بغض النظر عن أي سبب أو حادثة أدت إلي ما نراه ونتابع حلقاته المحزنة بين القضاة و المحامين الآن فان ما يجري, ومازال يحدث للأسف إنما هو ضرر بمصالح المجتمع.. ضرر بحقوق الناس.. ضرر بتطبيق القانون.. ضرر بتحقيق العدالة والمحاكمة المنصفة. إننا علي ثقة تامة من أن جمهرة القضاة والمحامين لا تقبل أبدا مثل هذا الخلاف المؤذي واستمراره ونتائجه التي تضر بالكل دولة ومؤسسات ومجتمعا وفئات وأفرادا. المؤكد أن مثل هذا الوضع يدعونا للتفكير بحلول أساسها: أولا: تطبيق القانون الذي نلتزم به جميعا ويعطي لكل طرف حقوقه ويرتب مسئولياته ويضمن الحكم العادل في أي قضية, ففي النهاية إذا اخطأ طرف فعليه تحمل المسئولية القانونية عن هذا الخطأ. ثانيا: تأكيد مبدأ الاحترام المتبادل بين القضاء القاعد والقضاء الواقف أي بين القضاة والمحامين.. خاصة أن القانون يعطي الحق للمحامي أن يصبح قاضيا كما أن كثيرا من القضاة بعد خروجه للمعاش يعمل محاميا. إنها العلاقة التي لا تعرف سوي التكامل بين القضاة والمحامين فكلاهما لا يعمل دون الآخر وهما معا سدنة العدالة. القاضي و المحامي ليسا فئة عادية بما لهما من موقع رفيع يحظيان به في المجتمع. تصرف القاضي والمحامي ليس مثل أي تصرف فهما من يلجأ اليهما أفراد المجتمع للحصول علي حقوقهم فلابد إذن أن يتفق تصرفهما مع نظرة الرأي العام اليهما. إننا علي ثقة أيضا في قدرة أشخاص عقلاء محترمين كالنائب العام ووزير العدل و رئيس نادي القضاة و نقيب المحامين و رئيس مجلس الشعب, وان هذه الشخصيات المعتبرة يمكنها وقف التدهور الحاصل و إيجاد حل فاعل يقضي تماما علي هذه الازمة البغيضة بين القضاة و المحامين. إننا علي ثقة تامة من قدرة هذه الشخصيات المعتبرة في الاجتماع و الالتفاف حول مبادرة لحل الأزمة تقوم علي مايلي: * إصدار قرار بتشكيل مكتب خاص تابع للنائب العام مباشرة لتلقي شكاوي القضاة والمحامين علي حد سواء و الفصل فيها بالحسم والإنصاف الموثوق فيهما لما للنائب العام من ثقل و مكانة محترمة عند الجميع. * تأكيد أن كل أطراف الخلاف مكفول حقها بحكم القانون الذي لا أحد فوقه. * تأكيد حرص نقابة المحامين بصفتها ممثلة القضاء الواقف علي مصلحة المواطنين بقدر حرصها علي ضمان احترام أعضائها للقضاء القاعد. الشاهد بوضوح أن التصعيد ليس في مصلحة أحد و أن الخطر كل الخطر هو في استمرار مثل هذه الأزمة بين سدنة العدالة و أن تداعياتها في تعطيل القضاء علي النحو الجاري تؤدي أخطر ما تؤدي إلي إزهاق القانون و إذكاء روح العنف بين الناس و هي الكارثة التي يجب أن تشكل رادعا للكل قبل فوات الأوان.