في كل مرة أسافر فيها إلي الخارج للمشاركة في أحد المؤتمرات, تصبح' علبة السجائر' المصرية, مادة لشيء ما بفعل الصور التي تستخدمها وزارة الصحة في التحذير من أضرار التدخين ولقد كان هذا' الشيء' في البداية تساؤلا عن هذا الشخص الذي يوشك علي الرحيل, ثم تلك الصورة البشعة الخاصة بالرئة, وصورة الطفل الذي يفترض أنه يستنشق الدخان بعد ذلك. وعندما حكيت في البداية قصة الشخص المصاب بالغيبوبة, انفجر الزملاء في الضحك, لكن في المرة الأخيرة لم أكن في حاجة إلي الشرح, فالصورة الحالية مفهومة, ومثيرة, لدرجة أن كثيرا منهم طلبوا مني تبديل العلب, ليتم الاحتفاظ بالعلبة المصرية, كتذكار. الجانب الجاد من المسألة, هو أن أحد الأصدقاء الإسكندنافيين لم يصدق أننا تمكننا من منع التدخين في بعض الأماكن في مصر, وعندما بدأت أؤكد أن ذلك قد حدث في بعض المولات التجارية الكبري, وفي وسائل المواصلات العامة, وبعض الشركات الكبري, قال صديق يوناني إنني لايجب أن أدافع أكثر من ذلك عن فكرة أننا نطبق شيئا في مصر, ففي اليونان لم يعتد كثيرون علي التعامل مع لوحة ممنوع التدخين بجدية, وكان الكثيرون يدخنون أمامها, لدرجة أن أحدهم اقترح أن توضع لوحة إضافية أسفل كل لوحة قديمة تقرر أن' ممنوع التدخين يعني ممنوع التدخين' لكي يصدق الناس أنها أمر ملزم وليس توصية اختيارية, فهناك مشكلة تواجه عملية التطبيق في مناطق مختلفة من العالم. لقد تمكنت بعض الدول من أن تفعل ذلك, ولمن لم يهتم بشئون اليابان أو التدخين, فإن التدخين قد تم منعه في الشوارع ذاتها, وتم بناء أكشاك زجاجية تحدد أماكن التدخين في كل شارع, ويبدو أنه تم الالتزام بذلك, فعندما أصررت ذات مرة علي أن أدخن في أحد شوارع طوكيو ظل السائق يسير خلفي, في انتظار انتهاء السيجارة حتي يضع بقاياها في منديل ورقي إلي أن يجد المكان المخصص لذلك, فقد كنا قد ظللنا داخل إحدي الصحف الكبري هناك لمدة4 ساعات من العمل, ولم أنتبه لمسألة منع التدخين في الشارع عندما خرجت, وعندما انتبهت قررت إكمال السيجارة, قبل أن أنتبه أيضا إلي أن هناك رجلا خلفي يعاني مما أفعله, وينتظر نهاية الأزمة, لكي يتخلص من' عقب السيجارة' بطريقة مناسبة. لكن يحدث هذا فقط في اليابان. [email protected]