تناولت الصحف العالمية الفصل الجديد في العلاقات الثلاثية بين روسيا ومصر والمملكة العربية السعودية والتي أدت استراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي مثل هذا التحول في العلاقات. حيث تساءلت صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية هل مصر اليوم لديها رؤية شاملة لعلاقاتها الاستراتيجية مع كل من واشنطنوموسكو بالتنسيق مع الرياض والتي ستجعلها أكثر قدرة علي التأثير في القضايا الملتهبة بالمنطقة؟ ورأت الصحيفة أن مصر والسعودية لهما دور كبير فهما معا اللاعبان الرئيسيان في ميزان القوي في منطقة الشرق الأوسط وكلاهما غاضب لأسباب مختلفة من إدارة أوباما ومسألة التحول إلي موسكو سيؤدي إلي نقلة نوعية خطيرة في علاقة مصر مع الولاياتالمتحدة, ولذلك يجب أن تؤخذ العلاقة بين الولاياتالمتحدةوروسيا بعين الاعتبار من قبل القاهرةوالرياض عند إقامة شراكة جديدة مع موسكو أو التخلي عن شراكتها القديمة مع واشنطن, خاصة في تناول القضايا الساخنة بالمنطقة ومنها الأزمة السورية, وكذلك الدور المحوري الذي تلعبه إيران في العلاقات معهم. ووفقا للصحيفة, فإن قضية الإخوان المسلمين أيضا تأخذ أولوية قصوي في علاقات مصر مع جميع الأقطاب والقضية الفلسطينية هي بالطبع مهمة لكل من السعودية ومصر وربما تكون المواقف التي اتخذها الأمريكيون والروس, بالنسبة لإسرائيل متطابقة تقريبا في الوقت الراهن, علي عكس ما كانت عليه خلال الحرب الباردة في حين يعد موقف تركيا غامضا في ميزان القوي فهو بين التودد لإسرائيل وبين دعم الإخوان والذي أدي إلي خلاف مع مصر وفتور في علاقاتها مع السعودية وفي مواجهة هذه العوامل وفي ظل دخول روسيا في الشرق الوسط في مقابل انسحاب أمريكا لابد من رؤية مصرية سعودية علي المدي الطويل حيال علاقاتهم مع كلا القطبين وذلك لاتخاذ تدابير استراتيجية ضرورية ومن الضروري أيضا للقاعدة الشعبية العربية المشاركة في مثل هذه الرؤية لأنه لم يعد العرب اليوم علي استعداد لاحتضان الدب الروسي من جانب أو الحمار الديمقراطي والفيل الجمهوري للولايات المتحدة من جانب آخر. وأوضحت الصحيفة أنه ليس هناك شك في أن الاتجاه السائد في الرأي العام المصري حول الولاياتالمتحدة يميل نحو مؤشر سلبي أعلي بكثير مما كان عليه في أي وقت آخر في الماضي بسبب دعمها للإخوان في مقابل اتفاق آراء كل من روسيا ومصر والسعودية ضد الإخوان, حيث إن الثلاثة عازمون علي منع الجماعة من الوصول الي السلطة مرة أخري مشيرة إلي أن هناك نقاطا خلافية بين الثلاثة هي إيرانوسوريا, خاصة بالنسبة للسعودية, مع الأخذ في الاعتبار أن الإخوان المسلمين قد اتخذت موقفا بجانب المعارضة في دمشق ومصر اليوم مختلفة بشأن التطورات في سوريا وبالتالي فإن المواقف تختلف بين موسكووالقاهرةوالرياض بشأن تلك القضية مما يجعل التعاون الأمني بين الدول الثلاث أمرا محيرا للغاية ومن جانبها, رأت مجلة فورين بوليسي أن الأكثر أثارة للحيرة هي إيران في هذا المشروع الثلاثي مع العلم أن روسيا واضحة تماما في تحالفها مع طهران وسط تحيزها لمصلحة النظام في دمشق, حيث إن المحور الذي يجمع بين موسكووطهرانودمشق يمثل ائتلافا جادا وصارما لا سيما في هذه المرحلة فيما تقطعت بواشنطن ولندن وباريس وبرلين السبل في منتصف طريق المفاوضات حول النووي الإيراني حيث ترتعد كل من إدارة أوباما وحكومة كاميرون من النظام في طهران, وأيضا هناك مواجهة كبيرة مع فرنسا وإسرائيل في إطار المحادثات النووية مع إيران, حيث أشعل البرنامج النووي الإيراني الحرب الكلامية بين الحليفين التاريخيين الولاياتالمتحدة وإسرائيل واختلفا لأول مرة علنا علي قضية دولية ولم يتفقا علي استراتيجية دبلوماسية مشتركة لكيفية التعامل مع الإيرانيين. وأشارت المجلة إلي أن هذا الاختلاف الجديد بين واشنطن وتل أبيب يجعل الأطراف العربية تأخذه بعين الاعتبار واستغلاله في استعادة الموقف العربي في ميزان القوي بالمنطقة موضحة أن مصر مؤهلة لاستعادة وزنها الإقليمي وستكون قادرة علي تحقيق ذلك بالتعاون الفعال مع السعودية والإمارات ودول عربية أخري هذا ومصر مؤهلة للقيام بذلك علي شرط ألا تقع في السياسات العاطفية التي تهدف إلي التعبير عن الاستياء أو الغضب من خلال رؤية استراتيجية طويلة الأجل والبدء علي الفور لجعل الرأي العام المصري والشركاء العرب جنبا إلي جنب في عملية صنع القرار في المنطقة والذي سيؤثر بدوره علي المحادثات الإسرائيلية مع الفلسطينيين وحل الأزمة السورية والمفاوضات النووية الإيرانية. رابط دائم :