أكد سونج آيقوه سفير الصين لدى القاهرة، أن بلاده مهتمة جدا بتطوير علاقاتها مع مصر، باعتبار أن البلدين يرتبطان بعلاقات سياسية واقتصادية، وقال "إن الجانب الصينى يدعم ويحترم خيار الشعب المصرى ويثق بأن مصر حكومة وشعبا لديهما الحكمة والقدرة على تجاوز التحديات بما يحقق وحدة الدولة واستقرارها وتنميتها". وقال آيقوه، فى تصريحات صحفية ، اننى على ثقة بتطابق حلم الصين وحلم الشعب المصرى، وبالتأكيد فإن الإصلاح والانفتاح فى الصين سيفيد مصر وشعبها وستنطلق آفاق أوسع لتنمية علاقات التعاون الإستراتيجى بين البلدين"، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجارى بين البلدين بلغ العام الماضى 9 مليارات و260 مليون دولار، بزيادة 10%، معربا عن ثقته فى وصول الرقم إلى 10 مليار دولار هذا العام، مشيرا إلى نحو 1,9 مليار دولار من حجم التبادل عبارة عن صادرات مصرية للصين، بزيادة نحو 76%. وقال سفير الصين لدى القاهرة، "شهدت الأوضاع السياسية المصرية تغيرات كثيرة فى 2013، وشهدت مرحلة تحول تاريخى، ورغم هذه التحولات صمدت العلاقات المصرية الصينية أمام اختبار الزمن وتمكنت من الحفاظ على رخمها المستمر، فقد قام وزير الخارجية الصينى بمباحثات مع نبيل فهمى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى، وتبادل الوزيران الاتصالات الهاتفية، كما قام فهمى بزيارة ناجحة مؤخرا للصين، وزار المبعوث الصينى الخاص "وو سى كه" مصر مرتين، وفى منتصف ديسمبر أعلنت وزارة الخارجية الصينية رفع الحظر عن سفر الصينيين للقاهرة، والآن عاد الكثير من السياح الصينيين إلى مصر، لافتا إلى أن هذه الزيارات المتبادلة ساهمت فى تعزيز الصداقة والثقة الإستراتيجية المتبادلة. وتناول سفير الصينبالقاهرة سياسات بلاده تجاه قضايا المنطقة، وقال إنه "فى 2013 أصبح ميزان القوى الدولية أكثر توازنا، وحدثت تحولات عميقة فى النظام الدولى، وتم تشكيل القيادة الجديدة فى الصين، وبدأ الشعب الصينى تحت هذه القيادة مسيرة تحقيق الأهداف وبناء دولة اشتراكية حديثة"، مشيرا إلى أن الصين "تسعى لتحقيق هدفين، وهما إتمام بناء مجتمع رغيد الحياة خاصة وأننا نحتفل بالذكرى المائة لتأسيس الحزب الشيوعى الصينى، وبناء دولة اشتراكية حديثة تنعم بحضارة واستقرار وسلام وتناغم". ولفت إلى أن "الأوضاع فى الشرق الأوسط شهدت تقلبات كثيرة فى العام الماضى، وأن الصين كعضو دائم فى مجلس الأمن هو صديق لدول الشرق الأوسط، لم تنس مسئولياتها الدولية، وعملت على تعزيز السلام فى الشرق الأوسط، وفى العام الماضى وسعت لتعميق علاقات الصداقة مع دول المنطقة، وبذلت جهودا حميمية لدفع الحل السياسى لقضايا المنطقة، فعلى صعيد الأزمة السورية رفضت بكين الحرب والتدخل العسكرى ودعت لحل سياسى، وفى اللحظة الحاسمة فى الملف النووى الإيرانى تمسكت الصين بمبادئها وبذلت جهودا وساهمت فى تحقيق اختراق فى المفاوضات النووية". وفيما يتعلق بالاوضاع فى الشرق الاوسط فقال سونج آيقوه، إن الرئيس الصينى طرح الرؤية الصينية من أربع نقاط لتسوية سياسية، وهى أن الاتجاه الصحيح يجب أن يقوم على إقامة دولة فلسطينية تعيش فى سلام مع إسرائيل، مع اتباع المفاوضات باعتبارها الطريق الوحيد للسلام، ووجود دعم بمبادئ مثل الأرض مقابل السلام، كما ينبغى على المجتمع الدولى توفير ضمانة مهمة لتحقيق تقدم فى السلام، وأضاف ان الصين تعمل على أساس هذه المبادئ لدفع عملية السلام، وقبل أسبوعين قام وزير الخارجية الصينى بزيارة المنطقة وأوضح السياسات الصينية تجاه الدول العربية فى ظل الأوضاع الجديدة، وأكد أن الصين دائما تتعامل عربيا وتدفع العلاقات من زاوية إستراتيجية وطويلة المدى، وأكد أن الصين تدعم الدول العربية للسير فى خطوات ثابتة فى الطريق الذى تختاره بإرادتها المستقلة ودعم الصين للدول العربية لحل القضايا الساخنة بالطريق السياسى ودعم التعاون لتحقيق التنمية المشتركة، كما تدعم الصين الدول العربية فى الدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة"، مشيرا إلى أن الدول العربية تحتاج للتنمية لأنها أساس ومفتاح حل كافة المشاكل.