لاتزال أجهزة محافظة أسوان عاجزة عن فك لوغاريتمات شركة مياه الشرب والصرف الصحي, التي تتفنن في تعذيب المواطنين بسبب الانفجارات المتكررة وغير المحتملة لخطوط الصرف ومياه الشرب في مناطق معروفة للجميع. وتعيش شوارع وأحياء المدينة العاصمة في حالة من الفوضي واللامبالاة في ظل أعمال الرصف التي تجري في أجزاء كبيرة منها استعدادا للموسم السياحي الذي يبدأ بعد أيام, وسط حالة من الاستياء الشديد ضد الشركة ومسئوليها الذين يبدو أنهم فوق المساءلة ولا يستطيع أحد في أسوان أن يحاسبهم علي هذا الإهمال, الذي قد يتسبب في إهدار المال العام في حالة رصف طريق ما, ثم حفره مرة أخري. وعلي الرغم من كم الاجتماعات التنسيقية التي جرت مابين محافظ أسوان وجهازه التنفيذي, بمسئولي الشركة والهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي بغرض إصلاح الشبكات والخطوط وما أكثرها من اجتماعات, إلا أن الحال لايزال علي ماهو عليه, الأمر الذي يتطلب تدخل المهندس إبراهيم محلب وزير الإسكان والمرافق شخصيا وفورا لتصحيح الأوضاع. الغريب وكما يقول المهندس محمد عبد الله مدير عام الطرق بالمحافظة أن المديرية حددت أكثر من مرة مناطق الانفجارات المتكررة في المدينة, وهي منطقة السيل وكسر الحجر وطريق السادات وتحديدا أمام المستشفي العسكري ومحور صلاح الدين, ولم يحدث أي جديد, الأمر الذي لايستقيم معه إجراء أية أعمال رصف جديدة وإلا سيدخل ذلك في نطاق إهدار المال العام, وأكد عبد الله أن اللواء مصطفي يسري محافظ أسوان كان قد عقد أكثر من اجتماع مع جميع الشركات والهيئات العاملة بالمحافظة, قبل عرض خطة التطوير الشاملة التي تنفذ حاليا بالمدينة, وتم الاتفاق علي إنهاء جميع الأعمال من كهرباء وخطوط تليفونات ومياه شرب وصرف صحي في جدول زمني محدد. وأشار محمد فنوك تاجر إلي أن الصرف الصحي دائم الانفجار في شارع صلاح الدين الجديد, مما يغرق الشوارع الجانبية في الوحل, كما يمتد الصرف إلي كورنيش النيل, وقال شكونا عشرات المرات للشركة المسئولة, التي تكتفي دائما بوضع خابور كمسكن لأي انفجار, لتعود المياه بعدها الطفح مرة أخري وهكذا, وأوضح بأن الخطوط متهالكة ولاتتحمل ضغط المياه في ظل التوسع العمراني بالمناطق, ولابد من وضع حل جذري لها. ودعا خالد رفعت من سكان طريق السادات المهندس إبراهيم محلب وزير الإسكان والمرافق, لزيارة أسوان وحل هذه المشاكل, التي قد تحتاج لدعم مالي عاجل وقال إن طريق السادات بالتحديد سبق وأن شهد أعمال تطوير وتوسعة للخطوط, وأيضا إنشاء محطة أطلقوا عليها رافع العقاد لحل هذه المشكلة المضلعة, ولكن سرعان ماعادت ريمة لسابق عهدها مع المواطنين, حيث يطفح الخط الرئيسي أمام مستشفي أسوان العسكري كل يوم, مما يؤدي إلي قطع مياه الشرب عن بعض المناطق, بينما وفي نفس الوقت يشهد الطريق أعمال رصف جديدة!! وقال إسلام مختار ليسانس حقوق إن هناك إهمالا شديدا ولا مبالاة لشركة مياه الشرب والصرف الصحي, فالشوارع التي تغرق في المياه والطفح, هي معلومة للجميع, ولكن تبدو وكأنها لوغاريتمات تعجز الشركة عن حلها, وطالب إسلام محافظ أسوان بفتح ملفات الخطوط والأعمال التي تمت من قبل للوقوف علي مطابقتها للشروط والمواصفات من عدمه, حتي تطمئن قلوب الجميع. ويقول إبراهيم البرنس من سكان حي الصداقة الجديدة إن الحي الذي يفتخر به أي مسئول في أسوان أمام الوزراء, يعاني أيضا من الطفح المستمر للصرف الصحي, رغم أن الحلول بسيطة وممكنة, فمعظم بالوعات الحي الذي يصل عدد سكانه إلي نحو10 آلاف نسمة, بلا أغطية منذ ثورة يناير بعد تعرضها للسرقات في ظل الانفلات الأمني وقتها,مما يؤدي لإنسداد الخطوط دائما, وطالب البرنس بضرورة توفير الاعتمادات المالية لتغطية هذه البالوعات فورا. وبعيدا عن هذا الألم الذي يوجع الأسوانية, فإن الشركة والهيئة القومية لمياه الشرب تقوم بأعمال تعديل لخطوط مياه الشرب في مناطق متاخمة للمدينة, تاركة شوارع أسوان تغرق في بحور الصرف الصحي, بينما المدينة العاصمة مقبلة علي الموسم السياحي الجديد, في نفس الوقت الذي من الممكن أن تجري فيه أعمال موازية إصلاح خطوط هذه المناطق المحددة حتي تستطيع أجهزة المحافظة المحلية استكمال أعمال التطوير الجارية. رابط دائم :