حقيقة نعيشها, ولكن في بعض الأحيان لا نواجه أنفسنا بها, وهي حقيقة مسألة النظافة في مصر, هذا الخبر مفاده أنه في قرية أبوصير التابعة للبدرشين في محافظة6 أكتوبر استيقظ أهالي القرية علي أشخاص أجانب, يطرقون أبوابهم, وهم يمسكون أكياسا سوداء, وإلي جانبهم مصري يطلب منهم القمامة لوضعها في تلك الأكياس, ويدعوهم للمشاركة في تنظيف القرية, وهي حملة للنظافة تنظمها المؤسسة المصرية للثقافة والتنمية المستديمة فجنون, التي تقع في أبوصير, والتي استعانت بشباب أجانب في إزالة القمامة من المنطقة, الخبر يقول إن صدمة لقاء الطرفين, الأجانب والأهالي, كانت مزدوجة, فالأجانب صدموا من حجم القمامة التي تملأ الشوارع, والأهالي صدمهم الموقف, لكنهم سرعان ما التفوا حول الأجانب مصفقين ومهللين. الحديث عن المفاجأة هنا هو حديث أيضا محزن, تخيل أن تصحو من النوم لتفتح باب بيتك, فتجد أجنبيا ينصحك بأن تنظف بيتك, بل ويبدأ في تنظيف بيتك نيابة عنك لأنك لم تستطع أن تنظفه بنفسك, وتخيل أن تقف مشاهدا مهللا مصفقا لذلك الأجنبي, وهو ينظف شارعك وبيتك وتري أن ذلك أمر مثير للابتسام في حين أن المفروض أنه عندما يحدث مثل هذا الموقف يجب أن نشعر بالخجل وبالحزن لما آل إليه وضع النظافة في بلدنا, لنتخيل أيضا أن تكون الصدمة لدي الأجنبي الذي تطوع لكي يشارك في حملة النظافة هذه, أن يفاجأ بحجم الزبالة المتراكمة عبر الأيام والأسابيع والشهور. مفاجأتان مزدوجتان, ولكنهما بالفعل محزنتان, ما وصل إليه حالنا في النظافة, ومستوي الزبالة( الذي ارتفع ليفاجئ العالم), واختفاء حمرة الخجل من الوضع الذي أصبحت عليه حالنا في مسألة النظافة.