اللافت في وصف مصر هو كيف أعاد الفرنسيون اكتشاف أن المصريين الأوائل هم أوائل علماء الفلك والأبراج وحساب كواكب الليل التي منها عرفوا قياس الزمن ووصف رحلة الملك الي الخلود وكيف أنهم أيضا قسموا السنة الي12 شهرا.. مصر العلماء لها في بحوث السماء والكواكب الاخري.. مصر ليست آثارا واهرامات علي الأرض.. لكن الذي لم يكتشف لنا بعد بصورة واضحة ماذا يدور في السماء؟ نحن فعلا في حاجة الي دراسة وصف مصر من جديد.. وجعل هذه المجموعة من الكتب.. كتبا مدرسية.. وجامعية. آلاف السنين تمر ويعبر المصري القديم سور الحضارة.. حضارة مصرية حقيقية مازالت تذهل العالم حتي هذه اللحظة وكانت في زمان غابر.. يتفوق المصري في العلوم والطب والهندسة وكل الفنون ويبني الأهرامات من أجل الخلود ثم تنقطع الصلة.. ويحاولون طمس حضارة المصري الي أن يجد المصريون أنفسهم أمام حكام ممالك مستوردة ومتدربة علي الحروب بالسيوف والخيول وتحكم مصر بيد من حديد وتنتشر الامراض ويتلاشي الناس إلي أن يصبح تعداد مصر2,5 مليون نسمة بعد أن كان أيام الفراعنة75 مليون نسمة! الذي عرفناه بعد ذلك سجله لنا الشيخ عبد الرحمن الجبرتي مؤرخ مصر الحديثة وهو يكتب عن حملة نابليون بونابرت الي مصر.. وكيف حاول إعادتها إلي خريطة العالم الحديث المتقدم خاصة أن فرنسا هي دولة الحرية والمساواة لقد سجل لنا الجبرتي قصة الفرنسيين في مصر في كتابين واحد يمدح فكر الغرب الحديث ويمدح العلماء الذين رافقوا الحملة وفي كتاب آخر يلعنهم في طريقة حكمهم العسكري وقسوتهم! المهم لقد ذهل الجبرتي الذي قال بعد ذلك بأسي نحمد الله الذي جعل العلم للفرنجة ختي نتفرغ نحن لعبادته أين الجبرتي الآن ليري ماذا فعلت المدنية الفرنسية في العالم كله وفي مصر بالذات التي أصبحت تصدر للعالم علماء في الكيمياء والفيزياء والأدب ويحصلون علي أعلي الجوائز العلمية وحتي منصة جائزة نوبل.. وكيف يخطف العالم الآن رجال السياسة المصرية إلي أن يصل بطرس بطرس غالي الي الأممالمتحدة وبقية الوزراء الي أعلي مناصب الاقتصاد والاجتماع ورجال القانون الدوليين وكذلك الفنون لكن هل جاءت الحملة الفرنسية وخرجت ولم يبق منها غير سطور تاريخية أم أنها فجرت ماداخل الانسان المصري؟ وماذا كشفت أبحاث علماء الحملة الفرنسية.. مثلا.. عندما قدمت وصف آثار طيبة. دندرة وقفط وقوص وماذا في غيرها.. انهم لم يتركوا شيئا إلا بعد أن درسوه دراسة مستفيضة.. أيضا ماذا قدم المسيو جومار وصف المقابر الصخرية لمدينة طيبة وما هي طبوغرافيا المقابر وماهي ملاحظاته.. وما هي الموضوعات المصورة علي جدران هذه المقابر وكيف يتحدث عن المشاهد العائلية والازياء والأدوات المنزلية وطريقة تصوير الأشخاص وماهي القطع الاثرية التي عثروا عليها. ومخطوطات ورق البردي والطوب المطبوع الموجود هناك ولم ينس أيضا أن يتحدث عن عادات سكان مصر القدماء والمعاصرين له ومعه. أما المسيوكوستاز فهو يصف مقابر الملوك ومقبرة الفيثارات ومقبرة التناسخ وتقدم الاستاذاة جولوا وديفيليه دراسة حول الموقع الجغرافي والمساحة والابحاث التاريخية عن العاصمة المصرية القديمة. ويتحدثون أيضا عن أطلال كوبتوس المعروفة اليوم باسم قفط وعن اطلال أبولينو بوليس بارفا المعروفة الآن باسم قوص أما المحاجر فقد اخذت قسطا وافرا من مكونات جرانيت أسوان واسلوب استخراج الاحجار والادوات التي استخدمها القدماء.. وايضا لم ينسوا أن يقدموا إحصاء لأهم الآثار الاسوانية والجرانيتية التي لاتزال قائمة حتي يومنا هذا في مصر. إن اهتمام علماء الحملة الفرنسية بدقتهم وفحصهم وبحثهم لم ينسوا الابراج الفلكية فنجد الاستاذين حولوا وديفيليه مهندسي الطرق والكباري يقدمان أبحاثهما عن الابراج الفلكية لرواق إسنا والأبراج الفلكية لمعبد شمال إسنا وسقف إحدي قاعات معبد أرمنت ثم يفردان بحثا عن لوحة الأبراج الفلكية المرسومة في سقف أول مقبرة للملوك في الغرب والجانب الأيسر والجانب الأيمن من السقف ويتحدثون عن الابراج الفلكية لرواق معبد دندرة والابراج الفلكية الدائرية لمعبد دندرة وتدل هذه الشواهد علي أن المصريين قد وصلوا بعض المجالات الفلكية الي نتائج مهمة وكما قالوا إن عدد الوثائق التي عثر عليها يوضح مدي الاهتمام الذي بذله القدماء بأمور السماء. وكما تقول الاستاذة مني زهير الشايب وهي تقدم ترجمة وصف مصر: إلي جانب النظرة ذات النزعة الدينية للسماء.. كون المصريون مبادئ علم فلك حقيقي وتبلور في صورة جيدة في عصر الدولة الحديثة وربما أيضا في عصر الدولة الوسطي فقد قاموا من دون أن يتعرفوا علي أجزاء السماء بعمل خرائط للكوكبات والنجوم املاها عليهم الخيال. فأتت خرائط يقتصر تمثيلها بطبيعة الحال علي جزء صغير من السماء. ومن ناحية أخري قاموا بوضع جداول بينوا فيها مواقع النجوم. وكان الغرض العملي من وراء ذلك هو قياس الزمن ولعلي أقول ان مجئ نابليون ومن قبله بعثات الغرب لتبحث عن ماهية الحضارة والفلسفة في بلادنا.. بحث عن التقدم والتفكير اعتبر في توحيد الحضارات الانسانية.. للانسانية كلها!