أقيم مساء أمس عزاء الشاعر أحمد فؤاد نجم الشهير ب "الفاجومي" بمسجد بلال بن رباح بالمقطم، وشيعت جنازته من مسجد الحسين ودفن بمقابر الغفير بالسيدة عائشة، وكان نجم قد توفي في الساعات الاولي من صباح أمس عن عمر يناهز 84 عاما، وحضر العزاء عدد من المبدعين والقيادات أبرزهم د. جلال مصطفي محافظ القاهرة، علي الحجاز، خالد الصاوي، وكريمة الحفناوي. ولد نجم في 23 مايو 1929 في قرية كفر أبونجم بمدينة أبوحماد محافظة الشرقية، ويعد أحد أهم شعراء العامية في مصر وأحد ثوار الكلمة واسم بارز في الفن والشعر العربي وبسبب ذلك سجن عدة مرات، وكانت أشعار نجم مع غناء إمام تعبر عن روح الاحتجاج الجماهيري الذي بدأ بعد نكسة 1967، وفي عام 2007 اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة سفيرا للفقراء. وكان نجم فرد في عائلة ضمت سبعة عشر ابن لم يتبق منهم سوي خمسة والسادس فقدته الأسرة ولم يره، التحق بعد ذلك بكتّاب القرية كعادة أهل القري في ذلك الزمن، عمل نجم في معسكرات الجيش الإنجليزي متنقلا بين مهن كثيرة "كواء، لاعب كرة، بائع، عامل انشآت وبناء، ترزي وفي فايد وهي احدي مدن القنال التي كان يحتلها الإنجليز التقي بعمال المطابع الشيوعيين و كان في ذلك الحين قد علم نفسه القراءة والكتابة وبدأت معاناته الطويلة تكتسب معني واشترك مع الآلاف في المظاهرات التي اجتاحت مصر سنة 1946 وتشكلت أثناءها اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال. ويقول الراحل أحمد فؤاد نجم عن تلك الفترة "كانت أهم قراءاتي في ذلك التاريخ هي رواية الأم لمكسيم غوركي, وهي مرتبطة في ذهني ببداية وعيي الحقيقي والعلمي بحقائق هذا العالم، والأسباب الموضوعية لقسوته ومرارته ولم أكن قد كتبت شعرا حقيقيا حتى ذلك الحين وإنما كانت أغان عاطفية تدور في اطار الهجر والبعد ومشكلات الحب الاذاعية التي لم تنته حتى الآن وكنت في ذلك الحين أحب ابنة عمتي وأتمناها, لكن الوضع الطبقي حال دون اتمام الزواج لأنهم أغنياء. و في الفترة ما بين 1951 إلي 1956 عمل عاملا في السكك الحديدية، وعمل في وزارة الشئون الاجتماعية طوافا يوزع البريد علي العزب والكفور والقري، وفي عام 1959 التي شهدت الصدام الضاري بين السلطة واليسار في مصر علي أثر أحداث العراق انتقل الشاعر من البريد إلي النقل الميكانيكي في العباسية أحد الأحياء القديمة في القاهرة. ويحكي الراحل واقعه هنا "في يوم لا يغيب عن ذاكرتي أخذوني مع أربعة آخرين من العمال المتهمين بالتحريض والمشاغبة إلي قسم البوليس وهناك ضربونا بقسوة حتى مات أحد العمال، وما زالت آثار الضرب واضحة علي جسدي، وبعد أن أعادونا إلي المصنع طلبوا منا أن نوقع إقرارا يقول أن العامل الذي مات كان مشاغبا وأنه قتل في مشاجرة مع أحد زملائه ورفضت أن أوقع, فضربت. وبعد ذلك عاش نجم فترة شديدة التعقيد من حياته إذ وجهت إليه تهمة الاختلاس, ووضع في السجن لمدة 33 شهرا. بعدها بسنوات عمل بأحد المعسكرات الإنجليزية وساعد الفدائيين في عملياتهم، بعد إلغاء المعاهدة المصرية الإنجليزية دعت الحركة الوطنية العاملين بالمعسكرات الإنجليزية إلي تركها فاستجاب نجم للدعوة وعينته حكومة الوفد كعامل بورش النقل الميكانيكي وفي تلك الفترة قام بعض المسئولين بسرقة المعدات من الورشة وعندما اعترضهم اتهموه بجريمة تزوير استمارات شراء مما أدي إلي الحكم عليه 3 سنوات بسجن قره ميدان، وفي السنة الأخيرة له في السجن اشترك في مسابقة الكتاب الأول التي ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون وفاز بالجائزة وبعدها صدر الديوان الأول له من شعر العامية المصرية "صور من الحياة والسجن" وكتبت له المقدمة سهير القلماوي ليشتهر وهو في السجن. بعد خروجه من السجن عُين موظف بمنظمة تضامن الشعوب الآسيوية الأفريقية وأصبح أحد شعراء الإذاعة المصرية وأقام في غرفة علي سطح أحد البيوت في حي بولاق الدكرور بعد ذلك تعرف علي الشيخ إمام في حارة حوش آدم ليقرر أن يسكن معه ويرتبط به حتى أصبحوا ثنائي معروف وأصبحت الحارة ملتقي المثقفين، ويري أحمد فؤاد نجم أن العامية أهم شعر عند المصريين لأنهم شعب متكلم فصيح وأن العامية المصرية أكبر من أن تكون لهجة وأكبر من أن تكون لغة.فالعامية المصرية روح وهي من وجهة نظره أنها أهم إنجاز حضاري للشعب المصري. تزوج نجم عديد من المرات أولها من فاطمة منصور أنجب منها عفاف، وأشهر زيجاته كانت من الفنانة عزة بلبع والكاتبة صافيناز كاظم وأنجب منها نوارة نجم، كما تزوج ممثلة المسرح الجزائرية صونيا ميكيو، كما تزوج من السيدة أميمة عبدالوهاب وأنجب منها زينب، ولديه 3 أحفاد. ويذكر أن نجم انضم إلي حزب الوفد منتصف يونيه عام 2010 بعد فوز الدكتور السيد البدوي بانتخابات رئاسة الحزب إلا أنه أعلن استقالته في منتصف أكتوبر من ذات العام جراء الأزمة التي تسبب بها الدكتور سيد البدوي عندما أقال إبراهيم عيسي من رئاسة تحرير الدستور التي اشتراها السيد البدوي مع عدة شركاء في ذات العام، وكان نجم يعتبر بعد ثورة 25 يناير يعتبر واحد من مؤسسين حزب المصريين الأحرار، وتم إنتاج فيلم يحكي سيرته واسمه "الفاجومي" وهو مأخوذ من مذكراته الشخصية. رابط دائم :