أكد الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب أنه إدراكا من مصر لصعوبة الوضع الإنساني في غزة, وتفاعلا منها مع معاناة سكان القطاع من وطأة الاحتلال سمحت بمرور كل الحالات الإنسانية وغيرها من الحالات الضرورية واستقبلت آلاف المرضي لمعالجتهم علي نفقتها, وذلك برغم أنه معبر للأفراد وليس معبرا تجاريا تحكمه اتفاقية المعابر بين السلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي وإسرائيل, وليست مصر طرفا مباشرا فيها. جاء ذلك في كلمته بالدورة الاستثنائية لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي تحت شعار فك الحصار الإسرائيلي الجائر علي غزة. وأضاف سرور أنه بمجرد وقوع العدوان علي قافلة الحرية اتخذ الرئيس مبارك قرارا بفتح معبر رفح لأجل غير مسمي, مشيرا إلي أن الأصوات الداعية لفتح المعبر بشكل مطلق واعتباره المنفذ الوحيد أمام حركة البضائع والأفراد هو قول تحيط به الكثير من المحاذير الواجب عدم الوقوع فيها أو الانجرار إليها حتي لا يمثل ذلك اعترافا باستقلال القطاع وفصله عن الضفة الغربية, مما يعطي ذريعة لإسرائيل لإغلاق المعابر بين الضفة الغربيةوغزة, والتنصل من التزاماتها كسلطة احتلال. وأوضح رئيس مجلس الشعب أن مصر قرأت المخطط الإسرائيلي مبكرا حيث حاولت إسرائيل التنصل من واجباتها كسلطة احتلال, فقطاع غزة لايزال تحت الاحتلال وليس محررا كما تحاول أن تروج إسرائيل, لافتا إلي أن مصر تحسبت أن أي تجاوب مع فكرة أن القطاع أصبح محررا يعد تجاوبا مع المخطط الإسرائيلي الرامي لإلقاء عبء إدارة القطاع علي الجار المتاخم له وهو مصر, وهو مدخل ماكر وسهل لخروج إسرائيل من مأزق الاحتلال, وإلقاء تبعات ذلك علي مصر مع إلقاء عبء الضفة علي الأردن مستقبلا, مما ستنتج عنه تصفية القضية الفلسطينية, وبالتالي القضاء علي فكرة الدولة الفلسطينية, وإتاحة المزيد من الفرص أمام الاستيطان الإسرائيلي لالتهام المزيد من الأراضي الفلسطينية, وهو ما لا يمكن أن تقبله مصر. وقال: الدرس الأساسي الذي نتعلمه هنا هو أن أقوي حجة وأمضي سلاح في يد الطرف الإسرائيلي هو سلاح الفرقة الفلسطينية, وفي ظل هذه الفرقة ينحصر الكلام علي غزة, فرغم أن كل الوطن الفلسطيني لايزال أسيرا تحت الاحتلال فإن الخلافات الفلسطينية عميقة, لكن علي الأقل إن كنا لا نتفق علي الهدف النهائي, فعلي الأقل نجتمع علي الأهداف المرحلية الممكنة, فإذا كان أصحاب الحق لايزالون جميعا داخل السجن فعليهم علي الأقل في البداية أن يقفوا معا في وجه السجان.