لم يكن بالإمكان أفضل مما كان.... هذه حقيقة ما أفرزته مباراة منتخبنا الأول مع نظيره الغاني في إياب الدور النهائي من تصفيات كأس العالم لكرة القدم والتي انتهت بفوز الفراعنة1/2 علي النجوم السوداء, في اللقاء الذي استضافه ملعب ستاد الدفاع الجودي بالتجمع الخامس وحضره جمهور كبير ذهب لمؤازرة الفراعنة نفسيا لتحقيق فوز معنوي بعد أن ضاعت فرصة التأهل لنهائيات كأس العالم منذ لقاء الذهاب الذي انتهي بفوز ساحق لمنتخب غانا1/6. هدفا منتخبنا سجلهما عمرو زكي في الدقيقة25 من الشوط الأول ومحمد ناجي جدو في الدقيقة83 من الشوط الثاني أما هدف غانا فسجله بواتينج في الدقيقة87 من المباراة. البعض يري أن منتخبنا قدم مباراة رائعة في حدود الظروف التي أحاطت به قبل المباراة وبعد فضيحة كوماسي, وبالفعل المنتخب قدم مباراة طيبة, ولكن الحقيقة أن منتخب غانا لم يخرج كل ما في جعبته خلال المباراة, ويمكن التأكيد علي أنه كان أشبه بالملاكم الذي إطمأن للنقاط التي حصل عليها من منافسه طوال جولات الصراع وبدا في الجولة الأخيرة لا يهمه أن يضرب منافسه ولكن يركز علي ألا يمنحه خصمه الفرصة للضرب. فالمنتخب الغاني ترك مساحة محدودة لمنتخبنا يلعب فيها وليس دليلا علي ذلك أفضل من أنه منذ أن سجل جدو الهدف الثاني لمنتخبنا قبل نهاية المباراة بدقائق, قرر أن يدخل المباراة ببعض من الجدية, لينجح في تقليص الفارق لمصلحته بهدف سهل وبسيط يكشف وبدقة فارق الإمكانيات بين لاعبي المنتخبين. البداية كانت منطقية حيث الرغبة والحماس من جانب لاعبي منتخبنا وفي المقابل الهدوء والثقة من جانب لاعبي منتخب غانا, ولهذا كانت الكرة سريعة والاتجاه شبه الدائم لها في إتجاه مرمي النجوم السوداء والحارس داودا. بمرور الوقت ورغم الحماس الجماهيري المتجاوب مع حماس اللاعبين داخل الملعب, إلا أنك تشعر بأن هناك استراتيجية يلعب بها المنتخب الغاني تهدف لاستخلاص المخزون البدني من لاعبي منتخبنا بأقل مجهود بدني من جانبهم حيث كان الأداء يعتمد علي الانتشار الجيد بطول وعرض الملعب والاعتماد علي التمريرات الطولية علي الأطراف وداخل منطقة الجزاء لكل من جيان أسمواه وسولومون في محاولة استغلال فارق السرعات. ورغم الاستحواذ من جانب لاعبي منتخبنا والأداء الجيد من مجموعة اللاعبين التي وقع عليها اختيار الأمريكي بوب برادلي المدير الفني إلا أن الخطورة الأولي في اللقاء كانت لصالح منتخب غانا عن طريق سولومون الذي أنطلق خلق محمد نجيب وإنفرد بشريف إكرامي وسدد بجوار القائم الأيمن. الدقائق تمر والأمل يزداد لدي الجمهور المصري الحاضر للقاء من ملعب ستاد الدفاع الجوي خاصة وأن الظهور للاعبي منتخبنا علي حدود وداخل منطقي الجزاء مستمر وشبه دائم. وبالفعل بدأت تظهر الخطورة علي مرمي داودا حارس مرمي منتخب غانا فأبوتريكة يسدد من ضربة حرة مباشرة تمر بجوار القائم الأيسر. وكان المنطقي أن يسفر هذا الضغط عن هدف لمنتخبنا وهذا ما تحقق في الدقيقة25 عندما لعب أبو تريكه ضربة حرة غير مباشرة من الجهة اليمني لمنطقة جزاء غانا لتصل لعمرو زكي الذي وضعها في المرمي. الهدف يشعل حماس لاعبي منتخبنا والفرص تزداد علي مرمي المنتخب الغاني, فعمرو زكي يصوب والحارس ينقذها لضربة ركنية, ومحمد صلاح يحاول الحصول علي ركلة جزاء, وأحمد فتحي يصوب بجوار القائم الأيمن. الدقائق الأخيرة من الشوط الأول تشهد دفع بوب برادلي المدير الفني لمنتخبنا بمحمد ناجي جدو علي حساب محمد عبد المنعم كهربا غير الموفق في محاولة لمزيد من الإيجابية الهجومية علي مرمي غانا, ولكن الدقائق تمر بدون جديد لتنتهي أحداث الشوط الأول بتقدم منطقي لمنتخبنا علي غانا بهدف. بداية الشوط الثاني كشفت عن وقوع منتخبنا في الفخ الذي نصبه له كوازي أبياه المدير الفني لمنتخب غانا خلال الشوط الأول, حيث وضح حاليا تأثر الأداء البدني لمنتخبنا, ولعل هذا ما جعل بوب برادلي يدفع سريعا وخلال الربع ساعة الأولي من الشوط الثاني بكل من حسني عبد ربه ثم شيكابالا علي حساب كل من أحمد فتحي وعمرو زكي. وبمرور الوقت ورغم صعوبة الموقف إلا أن محاولات منتخبنا لزيادة غلة الأهداف لم تتوقف والخطورة كانت من الناحية اليمني بفضل المتألق حازم إمام الذي صال وجال في دفاع غانا وأهدي الكثير من العرضيات الخطيرة لمهاجمي منتخبنا, ومعه أيضا محمد عبد الشافي من الجهة اليسري. وتشهد الدقيقة83 الهدف الثاني لمنتخبنا عن طريق محمد ناجي جدو الذي أستلم تمريرة رائعة من محمد صلاح في الجهة اليمني لمنطقة الجزاء ليسدد أرضية رائعة تأخذ يد الحارس تسكن الزاوية اليمني للحارس الغاني داودا. الجميل في الشوط الثاني الحالة التي كان عليها شيكابالا عند نزوله توهم الجمهور بأنه يمتلك الحلول التهديفية لأداء منتخبنا إلا أنه لم يقدم تمريرة واحدة سليمة ولم يقدم أي خطورة علي المرمي الغاني أنه كان عبئا في الأداء الهجومي. ويبدو أن الهدف الثاني الذي سجله جدو أصاب لاعبي غانا ببعض من القلق ليبدأ الفريق في التواجد في الناحية الهجومية وفي الدقيقة87 ينطلق جيان أسمواه من الجهة اليمني ويلعب كرة عرضية أرضية رائعة لبواتينج الذي وضعها بعد أن تجاوز نجيب ليسدد في المرمي مسجلا هدف غانا الأول. وفي الدقيقة89 يهدي محمد صلاح هدف محقق لشيكابالا المنفرد من الجهة اليمني داخل منطقة الجزاء وبالفعل لم يخب الظن به ويسدد بكل قوة أعلي العارضة رفعا أن يقدم كرة قدم تستحق ما يحصل من نجومية. تمر دقائق الوقت بدلا من الضائع بلا جديد فالمنتخب يحاول في حدود المتاح ومنتخب غانا يقدم ما يؤهلة للحصول علي بطاقة كأس العالم بأقل مجهود لتنتهي أحداث المباراة بفوز يحفظ ماء الوجه لمنتخبنا وخسار تضمن الفوز ببطاقة كأس العالم لمنتخب غانا الذي حسمها بفارق الأهداف بعد أن فاز ذهابا1/6 وخسر في مباراة العودة2/1. وفور إطلاق الحكم للمباراة تشعر وكأنه أعلن رسميا عن نهاية رحلة بوب برادلي مع المنتخب الذي قام بتحية لاعبيه والجهاز المعاون له علي الأداء والنتيجة وأصر علي مصافحتهم متأثرا بشكل واضح بانتهاء رحلته مع الكرة المصرية. رابط دائم :