تميزالشعوب العربية بالسذاجة وسهولة الاستهواء وطيبة القلب وحسن النوايا المفرط. فالمعلن حرب كلامية بين البلدين تهدد كل منهما الأخري فيها بالمحو من الوجود, أما الواقع فتعاون علي أعلي المستويات العسكرية والسياسية واللوجيستية. العرب يصفقون لإيران لدي كل حزمة تصريحات عنترية يطلقها القادة الإيرانيون تجاه تل أبيب, بحكم العداء العربي الإسرائيلي المزمن. الحجاج الإيرانيون يكملون الصورة عندما يصرون علي رفع اللافتات المناهضة لإسرائيل وأمريكا في الأراضي المقدسة بمكة المكرمة, بينما سيل من الأسلحة الأمريكية وقطع الغيار تتدفق إلي طهران عبر إسرائيل خلال حرب الأخيرة مع العراق التي استمرت ثماني سنوات. استمر التعاون الشيعي الصهيوني سنوات طويلة, ولعب فيه الشيخ الشيعي صادق طبطبائي دور حلقة الوصل بين الجمهورية الإسلامية والكيان الصهيوني مستغلا علاقته المتميزة مع يوسف عازر الذي تربطه علاقات وثيقة بالموساد وجيش الاحتلال الإسرائيلي, وانكشفت هذه العلاقة عندما تم القبض علي طبطبائي في ألمانيا في يناير1983 بتهمة حيازة أكثر من مائة كيلو جرام من الهيروين, وتم الكشف عن وجود ختم دخول إسرائيل علي جواز سفره في ديسمبر1980, تم عرض تأشيرة دخول طبطبائي إلي إسرائيل علي ملايين المشاهدين في التليفزيون الألماني. ليس هذا فقط, وإنما حصلت إيران علي أسلحة إسرائيلية بموجب خمس صفقات كبيرة أولها توسط فيها يهوديان إسرائيليان مقيمان في لندن هما أندريه فريدل و زوجته مع شركة تي إيه تي في مارس1981, والثانية وقعها العقيدان الإسرائيليان يعقوب النمرودي وكوشك نائب وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها في يناير1983, أما الصفقة الثالثة فكشفها إسقاط الدفاعات الجوية السوفيتية لطائرة أرجنتينية تابعة لشركة أوروريوبلنتس ضلت طريقها إلي إيران ودخلت الأجواء السوفيتية وكانت محملة بالأسلحة وقطع الغياروكان الوسيط في هذه الصفقة تاجر بريطاني يدعي إستويب ألن, والذي نجح في توصيل3 شحنات من الأسلحة وقطع الغيار الإسرائيلية لإيران في يوليو.1981 الرئيس الإيراني الأسبق اعترف في حوار لصحيفة هيرالد تربيون الأمريكية في العام نفسه بعلمه بالتعاون الإيراني الإسرائيلي وبعدم قدرته وقتها علي مواجهة التيار الديني الذي كان يدير هذه العلاقة الآثمة بين النظامين الشيعي والصهيوني, في الوقت الذي اعترف بعده بعام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحم بيجين بالتنسيق مع إيران, وبرره شارون بأن الغرض من وراءه إضعاف العراق. والمقابل كان صفقة بترول إيراني لإسرائيل بلغت قيمتها في أوائل ثمانينيات القرن الماضي مائة مليون دولار, صدرتها طهران لتل أبيب بينما تسلمت الثمن أسلحة فلسطينية صادرتها إسرائيل في جنوبلبنان. ..وللحديث بقية رابط دائم :