لاتخطف ليالي كأس العالم عشاق كرة القدم فقط, وإنما تشد اليها السياسيين من كل أرجاء المعمورة.. منهم من يؤجل اجتماعا من أجل أن يشاهد مباراة ومنهم من يذهب الي مكان المونديال, ومنهم من يشد من أزر لاعبيه تليفونيا, ومنهم من يستقبل أصحاب الإنجاز, ومن يحاسب المقصرين.. هذا كله حدث علي هامش مونديال.2010 ** وشاهد الجميع في لقاء هولندا مع الأوروجواي في الدور قبل النهائي حضور وليام الكسندر ولي العهد الهولندي اللقاء في المرجات برفقة زوجته الأميرة وقيامه بارتداء كوفيه برتقالية شعار المنتخب الهولندي وتشجيع ومساندة اللاعبين.. كما خطف الانظار باحتفاله في المدرجات مع احراز جيوفاني بروتكهورست وأرين روبين وويسلي شنايدر للأهداف الهولندية. وكان ولي العهد الهولندي, التقي اللاعبين قبل وبعد المباراة ونقل لهم أحلام الجماهير في البلاد وسعادتها بما حققوه طيلة المشوار وخاصة الفوز التاريخي علي المنتخب البرازيلي بهدفين مقابل هدف في لقائهما بدور الثمانية وفي المقابل كان خوسيه مونيكا رئيس الأوروجواي ينعي حلم المونديال في بيان رسمي بعد الخسارة من هولندا ويعلن في نفس الوقت فخره بالأداء العظيم الذي قدمه اللاعبون طيلة المشوار وحصولهم علي تكريم واستقبال رسمي وحرص هو الآخر علي اصدار مايقارب البيان الرسمي قال خلاله: أولادنا رائعون ولهم كل الحق في أن نحتفل بهم بعد أن يعودوا الي الدياير.. قدموا عروضا عظيمة وأنا سعيد من أجل الشعب الأوروجواني الفخور بهذا الجيل. من أوروجواي الي باروجواي, حيث أقام فرناندو لوجو رئيس الدولة حفل تكريم رسمي لنجوم مننتخب باراجواي عقب العودة الي الديار عقب الوصول الي دور الثمانية وتوديع البطولة بصورة مشرفة عقب الخسارة من اسبانيا بهدف مقابل لاشئ.. وقال لوجو في حفل التكريم: نشكركم علي ماقدمتموه لباراجواي في جنوب افريقيا نحن فخورون بكم. ** أصبح منتخب غانا محورا أساسيا في لعبة السياسة والمونديال بعد عروضه المدوية ونتائجه المثيرة ونجاحه في بلوغ دور الثمانية قبل أن يودع المنافسات بعد خسارته لقاءه مع الأورجواي بركلات الترجيح.. حيث جري تكريم منتخب غانا بعد خروجه من خلال استقبال نيلسون مانديلا زعيم جنوب افريقيا لأعضاء الفريق والطاقم الفني في منزله وأشادته بهم وبالعروض والنتائج.. وحظي المنتخب الغاني باستقبال رئاسي عند وصوله الي غانا من قبل رئيس الدولة.. وكان جون أتاميلز رئيس غانا أعلن في اليوم التالي للمباراة تلقيه اتصالات عديدة من رؤساء الدول في افريقيا تعبر له عن سعادتهم بالعروض المميزة للمنتخب وكذلك مواساته في خروج غير مستحق للنجوم السوداء من دور الثمانية وقال الرئيس في تصريحاته له: هذا الجيل يجعلنا فخورين بكرة القدم في غانا. ** تصاعد في شعبية ميركل.. أحد عناوين السياسة والمونديال بعد أن أظهرت كل استطلاعات الآراء في ألمانيا ارتفاعا هائلا في شعبية أنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا بعد سفرها الي جنوب افريقيا لمساندة منتخب الماكينات في لقائه الصعب أمام الارجنتين نظريا في دور الثمانية.. والمثير ان المستشارة الألمانية خطفت الكاميرات من الجميع في تلك المباراة في ظل الاحتفالات الصاخبة التي أظهرتها خلال وجودها في المدرجات برفقة جاك زوما رئيس جنوب افريقيا وسيب بلاتر رئيس الفيفا مع كل هدف يحرزه المنتخب. كما ذهبت ميركل لما هو أبعد عندما أكدت رغبتها في استمرار يواكيم لوف مديرا فنيا للمنتخب الألماني لاعوام اضافية عن عقده الحالي الذي انهتي في العاشر من يوليو.. ومافعلته من قبل في كأس العالم لايمثل سوي حلقة من حلقات عديدة.. فهي من أكبر مساندي المنتخب وتضعه تحت رعايتها المباشرة وتتابع مبارياته ولا أحد ينسي تشجيعها للماكينات طوال رحلة مونديال2006 الذي استضافته ألمانيا ومن ميركل الي كريستيان فولف رئيس ألمانيا الذي ظهر في الصورة عقب نهاية مشوار الماكينات في المونديال باحتلال المركز الثالث.. وأكد في تصريحات له عقب الفوز علي أورجواي بثلاثة أهداف مقابل هدفين: راضي عن أداء المنتخب ولايمكن طلب المزيد.. المشجعون في جميع أنحاء العالم يصفون الفريق بالرائع.. وانها أفضل صورة يمكن نقلها الي العالم عن ألمانيا.. ** لاتبك يامارادونا.. لاتبك ياأرجنتين.. كلمات ظهرت من خلال كريستينا اليزابيث رئيسة الأرجنتين في الصورة بعد اختفاء دام طويلا عن الجانب المونديالي وأعلنت بعد خروج المنتخب من دور الثمانية رغبتها في استمرار دييجو أرماندو مارادونا مديرا فنيا لمنتخب راقصي التانجو ورفضت قراره بالرحيل عن منصبه وطالبت مسئولي الاتحاد ببذل قصاري الجهد لديهم من أجل اقناع النجم الاسطوري بالاستمرار في المنصب وظهر بعدها كيف كانت الرئيسة تهتم برحلة منتخبها في جنوب افريقيا ووجود اتصالات هاتفية مباشرة لها مع ماردونا واستقبال الأخير دوما مكالمة من رئيسة الدولة بعد كل مباراة يفوز فيها لتهنئته والرفع من درجة الحماس لديه.. وكذلك تحديدها ساعتين يوميا لمتابعة أحوال ومباريات المنتخب في رحلة المونديال. ** وبعد الاهتمام الكبير الذي أظهره نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا وحكومته بنكبة منتخب الديوك الزرقاء في المونديال من خلال وداعه للدور الأول.. ساركوزي تدخل بصورة مباشرة لمعرفة حقائق وأبعاد النتائج الهزيلة للمنتخب الفرنسي في المونديال من خلال الاعلان في بيان رئاسي استقباله لتيري هنري كابتن المنتخب في جنوب افريقيا وهدافه الأول عبر التاريخ لمناقشته في أسباب الانهيار الذي أصاب المنتخب الفرنسي, وان اللقاء يأتي من أجل الشعب الفرنسي الذي أصيب بالصدمة من جراء الأداء المتواضع وكذلك التمرد الداخلي الذي شهده معسكر الديوك في البطولة.. ولم يكن موقف ساركوزي هو العامل الوحيد في انشغال السياسة بالمونديال في فرنسا.. فلا أحد ان ينسي انه بعد الاعلان عنه حدوث تمرد داخلي في المنتخب بعد الخسارة من المكسيك بهدفين مقابل لاشئ وترحيل نيكولاس أنيلكا بعد خطأ في حق مديره الفني ديمون دوموينيك سافرت وزيرة الرياضة الفرنسية الي جنوب افريقيا للوقوف علي الأحداث في المعسكر ومحاولة احتواء التمرد الذي سيطر علي اللاعبين وانقاذ سمعة الديوك الزرقاء كرويا.. وخطفت الوزيرة الانظار بتصريحاتها المدوية التي طالبت فيها اسكلابيت رئيس الاتحاد الفرنسي بتقديم استقالته من منصبه بعد فضيحة المنتخب.. كذلك وصف اللاعبين بالجيل الأسوأ في تاريخ فرنسا وانهم سبب تعاسة الشعب هناك. والمثير ان الاهتمام السياسي في فرنسا بفضيحة المنتخب لم يتوقف عند لقاء ساركوزي بتييري هنري أو تصريحات وزيرة الرياضة وانضم البرلمان الي اللعبة وجري استدعاء ريمون دومينيك المدير الفني الي جلسات استماع في اللجنة الثقافية وسؤاله عن حقيقة الأحداث في المعسكر بالقارة السمراء وأسباب الخروج من الدور الأول, ورفض المدير الفني المعزول الحديث عنها لرجال الاعلام. ** أوباما أمام شاشات التليفزيون.. عنوان ظهر من خلال صور التقطت لباراك أوباما رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية يختلس من ارتباطاته90 دقيقة لمشاهدة لقاء منتخبه أمام نظيره الجزائري في ختام لقاءات المجموعة الثالثة بالدور الأول وهو اللقاء الذي كانت أمريكا في حاجة للفوز خلاله من أجل عبور الي دور الستة عشر.. وحققت فيها الفوز بالفعل بصعوبة بهدف مقابل لاشئ أحرزه دونافان في الثواني الأخيرة. بعدها جري الاعلان عن وجود متابعة من جانب أوباما لجميع مواجهات المنتخب الأمريكي في المونديال الافريقي بداية من لقاء انجلترا ومرورا بمباراة سلوفينيا ونهاية بلقاء الجزائر في الدور الأول وان الصور لم تكن سوي كشف للنقاب عن اهتمام أوباما بمسيرة منتخبه في المنافسات المونديالية. ** أول رئيس يثير الجدل في المونديال هو سبستيان بينييرا رئيس تشيلسي صاحب وصف المجنون علي الأرجنتيني مارشيلو بيلسا المدير الفني للمنتخب خلال حفل الوداع الرسمي الذي اقامه الرئيس لبعثة المنتخب قبل السفر الي جنوب افريقيا لخوض منافسات المونديال... وتسبب الوصف في تقديم بيلسا من جانب وسائل الاعلام علي الدوام بلقب المجنون وهو لقب رفضه المدرب الأرجنتيني ونال بسببه رئيس الدولة لانتقادات من جانب اللاعبين.. والمثير انه حرص علي الدوام علي متابعة لقاءات تشيلي وبث رسائل الي اللاعبين مع كل لقاء يهنئهم فيها علي الأداء وحرص في نفس الوقت علي تقديم اشادة بالجيل الحالي والشكر علي الأداء القوي التشيلي في المونديال خلال مسيرة انتهت في دور الستة عشر بالخسارة من البرازيل, واعتذر له المدير الفني عن تحيته الخاطفة له خلال حفل استقباله. ** دعم ملكي للانجليز.. كان من السمات التي ارتبطت بالرحلة القصيرة لمنتخب انجلترا في المونديال منذ خوضه المنافسات حتي وداعه بالخسارة من ألمانيا بأربعة أهداف لهدف في دور الستة عشر.. من خلال وجود الأميرين ويليام وهاري برفقة المنتخب في جنوب افريقيا ومساندة اللاعبين في المدرجات وكذلك الاشادة بالايطالي فابيوكابيللو المدير الفني بعد تعرضه لحملة انتقادات واسعة بعد تعادلين متتاليين مع الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالجزائر في الدور الأول.