انتهي الحلم الجميل الذي استطاع أن يجمع شعوب الدنيا في أوقات واحدة وهي تستمع بمباريات كلها إثارة وحيوية, وتظل البطولة الحقيقية في النجاح الذي تحقق بجنوب إفريقيا للآلاف الذين عملوا علي التنظيم الرائع والترتيبات الدقيقة لمناسبة وحدث كبير جذب أنظار العالم.. وكما هي العادة سوف ينادي النقاد والمحللون بضرورة الاستفادة من دروس كأس العالم بالنسبة للمنتخب المصري والأجواء المحيطة به, ومقارنة ذلك بأحدث الخطط التي شهدتها ملاعب البطولة, وهذا أمر نتركه للمتخصصين وما أكثرهم وإن كنا نأمل ألا يتمادوا في الفتاوي التخطيطية إلي الدرجة التي لم يقصدها القائمون علي المنتخبات الفائزة بالمراكز الأولي.. ولكننا نتوقف من ناحيتنا علي بعض المظاهر المصاحبة للمباريات والتي جاء بعض نتائجها بمثابة مفاجأة كاملة وغير متوقعة. وهناك من تقبل الهزيمة بروح رياضية وعاد إلي بلاده حيث استقبلته الجماهير بشكل يوحي بالرضا والقناعة بأن الفريق قد قدم كل ما عنده وأن الرياضة في النهاية لابد أن يكون فيها الفائز والمهزوم.. ومنتخبات أخري تعرضت للنقد القاسي والحساب العسير ولا يعود ذلك لنتائج المباريات وإنما للتقاعس والتناحر والخلافات الداخلية التي اساءت لتلك الدول ومنها من كانت تراهن علي المراكز الأولي.. والمعني أن الطريق لمثل هذه البطولات يجب أن يبدأ قبل وقت طويل وأن صناعة النجوم لها قواعد وأساسيات ينبغي امتلاكها ومعرفة كيفية إدارتها بالشكل الصحيح الذي يقوم علي التخطيط والمثابرة والجهد, والأهم أن تكون للقائمين علي الاتحادات والأندية والأجهزة الفنية والادارية رؤية خالصة لا شبهة فيها للحسابات الشخصية والخلافات التي تصل في أحيان كثيرة إلي المحاكم والتنابذ بالألقاب علي صفحات الصحف وشاشات الفضائيات. صناعة النجوم والدخول إلي عالم البطولات أمر ممكن وطبيعي بالنسبة إلي مصر فقط إذا أعطينا العيش لخبازه وليس للمتاجرين به والذين ينتهي بهم الأمر إلي افساد كل شيء ونكتفي بأن نجلس في المدرجات نصفق ونحلل ونمارس حق النقد في أبطال العالم. muradezzelarab@hotmailcom